يقول الرئيس المصري محمد مرسي إنه غير موافق على التدخل العسكري في مالي لأن هذا من شأنه أن يوجج الصراع في المنطقة، داعياً إلى أن يكون التدخل سلمياً وتنموياً. الرياض: اعلن الرئيس المصري محمد مرسي الاثنين خلال افتتاح قمة اقتصادية عربية في الرياض انه يعارض التدخل العسكري الفرنسي في مالي. وقال مرسي امام عدد من القادة العرب "لا نوافق ابدا على التدخل العسكري في مالي لان هذا من شأنه ان يؤجج الصراع في المنطقة" داعيا "لان يكون التدخل سلميا وتنمويا". واضاف الرئيس المصري "لا نقبل ابدا اي تطرف او عنف او عدوان على الامنين، ولكننا لا نريد ايضا ان نخلق بؤرة جديدة من الصراع الدامي وسط افريقيا تعزل ما بين الشمال العربي، وما بين عمق افريقيا". وتابع "اطلب منكم ان نقف الى جوار الجزائر في ما وقع فيها، وان نكون دائما ضد من يحاول ان يعتدي على استقلال او ارادة او امن اي قطر من اقطارنا العربية". وكانت القوات الفرنسية باشرت تدخلا عسكريا في مالي لمساعدة جيش هذا البلد على مواجهة مقاتلين اسلاميين في شماله. كما قام مقاتلون اسلاميون بمهاجمة مصنع غاز في الصحراء الجزائرية ما دفع الجيش الجزائرى الى التدخل وقتل او اعتقال عشرات الخاطفين، ما ادى ايضا الى مقتل عدد كبير من الرهائن. المعارضة الفرنسية تعرب عن قلقها من "عزلة" باريس بعد التدخل في مالي اعرب مسؤولون من المعارضة اليمينية عن قلقهم الاثنين من "عزلة" فرنسا مضعفين بذلك التوافق حول العملية العسكرية في مالي التي قررها قبل عشرة ايام الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند. وقال جان فرنسوا كوبيه رئيس الاتحاد من اجل حركة شعبية، ابرز احزاب المعارضة، ان "عزلة" فرنسا "مشكلة كبيرة. انها المسألة المركزية". واضاف كوبيه في تصريح اذاعي "آسف لعدم انعقاد مؤتمر دولي، جولة دولية لرئيس الجمهورية". وتساءل ايضا عن "اهداف" فرنسا في مالي "هل هي مكافحة الارهاب الدولي؟ الارهاب في هذه المنطقة؟ اعادة توحيد مالي؟". واوضحت نائبة الاتحاد من اجل حركة شعبية فاليري بيسرس "اعتقد انه في ظروف اخرى، ولو كان نيكولا ساركوزي (في الرئاسة)، لكنا ذهبنا الى المعركة مع مزيد من الدعم بالتأكيد سواء كان من المانيا او بريطانيا او اميركيا". واعرب وزير الدفاع السابق في عهد ساركوزي، الوسطي ارفيه موران عن الاسف ايضا "لأن الجولة الاوروبية او الافريقية التي كانت ستتيح تشكيل قوة اكبر حجما -- لكنا شعرنا بأننا لسنا وحدنا -- لم تحصل كما كان يجب ان تحصل". واعلن وزير الخارجية السابق آلان جوبيه الذي كان في منصبه اثناء التدخل الفرنسي في ليبيا في 2011 "ارغب في ان يتم توضيح الموقف الفرنسي". واكد جوبيه الذي سبق ان حذر من ان انتشار القوات الفرنسية على الاراضي المالية "محفوف بالمخاطر" ان الهدف من التدخل "هو وقف تقدم الجهاديين والارهابيين في اتجاه الجنوب وباماكو". لكنه اضاف "لدي انطباع اليوم بأننا نقوم بعملية غزو شاملة للاراضي المالية، وهي شاسعة. وليست لدى فرنسا الوسائل للقيام بذلك وحدها". رسميا، ما زالت المعارضة تدعم عملية سرفال، كما قالت الاسبوع الماضي في البرلمان خلال نقاش لم يتخلله تصويت. وقال جان بيار رافاران رئيس الوزراء في عهد شيراك "نحن في حالة حرب، وانا اقف وراء السلطات في بلادي". مشاكل مالي كانت ستكون اسوأ بكثير لو لم يحصل تدخل دولي في ليبيا اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين ان امداد الحركات الاسلامية المسلحة في مالي بالاسلحة كان سيكون "اكبر بكثير" لو لم يتدخل التحالف الدولي في ليبيا في 2011 لمساعدة الثوار الليبيين على الاطاحة بمعمر القذافي. وصرح الوزير لاذاعة بي.بي.سي 4 "هل ساهم الوضع في ليبيا في ما يجري في مالي؟ اظن عكس ذلك لان تدخل الغربيين في ليبيا جعل الوضع اسهل". واقر هيغ الذي تقدم بلاده مساعدة عسكرية لوجستية لفرنسا في تدخلها في مالي لمواجهة الاسلاميين المسلحين الذي يحتلون شمال البلاد، بانه "اكيد ان اسلحة الطوارق الآتية من ليبيا ساهمت في وضع اغتنمه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بعد ذلك". واضاف "اذكركم باننا تدخلنا لانقاذ ارواح في ليبيا" مؤكدا ان "تدخلنا ادى الى اختصار مدة النزاع في ليبيا واظن انه لو لم نتدخل فان المشاكل كانت ستكون اكثر خطورة". من جهة اخرى استشهد وليام هيغ بتدخل المجتمع الدولي في الصومال حيث ادت عملية سياسية طويلة اشرفت عليها الاممالمتحدة من اجل اعادة بناء الدولة المركزية التي انهارت في 1991، الى اقامة مؤسسات سياسية جديدة خلال 2012. وقال "اننا لا نريد ان تشهد دول مثل مالي انهيار الدولة لمدة عشرين سنة" كما وقع في الصومال. واضاف ان "ذلك امر دقيق دائما ومن السابق لاوانه القول ان نجاحا تحقق لكن تقدما كبيرا حصل في الصومال منذ سنة" مذكرا بان بريطانيا "لعبت دورا كبيرا" باحتضانها مؤتمر لندن حول جهود اعادة الاعتبار لذلك البلد في شباط/فبراير الماضي.