تمثل الطائرات من دون طيار جزءاً مهماً في عالم الطيران، حيث إنها تستخدم على نطاق واسع للمراقبة في المجالات العسكرية والمدنية، وهذا ما شجع الطلاب علي الشمري وحسن عبدالله ونديم الحكيمي من كلية الهندسة الكهربائية في جامعة الإمارات، ليكون مشروع تخرجهم عبارة عن تصميم طائرة من دون طيار، تعمل بالطاقة الشمسية، ومزودة بكاميرا، يمكن استخدامها في مراقبة بقع الزيت، والمد الأحمر وبعض حالات الطوارئ الأخرى لمحطات توليد الطاقة على الشواطئ . يتحدث الطالب نديم الحكيمي، هندسة كهربائية عن فكرة مشروعهم، قائلاً: تتلخص فكرة مشروعنا في تصميم طائرة من دون طيار تعمل بالطاقة الشمسية، ومزودة بكاميرا لمراقبة بقع الزيت والمد الأحمر، وبعض حالات الطوارئ الأخرى لمحطات توليد الطاقة على الشواطئ، والجديد في هذا المشروع أننا قمنا بتغيير طريقة تشغيل الطائرة، حيث إن هذا النوع من الطائرات يعمل بالطاقة الكهربائية، ولكنه من خلال هذا المشروع سيعمل بالطاقة الشمسية، التي تعتبر من أهم مصادر الطاقة المتجددة والمتوافرة على سطح الأرض، مع العلم أنه إلى الآن لم يتم استخدام سوى جزء صغير من الطاقة الشمسية المتوافرة في حياتنا، ويمكن تحويلها إلى كهربائية وحرارية من خلال آليتي التحويل الكهروضوئية والتحويل الحراري للطاقة الشمسية، ويقصد بالتحويل الكهروضوئية تحويل الإشعاع الشمسي أو الضوئي مباشرة إلى طاقة كهربائية بوساطة الخلايا الشمسية ( الكهروضوئية) . ويضيف: تتميز الطائرات التي تعمل بالطاقة الشمسية عن غيرها من الطائرات، بطول مدة تحليقها، حيث إنها تعمل في النهار باستخدام الطاقة الشمسية المباشرة، وفي الليل باستخدام الطاقة الشمسية المخزنة في البطاريات، باعتبار أن فكرة مشروعنا تعتمد على استخدام الطاقة الشمسية، وتوزيعها باتجاهين أحدهما يحول آنيا إلى طاقة كهربائية، والآخر يخزن تلقائياً في بطاريات خاصة . ويوضح الطالب حسن محمد البلوشي، هندسة كهربائية أهمية مشروعهم، قائلا: تمثل الطائرات من دون طيار جزءاً مهماً في عالم الطيران، حيث إنها تستخدم على نطاق واسع في المراقبة في المجالات العسكرية والمدنية، إضافة إلى ذلك يمكن استخدامها في حل مشكلات حيوية لأغراض مختلفة، مثل مراقبة المد الأحمر، وبقع النفط التي تؤثر في مولدات الطاقة في محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه، ومراقبة الطرقات، والسواحل والمناطق الحدودية . و يضيف: تطبيق هذا المشروع على أرض الواقع، سيوفر الكثير من جهد ووقت العاملين في مجالي توليد الكهرباء وتحلية المياه، حيث إنهم لن يضطروا للذهاب في جولات استكشافية باستخدام القوارب، للكشف عن وجود أي بقع للزيت أو المد الأحمر، والتي تهدد سلامة أجهزة التحلية ومولدات الطاقة، وستقوم الطائرة بهذه المهمة، وسيقتصر دورهم على التحكم بها لاسلكياً، والاطلاع على شاشة العرض المرتبطة بالطائرة، والتي ستتيح لهم إمكانية تحديد هدفهم بوضوح . وعن مراحل تصميم الطائرة، يقول الطالب علي الشمري: قبل أن نبدأ في وضع المحاور الرئيسة لمشروعنا، كان علينا أولاً أن نطلع على المشاريع السابقة المشابهة لفكرتنا، مما ساعدنا على فهم كل ما يتعلق بفكرة عمل الطائرة، إضافة إلى تحديد الزاوية التي سننطلق منها، والتي جاءت بعد دراسة تفصيلية لجميع أجزاء الطائرة ونظام تشغيلها الحالي، ومن ثم اختبار إمكانية تحويل هذا النظام إلى التشغيل بالطاقة الشمسية، وعليه تم تزويد الطائرة بكاميرا وشاشة عرض خاصة تربط الطائرة بمحطة تحكم أرضية، تساعد مستخدميها على رؤية المشهد الذي تم التقاطه بالكاميرا، والتحكم بحركة الطائرة، بهدف توضيح الصورة والوصول إلى الهدف . وعن الصعوبات التي واجهتهم في تنفيذ مشروعهم، يقول: عند إضافة أي جزء إلى الطائرة، كان علينا التأكد من أنه لن يخّل بتوازنها، ما تطلب إجراء عدة اختبارات خاصة بتوازن الطائرة، وتغيير الكاميرا التي تم اختيارها، بعد شرائها والتأكد من أنها مطابقة للمواصفات، ومن أهم الأجزاء التي تمت إضافتها إلى هيكل الطائرة أيضا جهاز تخزين الطاقة الشمسية، وكان لابد من استخدام خلايا رقيقة جداً وخفيفة الوزن، حتى لا يكون لها تأثير في توازن الطائرة، وفي الوقت نفسه يجب أن تكون ذات كفاءة عالية في تخزين الطاقة الشمسية . وعن الجهات الداعمة للمشروع والمستفيدة منه، يقول الطالب نديم الحكيمي: حصلنا على دعم مادي من شركة بوينغ للطيران، التي تدعم المشاريع الطلابية في مجال الطيران، أيضا استعنا بخبرات الدكتورة حمدة علي آل ثاني، مدير مركز أبحاث المياه والطاقة في هيئة كهرباء ومياه أبوظبي، والدكتور فلاح حسون، مستشار أول في المركز نفسه . وسيخدم هذا المشروع جهات مدنية وعسكرية عدة أهمها هيئة المياه والكهرباء وأمن وسلامة الطرق وحرس الحدود ومحطات تحلية المياه.