خديجة علي سالم علي المرشودي فنانة إماراتية موهوبة، رسمت بأناملها أجمل اللوحات فباتت سفيرة الريشة والإبداع بإمارة الفجيرة . بدأت المرشودي حكايتها مع الرسم منذ الصغر، فصعدت السلم خطوة خطوة بعد أن تعلمت في المدرسة أصول الفن، لتجد في الجامعة متنفساً للاستمرار مما مهد الطريق بعد تخرجها لدخول عالم الاحتراف والمشاركة في المعارض المختلفة . بدايتها الفعلية كانت عام ،2003 وها هي بعد عشر سنوات قضتها في التعلم والتدريب وحضور مختلف الدورات والورش، تجني ثمار تعبها بالحصول على العديد من الجوائز، فحازت المركز الأول في أكثر من مسابقة . لخديجة طموحات وآمال مستقبلية لا حدود لها، حيث افتتحت مرسماً خاصاً بها في الفجيرة لتعرض فيه أجمل ما أبدعته ريشتها من لوحات تعبّر عن تراث وجمال البيئة الإماراتية . وبسبب حبها للرسم والألوان دخلت عالم تصميم الأزياء فباتت صاحبة مواهب متعددة ونموذج ناجح يحتذى به . متى بدأت موهبة الرسم لديك؟ - الصغر، حيث كنت ملازمة للدفتر والقلم وأرسم ما أراه أمامي، خصوصاً شخصيات مجلة ماجد، لأنني كنت أقرأها كثيراً، وفي المدرسة فزت في مسابقة الرسم على مستوى الدولة، وشعرت معلمة التربية الفنية بموهبتي، وقتها أدركت أن الله تعالى أعطاني وأنعم عليّ بهذه الموهبة . وفي جامعة الإمارات وجدت من يهتم بمواهبي، والتحقت بنادي الإبداع، وتعلمت الكثير عن الرسم، ومنها انطلقت بعد التخرج إلى احتراف الرسم والمشاركة بالمعارض . ما الذي تحبين إبرازه في أعمالك؟ - اللوحة كيان كل فنان، وهي المرآة التي تعكس أفكاري وأرى نفسي فيها، فأعبّر عن شخصيتي وبيئتي وهمومي والأشياء التي لها مكانة في قلبي . ومن أين تستلهمين أفكار أعمالك الفنية؟ - من خيالي ومن الطبيعة الخلابة وجمال البيئة الإماراتية، ومن الاطلاع على أعمال الفنانين البارزين . ما السمة الخاصة لأعمالك كفنانة؟ - تتميز لوحاتي بالواقعية والأصالة، فمن يرى رسوماتي للوهلة الأولى يسهل عليه تفسيرها، لكن في الحقيقة لها معانٍ عميقة، تعكس شخصيتي والبيئة التي أعيشها، وتعبّر عن تطلعات المرأة للمستقبل وتعزيز إرادة الأمل فيها . كيف واصلت تطوير مواهبك؟ - أتعلم كل جديد في عالم الفن وأجرب مختلف أنواع الرسم والأشغال اليدوية، وقراءة كتب الرسم، والمشاركة في المعارض المتنوعة، والاستفادة من تجارب الفنانين، حيث افتتحت مركزاً خاصاً لتعليم الفنون التشكيلية وتنمية الكفاءات الشخصية من خلال التدريس، وإقامة ورش العمل وتبني المواهب الشابة، مما جعلني أقرأ كثيراً وأثقف نفسي وأطور مهاراتي، وفي المستقبل القريب سيتم التعاقد مع أساتذة كبار للتدريب على الفنون، وهذا سيكون إضافة قوية للساحل الشرقي في تطوير النهضة الفنية والوصول بها إلى الاحتراف . عشر سنوات قضيتها كفنانة، كيف ترين الفرق منذ بداياتك عام 2003 إلى الآن؟ - الفرق كبير جداً، إذ مررت بمراحل كثيرة في حياتي للوصول إلى هذا المستوى، فمنذ الصغر أستخدم الألوان الخشبية والشمعية والمائية والبوستر، وبعدها بالفحم والزجاج وعلى الفخار والخط العربي وإدخال المواد المختلفة والأشغال اليدوية في أعمالي الفنية، ويعتبر الرسم بالألوان الزيتية والإكريليك حالياً ألواناً أساسية في لوحاتي، وصرت أدرس الرسم في مركزي الخاص لأنقل خبراتي في الفنون ليستفيد منه الموهوبون والمبدعون . ما أقرب لوحة إلى قلبك؟ - كل لوحة لها مكانة خاصة في قلبي، وأول لوحة رسمتها بالالوان الزيتية هي الأقرب لي . وماذا عن تعلقك بتراث الإمارات وتجسيده في لوحات معبّرة؟ - تراث الإمارات يعني لي الكثير في حياتي فأنا أحب كل شي تراثي لان له جمالية نادرة وغير موجودة في عصرنا الحالي، ويكفينا فخراً بمقولة الشيخ زايد، رحمه الله، "اللي ما له ماضي ما له حاضر ولا مستقبل" . هل شاركت في معارض ومسابقات؟ - نعم شاركت بأكثر من 30 معرضاً، وفزت بالمركز الأول في مسابقة "اللوحة الأكثر إبداعاً" كلية الاغذية والزراعة - جامعة الإمارات مايو/أيار ،2006 وفزت بالمركز الأول في مسابقة "أجمل لوحة" في مهرجان الفنون الإسلامية - مركز الفنون التشكيلية كلباء 2008 . إلى أي مدى أسهمت شخصيتك في إبراز موهبتك؟ - شخصيتي أسهمت بشكل كبير في إبراز مواهبي، لأن شخصيتي هادئة وطموحة وصبورة ومخلصة للعمل . كيف استطعت التوفيق بين وظيفتك والرسم؟ - لا تشغلني الوظيفة عن الرسم، بالعكس بلدية الفجيرة تشجع الموهوبين والفنانين، وستقيم لنا معرضاً خاصاً للموظفين المبدعين قريباً . ما موقف الأسرة من موهبتك؟ - أسرتي (وبالاخص أمي) هي التي أرتكز عليها في الارتقاء بمواهبي، ومنها أستلهم أفكاري . كيف يمكن إفادة المجتمع من خلال موهبة الرسم؟ - من خلال موهبة الرسم أسهم بتأصيل الحركة الفنية التشكيلية في مجتمع الإمارات، بشكل عام وفي الفجيرة بشكل خاص، وتوثيق تاريخ ومنجزات الإمارات، والمشاركة بالمعارض العالمية لإبراز التطور الذي وصلت إليه الدولة . ألا تجدين أن هواية الرسم تجذب الكثيرين إليها؟ - بالفعل هواية رائعة ومسلية وتجذب الكثيرين، ولكن هناك الكثيرين من الموهوبين بالرسم وهم الذين يستمرون في هذه الهواية لتصل إلى مرحلة الجودة والإتقان . ماذا تحقق لك هواية الرسم؟ - الرسم ينمي الحس الجمالي والذوق الفني، ويدعو إلى الخيال والتأمل في الطبيعة والكون . وماذا عن هواية تصميم الأزياء؟ - أحببت تصميم الازياء منذ الصغر، فقد كنت أرسم التصاميم بنفسي ثم أنفذها، وأخيط الملابس لي ولعرائسي، وازدادت جرأتي بفتح محل لتصميم وخياطة وتطريز الملابس النسائية والعبايات لأمارس فيه هوايتي، وأعتمد في تصاميمي على البساطة والجمال ومتابعة الموضة . وما طموحك مستقبلاً؟ - أن أحصل على الدعم الكافي ليكون لدي مرسم في الفجيرة وأسهم في إبراز ماضي وحاضر ومستقبل الدولة في كثير من معارض الرسم حول العالم، وكذلك أدعو المؤسسات الحكومية في الفجيرة خاصة وبالإمارات بشكل عام بدعمي بالمشاركة بالدورات التي نعرضها بالمركز لكي أتمكن من خدمة مجتمعي، وأقدم له ما يحتاجه، فنحن نقدم دورات متنوعة بالرسم والتصوير وصناعة المجوهرات والحياكة بالكروشيه، والأشغال اليدوية، إضافة إلى دورات تنمية الكفاءات الشخصية والتميز الوظيفي والمؤسسي .