تهوى المصورة والفنانة التشكيلية الإماراتية حمدة سيف الرسم منذ الطفولة حتى إنها كرمت في سن صغيرة، وتم اختيار أحد أعمالها الفنية كخلفية للحفل الختامي لمهرجان "حصاد الطفولة"على مستوى الدولة، عندما كانت في المرحلة الابتدائية، تخرجت في كلية الفنون الجميلة، حيث رغبت في دراسة هذ المجال لتتعمق أكثر فيه وتنمي موهبتها بالدراسة والممارسة، وحازت جوائز عدة، وشاركت في كثير من المعارض وقامت بتصوير المناطق الطبيعية والتراثية داخل الدولة، وعن موهبتها ولوحاتها وماذا يمثل هذا الفن بالنسبة لها تتحدث إلينينا في هذا الحوار: متى كانت بدايتك في عالم التصوير والفن التشكيلي؟ - البداية كانت منذ الصغر عندما بدأت الذهاب إلى مراكز الطفولة في الشارقة، حيث وجدت هناك الدعم والرعاية الكاملة من قبل المعلمين والمعلمات، واستطعت تعلم أساسيات الرسم وصقل موهبتي، إلى أن أصبح الرسم شيئاً أساسياً في حياتي أمارسه كل يوم، وفي ذلك الوقت رسمت العديد من اللوحات التشكيلية التي نالت إعجاب المعلمين، وبدأت تعلم كيفية تنفيذ الرسوم التشكيلية، وبعدها بدأت أتعامل مع الكاميرا كمستخدمة عادية إلا أنني احترفتها بعد ذلك . وماذا عن موضوعاتك ولوحاتك وصورك؟ - لا توجد هناك مشاهد أو لوحات معينة تستهويني، فأنا لا أتقيد بموضوع معين وأحب رسم أي شيء جميل تقع عيني عليه، حيث إن جميع المناظر والمشاهد المختلفة الموجودة حولنا تستحق الرسم، أما بالنسبة للتصوير فأعشق المناظر الطبيعية والتراثية . هل تعبر الصورة التي ترسمينها عما بداخلك أم تنقلين الواقع فقط؟ - دائما ما تعبر اللوحات عما بداخل الفنان فهي تصور شخصيته، بالنسبة لي فأنا أعبر عن شخصيتي الهادئة، وكل ما بداخلي من خلال لوحاتي، حيث إنها ليست مجرد ألوان وأشكال لمناظر بل تفصح عن مكنوني بشفافية دون خجل، فهذا الفن بالنسبة لي رؤية خاصة تحمل معاني كثيرة لا يعرفها إلا من يدقق في ألوان لوحاتي . وفي كثير من الأحيان أسعى لنقل واقع أراه لكن من خلال رؤيتي الخاصة وليس من خلال رؤية الآخرين، ويأتي هنا دور الصورة حيث أسعى دائماً للجمع بين الصورة والرسم لأكوّن فكرة ما بداخلي . هل لدراستك علاقة بالفن التشكيلي أو التصوير؟ - تخرجت في كلية الفنون الجميلة بجامعة الشارقة بتخصص العمارة والتصميم الداخلي، وكانت دراستي تعتمد على الرسم والإبداع بشكل كبير، وهذه واحدة من الأسباب التي جعلتني أدخل هذه الكلية، إضافة إلى موهبتي التي كانت موجودة منذ الصغر، حيث تربيت على حب هذا الفن، فكانت الانطلاقة الحقيقية من خلال تعلم فنونه وأصوله . ما أفضل الألوان التي تحبين الرسم بها؟ - أحب جميع الألوان ولا أتقيد بلون معين في لوحاتي، فاختلاف الموضوعات التي تتناولها اللوحة تستدعي اختلاف الألوان، في رأيي هذه الطريقة الأفضل لأي فنان لأن كل عمل يستلزم تغيير الألوان، وليس معنى أنه يحب لوناً معيناً أن يضعه ويركز عليه في أعماله كافة . ماذا عن مشاركاتك في المسابقات والفعاليات الفنية؟ - منذ الصغر وأنا أحرص دائماً على المشاركة في المسابقات والمعارض المختلفة حتى أتميز في هذا المجال، وتم اختياري كطفلة مثالية على مستوى مراكز الطفولة في المرحلة الابتدائية، وكرمت من قبل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وهذا بالنسبة لي وسام أضعه على صدري دائماً، إضافة لقيامي بالمشاركة في أكثر من معرض تصوير . هل أقمت معارض خاصة بك؟ - شاركت في معارض جماعية عدة ولكن لم أقم معرضاً خاصاً بي حتى الآن، وهو ما أطمح إليه في المستقبل بإذن الله . وهل حصلت على دورات لتنمية موهبتك؟ - حصلت على عدد من الدورات، إضافة إلى دراستي بالكلية، فقد التحقت بمعهد الشارقة للفنون حيث طورت موهبتي بشكل كبير، وتعلمت تقنيات كثيرة في مجال الرسم وفنون أخرى غيره مثل النحت والخزف وتاريخ الفن ما جعلني اكتسب مهارات كثيرة، وشاركت كذلك في دورة للرسم في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الصيف الماضي حيث اكتسبت خبرة من خلال احتكاكي بفنانين آخرين ذوي خبرة . وماذا عن الجوائز التي حصلت عليها؟ - منذ الصغر وحتى الآن لي مشاركات عدة في ورش ومسابقات الرسم، حيث شاركت بلوحات وجداريات مختلفة أهمها جدارية كبيرة علقت على خلفية المسرح في الحفل الختامي لمهرجان الحصاد لمراكز الطفولة عام 1998وحصلت من خلالها على المركز الأول في مسابقة الجداريات لمراكز الطفولة في الشارقة وكان ذلك في بداية مسيرتي الفنية . وعلى مستوى الجامعة شاركت في ورش ومسابقات أهمها مسابقة ومعرض العمل الفني الإرشادي على مستوى الجامعات، وشاركت في فعاليات اليوم الوطني حيث فزت بالمركز الثالث على مستوى الجامعة عام ،2008 والمركز الثاني في مسابقة فنية على مستوى الجامعات في إمارة الشارقة عام ،2009 وفزت أيضاً بمسابقة التصوير التي أقامتها جمعية الإمارات للتصوير الضوئي . برأيك هل هناك علاقة انسجام بين الفنان ولوحاته وهل من الممكن أن تستمر هذه العلاقة؟ - دائماً يعتبر الفنان أن اللوحة جزء منه، فهناك دائماً علاقة انسجام وعشق بين الفنان ولوحته وتستمر مع الزمن . ماذا عن الصعوبات التي واجهتك في مجالك؟ - قد يواجه الفنان بعض الصعوبات من خلال تأثير البيئة المحيطة به، ما يجعله يمر ببعض الظروف، وبالنسبة لي واجهت بعض الصعوبة في ممارسة الرسم عند دخولي الجامعة بسبب انشغالي بالدراسة . وماذا عن طموحك في هذا المجال؟ - أطمح دائماً إلى التميز والإبداع وإثبات ذاتي من خلال مشاركاتي، وإن كانت قليلة، والاحتكاك بفنانين من ذوي الخبرة، وكذلك إقامة معرض خاص بي والمشاركة في مسابقات داخل وخارج الدولة حتى أتمكن من إثبات أن الفتاة الإماراتية قادرة على الإبداع في أي مكان وفي كل المجالات.