وذكر مصدر أمني جزائري رفيع أن محققين من اللجنة توجهوا إلي عين أميناس ويجرون حاليا التحريات الأولي لكشف التقصير الذي تسبب في عدم فاعلية إجراءات الأمن المشددة في منع هجوم تيجنتورين, موضحا أن مختصين أرسلوا من العاصمة فحصوا تسجيلات كاميرات المراقبة بالفيديو التي تمكن عناصر الجيش من استرجاعها من داخل المنشاة والتي سجل بعضها الدقائق الأولي لعملية الاقتحام. كما استمع المحققون لعدد من المسئولين في أجهزة الأمن علي المستوي المحلي في المنطقة. ويركز التحقيق حسب المصدر علي سبب فشل إجراءات الأمن خاصة المتعلقة بالتحقيق حول عمال شركات النفط, وفشل إجراءات الأمن السلبية المتعلقة بالأسوار والأبواب والمراقبة الجوية في التعامل مع عملية الاختطاف, وستنتهي التحقيقات بتقرير يحدد المسئولين عن التقصير في حماية المنشأة النفطية, وتوصيات تتعلق بالمزيد من إجراءات الأمن حول حقول ومواقع شركات النفط والغاز في الجنوب. وقد ارتفع عدد الاشخاص الذين قتلوا خلال حصار استمر أربعة أيام في محطة للغاز تقع في عمق الصحراء الكبري وأسفر عن مقتل او فقد امريكيين وبريطانيين وفرنسيين ويابانيين ونرويجيين ورومانيين. وقال مصدر أمني أن القوات الجزائرية عثرت علي جثث25 رهينة آخرين ليرتفع عدد المتشددين والاسري الذين قتلوا الي80, مشيرا الي أنه تم اعتقال ستة متشددين وان قوات الجيش لاتزال تبحث عن آخرين. وأعلن المقاتل الاسلامي المخضرم مختار بلمختار ذو العين الواحدة المسئولية عن الهجوم باسم القاعدة. وقال في تسجيل مصور نقل عنه موقع صحراء ميديا ولم يبثه إننا في تنظيم القاعدة نعلن عن تبنينا لهذه العملية الفدائية المباركة... نحن علي استعداد للتفاوض مع الدول الغربية والنظام الجزائري بشرط توقيف العدوان والقصف علي الشعب المالي المسلم. ونقل موقع صحراء ميديا عن بلمختار قوله إن العملية قادها أربعون مجاهدا مهاجرين وأنصارا من بلاد إسلامية شتي بل حتي من بلاد الغرب باسم الموقعون بالدماء. وقال مسئولون جزائريون إن جماعة بلمختار وراء الهجوم لكنه لم يشارك فيه بنفسه. وأبدت بعض الحكومات الغربية إحباطها من عدم إبلاغها بخطط السلطات الجزائرية لاقتحام المنشأة. ورغم ذلك دافعت بريطانيا وفرنسا علنا عن الخطة الجزائرية. وقال لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي انه من السهل القول إنه كان يجب القيام بهذا أو ذاك. السلطات الجزائرية اتخذت قرارا وعدد القتلي مرتفع جدا. ومن جانبه, قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان بثه التليفزيون سيطرح الناس الآن بالطبع أسئلة عن رد الجزائر علي هذه الأحداث لكنني سأقول إن مسئولية سقوط القتلي تقع مباشرة علي الإرهابيين الذين شنوا هذا الهجوم الدنيء والخسيس. ومثل الهجوم الذي شنه الإسلاميون اختبارا لعلاقة الجزائر مع العالم الخارجي وكشف مدي تعرض عمليات النفط المتعددة الجنسيات للخطر في منطقة الصحراء الكبري وسلط الأضواء علي التشدد الإسلامي في شمال إفريقيا. وفي طوكيو, صرحت الحكومة اليابانية أمس أن مسئوليها وصلوا إلي مستشفي في جنوب شرقي الجزائر للتأكد من وضع المواطنين اليابانيين العشرة الذين مازالوا في عداد المفقودين بعد مرور أربعة أيام علي أزمة احتجاز الرهائن بالمنشأة النفطية بعين أميناس بالجزائر.