حطمت اصوات الناخبين في اسرائيل آمال أحزاب اليسار والوسط في تشكيل الحكومة المقبلة، إذ بات اقتناص بنيامين نتانياهو لرئاسة الوزراء للمرة الثالثة أمراً حتمياً. ويرى ممثو القوائم العربية والمعارضة أن وصول اليمين المتطرف الى القمة ستكون له نتائج كارثية. خاص ب إيلاف - تل ابيب: من الثامنة صباحاً حتى العاشرة مساءً مع امكانية تمديد الفترة بساعة او ساعتين، بدأ الناخبون الاسرائيليون يتوافدون على صناديق الاقتراع البالغ عددها 10.500 صندوقاً، تم وضعها في 18 دائرة انتخابية، ومنذ الساعات الاولى من صباح اليوم الثلاثاء، وفي حين شهدت عملية التصويت اقبالاً كبيراً من الناخبين في القدس الغربية وتل ابيب وحيفا مدناً اخرى، إلا ان الاقبال كان ضئيلاً للغاية في مدن مثل يافا وبئر السبع. من اليمين الى اقصى اليمين وتشير استطلاعات رأي الشارع الاسرائيلي الى ان قائمة "الليكود بيتنا" ستقتنص تشكيل الحكومة القادمة بعد اعلان النتيجة الرسمية للانتخابات، لتصبح الكرة في ملعب اليمين الاسرائيلي، ويتحول الكنيست القادم من برلمان يميني الى برلمان يمثل اقصى اليمين، وعلى عكس ما كان متوقعاً من حرص الاسرائيليين على تشكيل ائتلاف حكومي يتألف من اليسار والمركز، إلا ان مواقف الناخبين المعلنة، اكدت ان النصيب الاكبر من الاصوات سيصب في صالح اليمين المتطرف. وفي حديث خاص ل "إيلاف"، اكدت المرشحة العربية على قائمة حزب "العمل" نادية الحلو ان عدم اقبال عرب اسرائيل على صناديق الانتخابات يعود الى حالة الاحباط التي تسود الشارع العربي في اسرائيل، من امكانية تشكيل اليمين المتطرف لحكومة جديدة بقيادة بنيامين نتانياهو، وقالت ل "إيلاف": "نسبة مشاركة عرب اسرائيل حتى عصر اليوم الثلاثاء لم تتجاوز الاربعين بالمائة، رغم اننا نادينا بضرورة تكتل الوسط العربي والتوجه لصناديق الاقتراع، للحيلولة دون وصول حكومة يمينية متطرفة لإدارة البلاد في الفترة المقبلة، إلا انني على يقين بحالة خيبة الامل التي تسود الشارع العربي في اسرائيل، فالفجوات الاجتماعية لا زالت متسعة بين شرائح المجتمع مقارنة بالأوساط اليهودية، كما ان التمييز لا يزال يعصف بعرب اسرائيل". واضافت الحلو انه رغم ذلك الا ان المعارضة ضرورية جداً، وهدفها ايصال الصوت والتنبيه للمشاكل التي تسود المجتمع، إلا ان عرب اسرائيل للأسف الشديد، باتوا على قناعة بان دور الاحزاب العربية في معسكر المعارضة كان مهمشاً وضئيلاً للغاية، ولعل ذلك كان من اهم اسباب عدم توجه الوسط العربي للانتخاب، ولكن عرب اسرائيل الذين لم يصوتوا في الانتخابات وتعاملوا بسلبية مع صناديق الاقتراع، باتوا كأن صوتوا لصالح تشكيل حكومة يمينية متطرفة. كارثة على الداخل والخارج وأوضحت الحلو في حديثها ل "إيلاف" ان تشكيل نتانياهو الائتلاف الحكومي الجديد، يعد كارثة على الداخل الاسرائيلي وخارجه، خاصة ان اليمين المتطرف سيحرك في ظل الواقع الجديد كافة الملفات الداخلية والخارجية الاسرائيلية. وحول ما اذا كان نتانياهو وائتلافه المتوقع سينجح في التوصل الى حلول جوهرية تخدم عملية السلام، قالت الحلو في حديثها ل "إيلاف"، ان الحكومة السابقة بقيادة بنيامين نتانياهو لم تحرك ساكناً في كافة قضايا النزاع العربي الاسرائيلي، بل شهدت عمليات احياء السلام جموداً غير مسبوق، لكن حزب العمل ورئيسته شيلي يحموفيتش، تعهدت بتحريك كافة الملفات التي تخدم العملية السلمية، بما في ذلك اقامة دولتين لكلا الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، ولعل الرئيس الاميركي صرح بذلك، حينما اعلن تخوفه من وصول عملية السلام الى نفق مسدود بعد نجاح اليمين الاسرائيلي في تشكيل حكومة جديدة. ووسط حالة الاحباط واليأس التي سادت الاوساط العربية من احتمالات قيادة نتانياهو لحكومة جديدة، ابدى ممثلو قوائم الاحزاب اليمينية، خاصة البيت اليهودي وشاس ثقة بالنفس، كما ان الداعين لتلك الاحزاب امام اللجان الانتخابية، اكدوا في احاديث خاصة ل "إيلاف"، ان الامر محسوم من البداية، وان اليمين سيقود "اسرائيل القوية" بعد تشكيل الائتلاف اليميني الجديد. ونظم العشرات من شباب الاحزاب اليمينية مهرجانات امام اللجان الانتخابية للفت نظر الناخبين، واقناعهم بالتصويت لصالح احزابهم، مرددين عبارات وشعارات اكدوا فيها ان اليمين وحده هو القادر على حماية اسرائيل وبقائها دولة قوية. شعارات خالية المضمون وامام مدرسة "جمنسيا هرتسيليا" الواقعة في شارع جابوتنسكي بتل ابيب، احتشد العشرات من الداعين للأحزاب اليمينية، فيما خلت المنطقة من تمثيل لأحزاب اليسار والوسط، باستثناء بعض اللافتات التي تحمل شعارات ربما يراها اليمين والناخب الاسرائيلي نفسه خالية المضمون. وتُعد مدرسة "جمنسيا هرتسليا" من ابرز المدارس في اسرائيل، حيث تخرج فيها عدد ليس بالقليل من قادة الدولة العبرية، خاصة رئيس الوزراء الاسبق اسحاق رابين، اما شارع جابوتنسكي فتعود تسميته الى الاب الروحاني لحزب الليكود وزعيمه السابق مناحم بيغن. اما فيما يتعلق باللجنة المركزية للانتخابات، فقال رئيسها القاضي "اليكيم روبنشتاين" في حديث خاص ل "إيلاف"، ان اللجنة وفرت كافة الامكانيات اللازمة لإتاحة الفرصة امام تصويت كافة فصائل المجتمع الاسرائيلي بالانتخابات، فالتصويت بات بإمكان افراد المؤسسة العسكرية، ونزلاء السجون والمرضى، اما الترشح في الانتخابات فكان متاحاً باستثناء بعض القيود المفروضة على الشخصيات العامة التي تتولى مناصب قيادية في اسرائيل، فضلاً عن قيادات وجنرالات الجيش. واضاف روبنشتاين: "من حق أي شخص الترشح في الانتخابات العامة الاسرائيلية، ولكن يجب على كبار ضباط الجيش الاسرائيلي اذا رغبوا في الترشح ان يعتزلوا الحياة العسكرية، ويمضي على اعتزالهم ثلاث سنوات، اما ذوي المناصب العليا في اسرائيل فلابد ان يستقيلوا من العمل قبل ترشحهم في الانتخابات، اما اذا كان المرشح موظفاً صغيراً، فيمكن ان يترشح في الانتخابات بعد الحصول على اجازة بدون مرتب، كما يُحظر على كل من ارتكب جريمة مخلة بالشرف الترشح، إلا بعد مرور سبع سنوات من آخر ايام عقوبته".