بدأ الأردنيون الإدلاء بأصواتهم في انتخابات يقاطعها الإسلاميون، فيما تواجه البلاد ظروفا اقتصادية صعبة بعد ان تجاوز عجز الموازنة 1,8 مليار دولار. عمان: فتحت مراكز الاقتراع ابوابها صباح الاربعاء في الاردن لانتخاب اعضاء مجلس النواب السابع عشر في انتخابات تشهد مقاطعة الحركة الاسلامية المعارضة. وفتحت مراكز الاقتراع عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (4,00 ت.غ) وتغلق عند الساعة السابعة مساءا (16,00 ت.غ ) ليدلي نحو مليونين و272 الفا و182 ناخبا باصواتهم تشكل النساء نصفهم، ما لم يكن هناك تمديد لا يتجاوز الساعتين. وبحسب الحكومة، يمثل هؤلاء الناخبون المسجلون سبعين بالمئة ممن يحق لهم التصويت والبالغ عددهم 3,1 ملايين من سكان المملكة التي تضم نحو 6,8 ملايين. ويتنافس في هذه الانتخابات 1425 مرشحا بينهم 191 سيدة و139 نائبا سابقا على شغل مقاعد المجلس السابع عشر. ويتولى 7020 مراقبا محليا و512 مراقبا دوليا بينهم مراقبين من الاتحاد الاوروبي والمعهدان الجمهوري والديمقراطي الاميركيان ومركز كارتر و13 سفارة عملية مراقبة الانتخابات. وسن الاقتراع في الاردن محدد ب18 عاما. وتأتي الانتخابات في وقت يواجه الاردن ظروفا اقتصادية صعبة بعد ان تجاوز عجز الموازنة 1,8 مليار دولار، فضلا عن الاعباء التي يتحملها نتيجة استمرار تدفق اللاجئين السوريين الذين فاقت اعدادهم ال300 الف. كما يشهد الاردن منذ كانون ثاني/يناير 2011 تظاهرات واحتجاجات تطالب باصلاحات سياسية واقتصادية جوهرية ومكافحة جدية للفساد. وتأتي الانتخابات وسط تجاذب إعلامي بين جماعة الإخوان المسلمين المقاطعة للانتخابات، والجهات الرسمية الأردنية التي توسعت في ملاحقة مشتبه بتورطهم في شراء أصوات ناخبين في الساعات الأخيرة التي تسبق موعد الاقتراع . وتأتي الانتخابات الأكثر جدلا في تاريخ البلاد بحسب مراقبين، وسط وضع إقليمي متفجر محيط ومساع أردنية رسمية حثيثة لإجراء انتخابات لا تشوبها أي عمليات تزوير على غرار مواسم انتخابية سابقة أفضت إلى انتهاء عمر المجلسين السابقين في منتصف المدة الدستورية. وشهدت الساعات الأخيرة التي تسبق فتح صناديق الاقتراع، استمرار ملاحقة مرشحين مخالفين ، وبرزت أيضا تجاذبات إعلامية تصعيدية بين الحكومة والإخوان، حيث تسربت معلومات تتحدث عن تلويح رسمي بحل جماعة الإخوان المسلمين، في حال استمرت مطالباتها الإصلاحية التي تتمحور حول تعديل الدستور ومس صلاحيات الملك. ومن جهته قال وزير التنمية السياسية ووزير الشؤون البرلمانية، بسام حدادين، في تصريحات خاصة لCNN بالعربية، إن الحكومة ليست قلقة من تدني نسب الاقتراع في الانتخابات، على خلفية مقاطعة القوى المعارضة الرئيسية . ورأى حدادين، وهو نائب يساري سابق، بأن مقاطعة الإخوان المسلمين ستؤثر على الانتخابات بشكل محدود، وقال :" لا شك أن مقاطعة الإخوان لها تأثير لكنه لن يكون تأثيرا بوضوح على نسبة المشاركة والتوقعات تشير إلى نسب مقاربة لمواسم انتخابية سابقة إن لم تكن أكثر." واعتبر حدادين ان ملاحقات المخالفين للعملية الانتخابية من شأنها أن تنعكس إيجابيا على نسبة الاقتراع العام. وتشير توقعات مراكز رصد إلى تسجيل نسبة اقتراع بنحو 47 في المائة، في الوقت الذي سجلت فيه انتخابات 2010 نسبة اقتراع بنحو 52 في المائة. أثناء ذلك، تناولت وسائل إعلام تصريحات وتسريبات منسوبة لمسؤولين أردنيين، تحدثوا فيها عن رسائل خشنة وقاسية موجهة لجماعة الإخوان ، بشان مقاطعة الانتخابات، وبشأن التفكير باحتمالات التوجه لحل جماعة الإخوان المسلمين المرخصة كجمعية . لكن حدادين نفى بشدة ما تم تداوله في الإعلام بشأن ذلك، وقال :" لم يطرح الموضوع ولا يوجد هناك رسائل خشنة موجه للإخوان...هي تأتي في إطار السجال السياسي مع الرأي الآخر." وأضاف :"الجماعة مكون سياسي رئيسي والموضوع لم يطرح". أما الرجل الثاني في إخوان الأردن القيادي زكي بني ارشيد، فاعتبر ان جماعة الاخوان لا ترى أي جديد في المواقف الحكومية تجاهها، فيما أكد أن الجماعة لن ترد على موضوع التلويح بحل الجماعة . وقال أرشيد:" باستمرار كان يوجه لنا انتقادات وتحريض لأن الحركة رفضت أن تتساوق مع منظومة القواعد الحاكمة لن نشارك فيما لا تقتنع به ."