لا ينكر أحد أن شبكة الطرق البرية في دولة الإمارات شهدت تطوراً كبيراً في الفترة الأخيرة، وأصبحت الإمارات تمتلك شبكة طرق تربط بين المدن، أدت في النهاية إلى سهولة التحرك والسياحة والسفر. إن شبكات الطرق البرية، هي أحد عوامل النجاح السياحي، ولدينا مثال في أوروبا التي ربطت بين دولها بشبكة طرق برية متطورة، كانت نتيجتها أن ارتفع عدد السياح بين دول أوروبا ليصبح بعشرات الملايين. في الإمارات ساهمت الطرق أيضاً في زيادة السياحة الداخلية والخليجية عندما ارتبطت الإمارات بطرق برية مع سلطنة عُمان والسعودية وقطر، وعندما أصبح السفر إلى المناطق الساحلية والصحراوية أكثر سهولة مع تطور الطرق. ولا نزال في انتظار المزيد من المشروعات الجديدة التي ستسهم بالفعل في زيادة النشاط السياحي خلال الفترة المقبلة، ولكن الأمر لا يخلو من بعض الملاحظات التي شهدتها بنفسي خلال الأسبوع الماضي، عندما قررت أن أقود سيارتي، وأقوم برحلة داخلية إلى إحدى المناطق السياحية، واتخذت الطريق المؤدي إلى مركز الغويفات. الطرق أصبحت بلا شك أفضل من قبل، أكثر اتساعاً وأماناً، ويتم رصف الطرق بمواصفات عالمية لا تقل أبداً عما نشاهده في الخارج من طرق، وكنا نشكو في الماضي من قلة اللافتات الإرشادية، ولكنها أصبحت الآن وافية وواضحة، وصار الاهتمام بها واضحاً. تبقى الخدمات على الطرق هي المشكلة الكبرى، محطات الوقود قليلة وبعيدة عن بعضها بعضاً، وتجدها بعد فترة طويلة من القيادة، والغريب أنك تجد اثنين متقابلين في مكان واحد، وإن كان من الأفضل أن يتم توزيعهما على مسافات متباعدة، حيث يمكن لقائد السيارة أن يستدير إلى الطريق المقابل إذا كان في حاجة إلى الخدمة، بدلاً من أن ينتظر فترة طويلة من القيادة دون خدمات على الطريق، ثم يجد اثنين فجأة يميناً ويساراً. ومحطات الوقود لا تقوم فقط بخدمة تزويد السيارات بالوقود فقط، ولكنها أصبحت الآن محطات خدمة متكاملة تقدم الوقود ومحال السوبر ماركت والمطاعم ودورات المياه، وأماكن الصلاة، وغيرها من خدمات الإصلاح والطوارئ، لذلك فوجودها يشكل أهمية كبرى على هذه الطرق الجديدة، حتى لو كانت حركة السيارات قليلة، فالتخطيط للمستقبل يستوجب بعض التضحيات. أما الطرق القديمة أو المعتاد السفر عليها، مثل شارع الشيخ زايد بين أبوظبي ودبي، والتي تطورت أيضاً بشكل ملحوظ، لاتزال تعاني آثار الماضي، خاصة تلك الأبنية القديمة التي تقدم خدمات الأطعمة والمشروبات السريعة وغيرها من الخدمات، والتي أصبحت لا تتناسب مع تطور تلك الطرق، وتتوقف سيارات عديدة على جانبي الطريق للشراء منها، حيث لا توجد لها مداخل أو طرق خدمات، ما يسبب ازدحاماً وخطورة على الطرق السريعة، وعليه فنحن أمام خيارين، إما أن نطورها ونستفيد من وجودها ونخصص لها طرقاً وخدمات، وإما أن نستبدلها بمحطات الخدمة الحديثة الموجودة حالياً لزيادة عددها، بعد أن صار الضغط عليها كبيراً. الطرق ترتبط بشكل أساسي بصناعة السياحة، لذلك وجب التنسيق والاستماع إلى كل الاقتراحات من أجل مستقبل سياحي أفضل. وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية