كشف عادل عصام الدين المدير السابق للقنوات الرياضية السعودية في حوار خص به " إيلاف " عدد من النقاط المثيرة ، حيث بين أسباب استقالته بعد ثمان سنوات من العمل ، كما رد على المقارنات بين القنوات السعودية والقنوات الأخرى وسهام النقد التي وجهت للقناة بشكل مستمر ، إضافة إلى الاحتراف في الرياضة السعودية وقضية تأخر عوائد الأندية من النقل التلفزيوني والعديد من النقاط التي نستعرضها لكم في هذا الحديث لضيفنا . ياسر الخالدي - إيلاف : توجهت " إيلاف " بداية بسؤال الأستاذ عادل عصام الدين حول أسباب استقالته والتي كانت مفاجئة للوسط الرياضي السعودي . فأوضح عادل عصام الدين موضحاً بها الشأن : " الحقيقة لا يوجد سبب معين ، فاستقالتي هي من مبدأ الرغبة في التغيير والتجديد ، ورؤساء التحرير وحدهم هم من يستمرون عادة لأكثر من 10 سنوات ، بينما أنا بقيت في منصبي لحوالي 8 سنوات " وأكمل" لكن في النهاية لابد لي من التغيير وإفساح المجال لغيري لتقديم الإضافة الجديدة للقناة ، حيث يجب منح الفرصة لعقلية جديدة تعطي ما لديها من أفكار ومقترحات ، بينما أنا أرى نفسي أني أعطيت كل مالدي طوال عملي في القناة الرياضية ، ويجب في النهاية أن أرى مكاناً جديداً لي أعطي فيه مالدي وأعطي فيه بشكل أفضل " . وحول أسباب تزامن استقالته مع المشاكل التي طفت مع المشاكل مع الإعلاميين في خليجي 21 الأخيرة أوضح عادل عصام الدين موضحاً : " أقسم بالله العظيم وأنا هنا أحلف أني كنت قد أعددت وجهزت لإعلان استقالتي بعد نهاية البطولة الخليجية في البحرين من قبل إنطلاق فعالياتها ، وحتى من قبل وصولي إليها كموفد من القناة الرياضية السعودية لتغطية فعاليات هذه البطولة . وأكمل : " ولعلي أستدل بكلامي هذا ماقاله معالي عبدالرحمن الهزاع رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية في تصريح رسمي أوضح فيه أني كنت قد قدمت استقالتي أكثر من مره ، وأجدها فرصه أن اتقدم له بالشكر عبر صحيفتكم أنه وافق هذه المرة على استقالتي . وأضاف : منذ سنتين وأنا أرغب بالرحيل ، فأنا من أنصار التجديد والتجدد وأطالب فيه دائماً ، ومن جانب أخر حتى لا يملك الاخرون ومن نفس منهجية العمل ، وأنا دائماً ما أضع مقولة الأستاذ عثمان العمير في بالي عندما كان يقول ( عشر سنوات لا بد أن يكون فيها تغيير ) وهذا كلام أستاذ ذو قامة إعلامية كبيرة ، وعندما يتحدث بشىء فهو يعي أبعاد ما يقوله . وأدرك قائلاً : " في النهاية الاستقالة كانت ألتزام أدبي مع ذاتي ، وأنا راضي عما قدمته ، وأيضاً ما قدمته في كأس الخليج الأخيرة عبر برنامج ( ليالي الخليج ) والذي أجد أنه أككثر برنامج حققت من خلاله المحتوى المضمون من البرامج التي قمت بتقديمها طوال مشواري وحقق ضجة وصدى واسع ، ولو عرض علي تقديم نفس البرنامج سأقبل بتقديمه مجدداً شريطة أن يكون بنفس الطريقة والنمط وبنفس الضيوف المشاركين في البرنامج . وحول محطته القادمة ، كشف عادل عصان الدين ذلك قائلاً : " أنا أستقلت من منصبي ، ولكني لم أستقل من الإعلام ، فالإعلامي لا يستقيل ، واستقالتي ماهي الا تركي للكرسي الذي كنت اتبوءه " . وأكمل: " لدي أكثر من وجهه وأكثر من عروض قائمة ، ولكن سأترك اتخاذ القرار لما بعد شهرين أو ثلاثة أشهر ، حيث تلزمني راحة لاسترد فيها انفاسي ، فأنا مكثت بالعمل ثلاث سنوات دون إجازة ، الأم رالذي يجعلني أمنح نفسي إجازة طويلة لا تزيد عن ثلاثة أشهر أقرر بعدها وجهتي الجديدة ، والتي قد تكون مستقبلاً وجهة جديدة جداً - قالها مبتسماً - وحول رؤيته للتعاطي مع مستوى ما قدمته القناة الرياضية في بطولة كأس الخليج 21 الأخيرة ، والأحاديث التي تناولت فقدان القناة لهويتها الحكومية في التعاطي مع بعض القضايا خاصة قضية ياسر القحطاني وفهد الهريفي كشف عادل عادل عصام الدين قائلا : " دعني أقول لك أمراً ، الإعلام بالذات لا يعجبه العجب ، فأن كنت تتبع النمط التقليدي قالوا أنك تقليدي ولا تواكب التطور ومسايرة الاخرين ، وأن حاولت مسايرة الاخرين قالوا انك فقدت هويتك وسايرت الاخرين ". وأوضح : " في هذا الإطار اقول أنه لا يمكن مقارنة الكرة السعودية بالركبي الإسترالية ، وأنا أتألم وأستغرب في الوقت ذاته من بعض الإعلاميين الذين يضعون المقارنات الغير منطقية ، فمثلاً لعلي أستدل بقول بعض الإعلاميين في مطالبتهم لي أن تكون القنوات الرياضية السعودية كقنوات الجزيرة القطرية وأسترسل كاشفاً : " قنوات الجزيرة الرياضية هي نفسها لا تملك أي شىء ولا تقوم بتقديم أي شىء يخص الدوري المحلي لها ( الدوري القطري ) ، فهي تقوم بشراء الاشارة للدوريات والمسابقات العالمية ، لكنه لم تقدم أي شىء للكرة العربية ، بينما القنوات السعودية تقوم بتغطية الدوري المحلي والبطولات التي ينظمها الإتحاد العربي بالإضافة إلى المناسبات الرياضية العربية " وأكمل : " الجزيرة الرياضية تشتري من الخارج ، ومع احترامي لقناة الجزيرة فأي قناة قادرة أني تشتري خارجياً ، وإذا أفترضنا جدلاً أني قمت بشراء إشارات الدوري الإسباني أو الدوري الإيطالي ، فماذا عن الدوري السعودي أو بطولات الإتحاد العربي والبطولات الآسيوية ؟ وأضاف : " قنوات الجزيرة الرياضية لا تنتج ، بينما القنوات السعودية هي من ينتج مادة للمشاهد ، لذلك تجد بعض الإعلاميين السعوديين يقومون بعمل مقارنة غير واردة أصلاً ، وأنا هنا أتحدى أي شخص أن يخبرني ماهي إنتاجات الجزيرة الرياضية ؟ ، لكن في المقابل القناة السعودية تقوم بإنتاج مواد خاصة بها وتقوم بالذهاب بكاميراتها وتصوير الأحداث المختلفة لذلك لم يكن هدفنا شراء الإشارات للدوريات والبطولات العالمية ، حيث كان هدفنا أن نغطي المنافسات المحلية والعربية والآسيوية ، ويكفي أني أقول أن القنوات السعودية هي القنوات الوحيدة في العالم التي تقوم بنقل منافسات الدرجات السنية ( ناشئين وشباب ) إضافة إلى دوري الدرجة الأولى . وحول وجود بعض الإعلاميين الذين ينتقدون بتغطيات القنوات الرياضية بشكل عام وتغطيتها في كأس الخليج بشكل خاص تحدث المدير السابق للقنوات الرياضية السعودية موضحاً : " بعض الإعلاميين يطالبك ويتصل بك وقد يطاردك لتقوم بالتركيز على إيجابياته والتركيز على أي عمل أو صنيع يكون قدمه ، بينما هو يطارد سلبياتك ولا يهتم بإيجابياتك ، وقبل أن يتحدث بعض الإعلاميين عن ماذا عملت القناة السعودية في كأس الخليج ، دعني أسألهم بدوري ماذا قدمتم أنتم في بطولة الخليج وكيف تناولت هذه المناسبة " وأكمل كاشفاً : " فلو تفتح بعض الصفحات الرياضية وتحاول أن تقوم بعمل دراسة لما قدمته في بطولة الخليج الأخيرة فستخجل من الشىء الذي تقدمه وضعف تغطيتها وسطحيتها ، لكن للاسف أن هذا لايرونه بل يرون أن القناة الرياضية السعودية هي قناة حكومية وعلى أساس ذلك يقومون بإنتقادها إنتقاداً لاذعاً ومطاردة سلبياتها والتصيد عليها في كل شاردة واوردة " وأستدرك في حديثه قائلاً :" لعلي أمثل هنا بصحيفة غضب علينا لكون هناك حدث ما لم نقوم بتغطيته ، وقاموا على أثر ذلك بمهاجمتنا ، والشىء الغريب أنهم من أنتقدونا على عدم تغطيتنا لهذا الحدث هم أنفسهم لم يقوموا بتغطيته ، لذلك قبل أن تحاسبني قم بمحاسبة نفسك أولاً لماذا لم تقم بتغطية هذا الحدث قبل أن تطالب غيرك بتغطيته " . وحول رأيه عن وجود عن العمل المقدم في القناة الرياضية السعودية ، أوضح عادل عصام الدين : " أنا لا أقول هنا أنه لا يوجد لدينا أي قصور ، بل هناك قصور ، ولكن يجب على المنصف أن يقارن ما يقدم الان وما كان يقدم قبل سبع أو خمس سنوات ليرى الفارق " . وأكمل : " وحتى يكون هناك انصاف في حق القنوات السعودية فيجب أن يتم مقارنتها مع نظيراتها القنوات الحكومية الأخرى والمتمثلة ب 22 قناة عربية حكومية ، لا أن يقارنوا القنوات السعودية بقنوات شركات مثل ( لاين سبورت ، أو الأرتي " سابقاً " ، أو قنوات أبو ظبي الرياضية التي تحولت لشركة ) ." وأسترسل : " لم يحدث أن قارنوا القنوات السعودية بالقنوات الأثنين وعشرون التابعة للحكومات العربية ، ولو حدثت تلك المقارنة كنت ستحكم بنفسك على أفضلية القنوات الرياضية السعودية " وحول أن سهام النقد وجهت للقناة الرياضية السعودية بسبب ضعف تغطيتها للدور يالسعودي والتي امتلكت حصرية بثه ، فرد عادل عصام الدين : " الهجوم كان موجه لنا من قبل امتلاك حصريتنا للدوري السعودي ، فالدوري السعودي لم يكن حصري على القنوات السعودية إلا من عام ونصف بينما النقد كان متواصلاً منذ خمس وسبع سنوات " وحول أسباب تأخر حقوق صرف حقوق الأندية من النقل التلفزيوني كشف موضحاً : " نحن لم نتأخر أبداً من جهتنا ، فنحن كنا نصرفها أولاأ بأول للأندية ولكن الأمر أو التأخير كان من وزارة المالية " وحول رؤيته كخبير في أين مكمن الأزمة في اللاعب السعودي وكذلك في الإعلام السعودي ، كشف قائلا : " كلمة واحدة فقط كلمة واحدة أقولها .. هنا وهناك ، ( الاحترافية ) ، للاسف لا يوجد أي احترافية ولا اخص هنا أحداً بل أتكلم بشكل عام ، وخاصة على مستوى الإعلام ، فقلة وعددهم محدود الذي يمكنك اعتباره صحفي أو إعلامي محترف كالإعلام الخارجي ، ونفس الأمر ينطبق على اللاعب السعودي ، والذي طبق حقوقه ومطالباته ولكنه نسى أن يطبق واجباته إتجاه عقده " مكملاً حديثه : " فاللاعب السعودي يتعامل بالوجه الواحد من العملة ، فهو يعرف ويحرص على مطاردة حقوقه ، ويقوم بالتفكير لستة شهور وسنة كاملة كيف يحصد الملايين ، لكنه في المقابل ولا يفكر كيف يعطي ويؤدي واجاباته المناط بها ، وفي النهاية المحصلة تجد أنه كمحترف لم يقدم لي أي شىء يذكر ، فنحن للأسف توقفت إنجازاتنا منذ بدء تطبيق الاحتراف تقريباً بشكل عام ، لأنه طبق بشكل خاطىء لدينا وخاصة طريقة تطبيقه في الاندية ".