وكان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة قد جدد أمس ثقته التامة بموفده إلي سوريا الأخضر الإبراهيمي مع إقراره بوجود فرص ضئيلة لتسوية الأزمة في هذا البلد, وذلك ردا علي الانتقادات الحادة التي يتعرض لها الإبراهيمي من الصحافة السورية الرسمية التي تعتبره وسيطا مزيفا بعد انتقاده طرح الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة السورية المستمرة منذ21 شهرا. وفي سياق متصل وجه بان كي مون التحية إلي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح علي دعوته لعقد مؤتمر للمانحين لسوريا في الثلاثين من الشهر الحالي, وناشد الدول الأعضاء بالأممالمتحدة إرسال وفود رفيعة المستوي وتقدم تعهدات سخية, كما دعا جيران سوريا لمواصلة السماح لدخول طالبي اللجوء. وشدد الأمين العام علي ضرورة أن يبذل الجميع كل ما بوسعهم للوصول إلي السوريين المتضررين, وتكثيف الجهود لإنهاء العنف عبر الطرق الدبلوماسية والتغلب علي الانقسامات داخل سوريا, وطالب جميع الدول بوقف إرسال الأسلحة إلي أي من طرفي النزاع, مشيرا في الوقت نفسه إلي أن الوقت لا يزال طويلا لجلوس الحكومة والمعارضة معا لاتخاذ قرارات أساسية حول مستقبل البلاد الذي لن يصنعه سوي السوريين, وضرورة محاسبة جميع مرتكبي الجرائم الوحشية. من جانبه, صرح عبد الباسط سيدا الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض بأن هناك التزاما بمبادرة كوفي أنان المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة إلي سوريا لوقف العنف وتحديد مراحل رحيل النظام, وأن نظام الأسد قبل بالمبادرة. وأوضح أن السيناريو المقبول هو أن يرحل بشار ويتسلم الائتلاف الوطني البلاد ويعلق الدستور, وأن يتم تشكيل حكومة مؤقتة ثم إقامة مؤتمر وطني عام يسعي لتشكيل دستور مع تشكيل هيئة للعدالة الانتقالية. وأضاف إنه لابد من حل الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وحل الأجهزة الأمنية مع بقاء الشرطة, مع عدم اجتثاث حزب البعث وإنما يصبح حزبا عاديا. ومن ناحية أخري, قال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية إن الوضع في سوريا لا يتطلب إجلاء جماعيا للمواطنين الروس, وأضاف أن روسيا تري إمكانية حل هذه الأزمة من خلال الحوار بين الحكومة والمعارضة, وعبر عن أسفه لأن بعض الأطراف الخارجية الأخري المعنية بحل الأزمة السورية لاتوافق روسيا الرأي. وقال لافروف إنه لا يمكن أن يكون هناك حل سلمي للصراع في سوريا طالما ظل معارضو الرئيس السوري بشار الأسد يطالبون بخروجه من السلطة ويرفضون التفاوض مع حكومته. وردا علي سؤال حول ما إن كانت هناك صلة بين مناورات القوات الروسية في البحر المتوسط وتطور الوضع في سوريا, قال لافروف إن المناورات التي تنفذها القوات الروسية بالبحر المتوسط لاتعدو كونها مجرد مشروع تدريبي يهدف إلي المحافظة علي الجاهزية القتالية للقوات الروسية. ونفي لافروف أي صلة لتدريبات القوات الروسية بالأزمة السورية, إلا أنه أكد أن القوات البحرية الروسية الموجودة في البحر المتوسط تمثل عاملا هاما في تحقيق الاستقرار وحفظه في المنطقة. وفي سياق متصل, طلبت طاجيكستان من خلال سفيرها لدي موسكو مساعدة روسيا في إخراج مواطنيها من سوريا. وحول الأوضاع الإنسانية في سوريا قال مسئول إغاثة رفيع في الأممالمتحدة بعد عودته من زيارة لها إن الحرب الأهلية تعصف بالبلاد وإنها تتعرض لتدمير ممنهج بأيدي شعبها, وعبر عن استيائه الشديد لمستويات القتل والتدمير المروعة التي تنفذها الحكومة والمعارضة والتي تغذيها قوي خارجية تقدم السلاح للجانبين. وقال جون جينج مدير العمليات في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية لم أكن أتصور حتي دخلت البلد وتجولت فيه مقدار ما لحق من دمار بالبنية التحتية الحيوية اللازمة لحياة المجتمع.