كتب/ صلاح العماري أكثر من ثلاثة أعوام مضت على عودة المدرب الوطني المعروف الكابتن عمر سالم باشامي إلى حضرموت ومكوثه في هدوء بالمكلا .. بعد سنوات قضاها في صنعاء وخارجها قدّم خلالها خدماته للوطن مدرباً وخبيراً فنياً ومستشاراً للاتحاد اليمني لكرة القدم . عمر باشامي لمن لا يعرفه .. رجل متعدد المهام والهوايات .. لا اعتقد أن أحداً من مدربينا الوطنيين قد اكتسب خبرته أو امتهن هواياته أو قدّم للوطن ما قدّمه في مجال اختصاصه . باشامي بدأ حياته العملية مدرّساً وتقاعد عن التربية والتعليم ، وقد برهنت التجربة على نجاح من عمل في بداياته في سلك التربية معلّماً في بقية مشوارعمره ، وعمل معلقاً رياضياً عبر أثير إذاعة المكلا وصحفياً كتب لعدد من الصحف ومن بينها صحيفة الشرارة وحكماً في ملاعب كرة القدم ولاعباً في لعبتي القدم والسلة ومدرّباً للعبتي القدم والسلة .. فمن من مدرّبي اليوم شغل هذه المهام والألعاب ؟ .. هذا المدرب القدير كان من أوائل من احترف التدريب المحلي عقب الوحدة فدرّب أندية في الحديدة وعدن وصنعاء .. وأشرف على منتخباتنا الوطنية .. وظل في السنوات الأخيرة قريباً من الاتحاد العام سواء في اللجنة الفنية أو لجنة المنتخبات .. ولا أجامل عندما أقول إن رئيس الاتحاد احمد العيسي كان يأخذ برأيه ويحترم قراراته ويستند اليها في بعض الأحيان . لكنني من خلال معرفتي بهذا المدرب القدير أعرف عزة نفسه وشجاعته في قول كلمة الحق وطرح الرأي .. فهو ليس بمن يجامل على حساب الوطن .. وليس بمن يقول كلاماً وعند ( الشيخ ) يقول غيره .. هو صاحب رأي وكلمة واحدة واضحة .. فهل يكون جزاؤه الإهمال والإقصاء وعدم السؤال عنه ؟ قبل خليجي 20 باليمن تحدث باشامي وطرح وجهة نظره بقوة تجاه ذلك المنتخب المترهل .. ووضع أفكاراً للاهتمام بالمنتخبات السنية وإيلائها الاهتمام اللازم لتكون نواة لمنتخب يمني وطني قوي يشرّفنا في كؤؤس الخليج وبقية المنافسات القارية .. وهذا ما نجح فيه بالفعل الأشقاء في الإمارات .. لكن هناك من ذهب للعيسي وقال له إننا سنصعد القمر وسنحقق ما لم يحققه الأوائل فكانت النتيجة تنظيم جيد ونتائج مخيبة في خليجي 20 وتواصل المسلسل الحزين في خليجي 21 بالمنامة والنتيجة صفر واستقدام مدرب قبل شهرين من البطولة. ليس باشامي من سيقول (تمام ياشيخ ) وليس بمن سيرفع سماعة الجوال ويطلب من الشيخ الاستعانة به أو عودته .. رغم المكانة الخاصة التي يكنها العيسي لباشامي .. أغلب الذين سافروا البحرين رفعوا سماعة الهاتف للعيسي وذهب جيش جرّار أغلبهم سياسيين قادرين على السفر من جيوبهم الخاصة .. فلماذا لم يتم اصطحاب مدربين وطنيين ولاعبين قدامى وهم بالتأكيد سيشرّفونا وسيستفيدون من التجارب الخليجية .. فها نحن نرى اليوم مدربين وطنيين قد تأهلوا بمنتخباتهم للمباراة النهائية لخليجي 21 واصد هنا منتخبي الإمارات والعراق .. لماذا نحن نشطح وننطح فلا نعطي مدربينا الثقة لقيادة المنتخب ولا نصطحبهم للاستفادة في مثل هذه التجمعات .. ونتيجة المدرب الأجنبي أموال طائلة وستة أهداف في مرمانا وتصريحات بالجملة قبل البطولة ثم أحلام أثنائها ثم أعذار بعدا البطولة .. والآن تكتلات لطرد المدرب ومسلسل العشوائية يستمر . إذاً لماذا لا نحترم الرؤية الفنية لخبيرنا الكروي الكابتن عمر باشامي ونترك جانبا الأسماء ونكلف مدرباً نمنحه الصبر والثقة يبدأ من الصفر ويختار من يشاء ويخرج للمحافظات والمديريات ويصول ويجول ثم يقدّم لنا منتخب ناشئ يكون نواة لمنتخب نفخر به ونمنحه كل الدعم والرعاية بدلاً من العشوائية والاستعدادات الآنية . وكنت أود أن أرى عمر باشامي ويسلم بامؤمن ( شيبوب ) وعبدالله باعامر وصالح بن ربيعة وعلي العمقي وشرف محفوظ ومحمد الزريقي وخالد عفارة وجمال الخوربي وايهاب النزيلي والحكم السابق احمد بن عمرو والحكم السابق صالح جوبان والدكتور ابوعلي غالب وغيرهم من نجوم الكرة اليمنية مدربين ولاعبين وحكاما .. كنت أتمنى أن أراهم مرافقين لمنتخبنا في المنامة يستفيدون ويُفيدون .. بدلاً من ذلك الجيش الجرّار الذي عاد كما ذهب . والحقيقة إنني هنا أكتب وجهة نظري وأنا على ثقة أن عدداً من أهل الخير الذين اخذوا على عاتقهم مهمة النقل والنفاق على حساب الضمير والأخلاق .. هؤلاء سيأتون بالصحيفة ربما في هذه الأثناء إلى العيسي وسيقولون له هذا ليس في صفّنا هذا مع الاتجاه الآخر .. لكنني أقول إن الشيخ احمد العيسي إذا أحب نفسه يجب عليه الاهتمام بالنقد البنّاء والعمل به فليس من يحبّك يمدحك .. وأعود لأناشد اتحاد الكرة بالاستفادة من خبرات الخبير الكابتن عمر باشامي وإيلاءه وإيلاء آرائه الاهتمام والدراسة والاستفادة منه في اللجان الفنية للمنتخب .. وأعود لأكرّر الدعوة لوزير الشباب والرياضة ورئيس اتحاد الكرة وقبل ذلك الحكومة بلفتة إنسانية تجاه نجم منتخباتنا الوطنية ووزير دفاعنا وأول محترف يمني في الخارج الكابتن خالد عفارة وتوظيفه وانتشاله من الظروف الصعبة التي يمر بها .. نتمنى ذلك . فهؤلاء هم أعلامنا وهم نجومنا وبدونهم نفقد حاضرنا ومستقبلنا .. وفي رأيكم من تصدّر المشهد في خليجي 21 .. الأمراء والمشايخ والمسؤؤلين .. أم ماجد عبدالله وجاسم يعقوب وحمود سلطان وفيصل الدخيل وعدنان الطلياني ؟ .. إنهم يمجّدون نجومهم وكوادرهم .. ما لكم كيف تحكمون ؟