تبدأ الابتكارات والاختراعات بالأفكار وتنتهي بالتطبيق، ولأن إيجاد الفكرة ليس أمرا هينا اعتبرت الأفكار نصف الابتكارات، وقد توصلت مجموعة من طلبة الهندسة الطبية والحيوية من جامعة خليفة في أبوظبي إلى أفكار ولكنها لا تزال تنتظر الدعم اللازم لتخرج إلى حيز التطبيق وتتحول إلى منتج حقيقي يباع في الأسواق. وهؤلاء الطلبة هم مريم الرئيسي وسيف البناي وانتصار العامري وشذى الوهابي وعهود، ومن أبرز تلك الأفكار تطوير جهاز قياس نسبة تشبع الأكسجين في الدم. غدير عبد المجيد (أبوظبي) - طورت مجموعة من طلبة جامعة أبوظبي جهازا يقيس نسبة الأوكسجين في الدم خاصة لدى الأطفال، ولا يتوقف دوره هنا فهو ينبه الأهل إلى أن انخفاض نسبته في دم طفلهم من خلال إضاءة لون أحمر، وإذا لم يستجب الأهل يصدر صوتا، وإذا لم تحدث الاستجابة، يتصل الجهاز بأحد الأبوين، وفي حال لم يرد على المكالمة، يتصل الجهاز فورا بالطوارئ لإنقاذ حياة الصغير. الطريق إلى الإبداع عن طبيعة الابتكار الذي توصلوا إليه والشرارة الأولى التي دفعتهم نحو التفكير به، تقول الطالبة مريم الرئيسي «ابتكارنا هو مخطط لجهاز يقيس نسبة تشبع الأكسجين في دم الإنسان، وبالأخص الأطفال الذين يعانون من أمراض قلبية أو مرض زرقة الأطفال، وقد أسمينا هذا الجهاز «أوكسي لايف» على أساس أن كلمة أوكسي مأخوذة من أوكسجين ولايف بالإنجليزية تعني الحياة، ليكون هذا الجهاز وسيلة للحفاظ على حياة الطفل المصاب بالأمراض سابقة الذكر، وقد أتتنا فكرة الجهاز بعد عملية بحث قمنا بها على إثر دراستنا لمساق أساسيات الهندسة الطبية الحيوية إذ أننا لا نزال في السنة الدراسية الثانية، حيث طلبت منا الدكتورة كندا خلف أن نقدم مشروعا نطور فيه جهازا بجعله جهازا محمولا أو نقوم بابتكار جهاز جديد، ومن هنا بدأنا بالبحث تحت إشراف الدكتورة كندا عن فكرة غير مسبوقة، وبعد نقاشات عديدة بيننا توصلنا إلى فكرة ابتكار هذا الجهاز». وتضيف «اخترنا قياس نسبة تشبع الأكسجين في الدم لأهميته القصوى واستهدفنا فئة عمرية محددة وهم الأطفال، وبالتحديد الذين يعانون من أمراض قلبية أو مرض زرقة الأطفال لأننا نود مساعدة الأطفال الذين يعجزون عن التعبير كالكبار عند إصابتهم بالمرض، والذين تتراوح أعمارهم ما بين حديثي الولادة ولغاية 8 سنوات، ولا يعني ذلك أن هذا الجهاز لا يصلح للفئات الأكبر سنا، وبعد أن حددنا الفكرة وقرأنا عن المرض وحددنا الفئة العمرية أخذنا نبحث عن الأجهزة والتقنيات المتوافرة في الأسواق والتي تعنى بقياس نسبة تشبع الأكسجين في الدم وحددنا جوانب القصور فيها لنتمكن من علاجها وتطويرها بشكل يجعلها أكثر فاعلية وجدوى». وحول مبدأ عمل الجهاز المبتكر مقارنة بالأجهزة المتوافرة في الأسواق، تقول توضح الطالبة انتصار العامري «يوجد في الأسواق جهاز يوضع على أصبع الطفل لقياس نسبة تركيز الأكسجين في دمه دون أن يبين هل هذه النسبة دون المستوى المطلوب أم لا فتحتاج إلى شخص مختص يحدد ذلك، ما يعني أن هذا الجهاز مجرد قارئ لا أكثر أما في الجهاز الذي طورناه مستندين إلى ماهية الجهاز الموجود في الأسواق، فيقوم بقياس نسبة تركيز الأكسجين في الدم، فإذا كانت هذه النسبة دون المستوى المطلوب وهو بين 95% و99%، يقوم الجهاز بتحذير أولياء الأمور وتنبيههم بأن طفلهم قد تعرض لنقص الأكسجين في دمه وذلك عبر إضاءة الضوء الأحمر الموجود على سوار يوضع حول مرفق الطفل. ... المزيد