بيروت (رويترز) - كشف جون جينج مدير العمليات في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مساء أمس الأول، أنه تم التوصل لهدنة لمدة 4 ساعات كلما كان ذلك ضرورياً، تم التفاوض عليها مع السلطات المحلية وقوات المعارضة بعد زيارته إلى تلبيسة بريف حمص، لتوصيل المساعدات للمحتاجين. وأضاف جينج بعد عودته من زيارة لسوريا استمرت 4 أيام، أن هذه البلاد تتعرض لتدمير ممنهج بأيدي شعبها، مبيناً أنه لا يوجد «حل إنساني» في النزاع الدائر بهذا البلد حتى إن كانت المنظمة الدولية ستبذل كل ما بوسعها لتقديم العون لمن هم بحاجة للمساعدة. وقال جينج «لم أكن أتصور حتى دخلت البلد وتجولت فيه مقدار ما لحق من دمار بالبنية التحتية الحيوية اللازمة لحياة المجتمع». وأضاف قوله في مؤتمر صحفي ببيروت وكان يجلس إلى جانب فريق من مديري الطوارئ من 7 وكالات للأمم المتحدة ذهبوا إلى سوريا للتفاوض بشأن زيادة إمكانيات توصيل المعونات مع السلطات الحكومية وقوات المعارضة «إنه بلد يتعرض لتدمير ممنهج بأيدي شعبه». وذكرت الأممالمتحدة الاثنين الماضي أن أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون والوسيط العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي يشعران بقلق بالغ لاستمرار إراقة الدماء في سوريا وأعربا عن الاستياء والحزن الشديدين لمستويات القتل والتدمير المروعة التي تنفذها الحكومة والمعارضة كلتاهما والتي تغذيها قوى خارجية تُقدم السلاح للجانبين. وأضاف جينج أن الأغلبية الشاسعة من الناس المحتاجين في سوريا يجري الوصول إليهم من خلال وكالات الإغاثة. ولا تقوم الأممالمتحدة بتوزيع المعونات بشكل مباشر إلا من خلال المشاركة مع الهلال الأحمر السوري وغيره من الجماعات المحلية. وزار جينج وفريقه بلدة تلبيسة في حمص وقال إن هدنة لمدة 4 ساعات تم التفاوض عليها مع السلطات المحلية وقوات المعارضة حتى يمكن توصيل المعونات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وأكد المسؤول الدولي أن «مصير الشعب السوري مزر ولكن هذا بالتحديد ما يمكنه أن ينتظركم بعد عامين من نزاع قاس. لقد قضى الكثير من الناس وجرح الكثير وزهقت أرواح الكثيرين». وأضاف خلال المؤتمر الصحفي «أن الأمر يتعلق بمشكلة سياسية. لا يوجد حل إنساني للنزاع». وأوضح أنه «يتوجب على المنظمات الإنسانية القيام بكل ما يمكنها القيام به لمساعدة الناس للبقاء على قيد الحياة. لكن نداءنا الأول هو إلى القادة السياسيين» في الخارج. وخلال مهمة لمدة 4 أيام، توجه مسؤولون كبار من العمليات الطارئة في وكالات الأممالمتحدة مثل «اليونيسف» و«الفاو» والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى درعا وحمص وضواحي دمشق، والمدن التي طالتها الحرب الأهلية بقوة. وأضاف جينج «بعثتنا زارت أحد خطوط الجبهات الأربعاء. اضطررنا إلى التفاوض مع الحكومة وقادة المعارضة، والخبر السار هو أن الطرفين التزما بنقل المساعدة الإنسانية كلما تطلب الأمر ذلك». وتساءل «هناك بالواقع اتفاق لوقف إطلاق النار خلال مهمتنا...إذا كان هذا الأمر ممكناً خلال 4 ساعات من مهمتنا فلماذا لا يمكن تمديد هذه المدة من أجل الشعب السوري» من كلا الطرفين». ودعا جينج أيضاً الأسرة الدولية إلى زيادة هباتها لمساعدة السوريين. من جهتها، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» التابعة للأمم المتحدة أن إنتاج القطاع الزراعي السوري تراجع إلى النصف بسبب النزاع المستمر منذ 22 شهراً، داعية إلى «مساعدات عاجلة» في هذا المجال للمناطق الريفية. وذكرت الفاو في بيان نشر أمس على موقعها الإلكتروني نقلًا عن البعثة السباعية التي زارت سوريا، إلى أن «النزاع الذي طال أمده ...في سوريا خلف قطاعها الزراعي في حالة يرثى لها...حيث إن الإنتاج الزراعي تراجع إلى النصف تقريباً ملحقاً دماراً هائلًا بنظم الري وغيرها من مرافق البنى التحتية». وذكر مدير شعبة الطوارئ وإعادة التأهيل لدى الفاو دومينيك بورجون الذي شارك في المهمة في البيان أن «البعثة هالتها محنة الشعب السوري الذي تقوضت قدراته على التحمل إلى أقصى الحدود تحت وطأة 22 شهراً من الأزمة». وأضاف بورجون أن «دمار البنية التحتية في كل القطاعات خطير ومن الواضح أن النزاع كلما دام فترة أطول، فسوف يستغرق إعادة التأهيل مزيداً من الوقت». وبحسب البيان، فإن 46٪ من مجموع السكان يقيمون في المناطق الريفية ويعتمد 80٪ منهم في معيشتهم على الزراعة. ونبه الخبير إلى أن المزارعين «في أمس الحاجة إلى الدعم الزراعي العاجل من البذور، والأسمدة، والعلف الحيواني، والعقاقير البيطرية، والدواجن، وإعادة تأهيل بنى الري التحتية». وأشارت البعثة إلى هبوط انتاج الشعير والقمح من أكثر من 4 ملايين طن في السنوات الطبيعية إلى أقل من مليوني طن في السنة الماضية، مشيراً إلى أن «45 ٪ فقط من المزارعين تمكنوا من حصاد محاصيل الحبوب بالكامل، بينما عجز 14٪ عن الحصد كلياً «بسبب انعدام الأمن وشح الوقود».