جمعت الفكاهة العائلية النجمين باربرا سترايسند وسيث روغن اللذين بدا التوافق بينهما في فيلمهما الجديد "رحلة الذنب" الذي يروي مغامراتهما كأم وابنها خلال رحلة سفرهما عبر المدن داخل السيارة . مجلة "إنترتيمنت" التقت النجمين في هذا الحوار مع الفنانة والمغنية الأمريكية باربرا سترايسند، 70 عاماً، التي تتمتع بإطلالتها الأنيقة ببزتها السوداء وحس الدعابة الذي لا يفارقها وإلى جانبها روغن، 30 عاماً، بخفة ظله وبابتسامة لا تفارق وجهه حتى في الأوقات الجادة . كان آخر دور بطولة لك في فيلم "المرآة تحمل وجهين" منذ 16 عاماً، فهل كان من السهل أن تستعيدي بطولتك مرة أخرى في "رحلة الذنب"؟ لا أحب أن ألعب أدوار الأمهات التقليدية خاصة بعد دوري في فيلم "فوكرز"، ولكن حينما عرض عليّ الفيلم قرأته على ابني "جوسون" الذي كان يتماثل للشفاء بعد عملية جراحية، فأكد لي أن الفيلم رائع، وأنا أعدّه إضافة لحياتي الفنية حينما يطلب مني ابني أن أقدم فيلماً يجسد حياة أم مع ابنها في إطار كوميدي . ما الذي أبهركما للمشاركة في بطولة الفيلم؟ روغن: أظن أنها فكرة "كوميديا الأصدقاء"، التي تجمع شخصين كمحور للأحداث داخل الفيلم، رائعة إذا كان الطرفان متفاهمين، خاصة في العلاقة بين أم وابنها، وهي الفكرة التي تبدو لي غريبة إلى الآن، فلو سألتني قبل عامين المشاركة في فيلم كوميدي عن أم وابنها أمام باربرا سترايسند، لكانت إجابتي بأنني لا أستطيع أن أتخيل أن أقف بجانبها وتقديم مثل هذا العمل . سترايسند: أمر ممتع أن أكون نجمة فيلم مرة أخرى وفي هذا التوقيت، ولكنني في المقابل وضعت الكثير من العراقيل أمام فريق العمل كي يرضخوا لشروطي ويأخذوا موافقتي على العمل معهم، وقد طلبت منهم عمل أشياء مستحيلة أيضاً . هل يمكن أن تحدثينا عن بعض تلك الأشياء؟ روغن: أول شيء أننا لم نغادر مدينة "ماليبو" بولاية كاليفورنيا، وقمنا بالقيادة داخل المدينة، بينما يبدو في الفيلم وكأننا عبرنا الولاياتالمتحدة بأكملها، وهو أمر كان من الممكن أن يفقد الفيلم مصداقيته لولا براعة فريق العمل . سترايسند (ضاحكة): لقد قلت لهم "أنا لن أغادر منزلي داخل "ماليبو" تحت أي ظرف، وعليكم أن تتصرفوا، ولكنني من الممكن أن أوافق في حالة بناء منزل صغير لي داخل أماكن التصوير، ولقد تكررت هذه الواقعة أثناء عملي في فيلم "فوكر"، حينما صرخت فيهم: لا يمكن أن توقظوني قبل الساعة الثامنة صباحاً، في حين أن كل الممثلين كانوا يستيقظون في الخامسة أو السادسة على الأكثر، ولكنهم استجابوا لي على الفور . أرى الكثير من الألفة بينكما هل زرتما بعضكما بعضاً من قبل؟ روغن: سترايسند لم تزرني داخل بيتي، فهي لا تغادر "ماليبو" مطلقاً . سترايسند: نعم تقول هذا لأنك لا تؤدي واجباتك المنزلية مثلي ولا تقف لإعداد الطعام . روغن: ولكنني قمت بزيارتك أربع أو خمس مرات، فأنا أقدر مسؤولياتك . انتهيت (سترايسند) مؤخراً من جولة موسيقية قمت خلالها باصطحاب ابنك، فهل إن خبرتك الحياتية معه كأم لا تساوي شيئاً بالمقارنة بخبرتك داخل فيلمك الأخير؟ سترايسند: لا، قمنا أنا وهو بحل كل المشكلات التي كانت بيننا، فقد قضيت وقتاً من أمتع اللحظات برفقته في جولتي الأخيرة، وكان شعوري مختلفاً للغاية، فقد مضت أعوام كثيرة منذ أن كان مراهقاً، حيث كان يغضب من حين لآخر بشكل هستيري، ولكنه بذل مجهوداً كبيراً ليتغلب على ذلك العيب، وأصبحت لديه شخصية مختلفة، وأظن الآن أننا نستمتع بحياة هادئة ونتفهم بعضنا بعضاً بعيداً من الغضب . لقد استمتعنا بأدائك لبعض الأغنيات بلغة "الغجر" خلال جولتك الأخيرة، فما الجديد الذي تقدمينه في فيلمك المقبل؟ سترايسند: نقوم الآن بإعداد فيلم متعلق بالغجر وسوف تكون هناك بعض الأغاني بلهجتهم، ولكننا بانتظار الانتهاء من إجراءات حقوق الملكية الفكرية التي أعتقد أنها ستأخذ وقتاً طويلاً بسبب بعض المشكلات المتعلقة بها . ولكن حينما أذيع عن لعبك لدور "ماما روز" داخل الفيلم، وجد البعض أنه غير مناسب لسنك؟ سترايسند: لا أرى أنه عامل مؤثر في دوري على الإطلاق، فكم يبدو عمري الآن؟ تبدين بسن مميز ومناسب . سترايسند: العمر مجرد رقم، فكثيرون يبدون بسن الشيخوخة بمجرد وصولهم لعمر ال ،45 والبعض الآخر بمثل سني ولكنه يبدو أصغر، وأنا لا أحب أن أبوح بعمري للآخرين، فهذا شيء سخيف، والغريب عند الكتابة عن رجل ما، لا يتطرق الإعلاميون لذكر عمره، ولكن بالمقابل يعتبرون معرفة السن الحقيقي للمرأة خبراً مهماً للجماهير، فأنا لا أجد أن العمر هو نهاية المطاف لأي شخص طالما أن بمقدوره العمل وإنتاج أعمال متميزة في المراحل العمرية كافة . فيلمك الأخير يتناول تبادل الخبرات بين الأم وابنها، فهل تودين إسداء نصيحة لروغن؟ روغن: هي تحب أسلوبي في تصفيف شعري . سترايسند: نعم بالفعل، أنا معجبة بشعره، وأعتقد أن زوجته إنسانة صالحة وأنا أحبها كثيراً كممثلة، كما أنه على المستوى المهني يستطيع أن ينتقل بسهولة بين الأدوار، على الرغم من أنه حصر نفسه في بعض منها، فأنا أحببت واقعيته في التمثيل أمامي، ولديه قدرة مستقبلاً على التمثيل بجدية أكبر، كبديل عن أدواره الكوميدية المتكررة، كما أنني أنصحه أن يؤدي دورين داخل عمل واحد، فسوف يكون أداؤه مميزاً لا يضاهيه أحد من أبناء جيله، وأنا في انتظار الكثير منه في المستقبل . وأنت روغن هل تود أن تنصح سترايسند بأي شيء؟ لا، فهي فنانة متكاملة استطاعت بناء تاريخ كبير وكم هائل من التنوع في الأدوار، إنها حالة متميزة دائماً وستظل، كما ساعدتني على اكتشاف نفسي.