جمال إبراهيم، وكالات (عواصم) - أطلق الأردن أمس «نداء عاجلاً» من أجل المساعدة في مجابهة ما وصفه ب«أزمة لاجئين» وذلك بعد وصول 24 ألف نازح سوري إلى أراضيه خلال الأيام الأربعة الأخيرة ما يرفع عدد اللاجئين الفارين من القتال في سوريا إلى أراضي المملكة إلى 317 ألف شخص منذ اندلاع الأزمة منتصف مارس 2011. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن بلاده دعت المانحين الدوليين لتقديم المساعدة لها بما يمكنها من معالجة «أعداد غير مسبوقة» من اللاجئين السوريين الذين عبر 6 آلاف منهم الحدود إلى المملكة الثلاثاء الماضي وحده. وكانت عمان أعلنت في وقت سابق الشهر الحالي أنها تستضيف 285 ألف لاجئ سوري أكثر من نصفهم نزحوا جراء المعارك المتفاقمة في بلادهم منذ 22 شهراً. وذكر مسؤولون أردنيون أن موجات النزوح الأخيرة أسفرت عن زيادة عدد قاطني مخيم الزعتري لأكثر من طاقته الاستيعابية المقدرة ب 60 ألف شخص، مبينين أن الجهات المختصة تريد إنشاء مخيمين آخرين لاستيعاب 50 ألف لاجئ جديد. وقال جودة إن 6200 لاجئ عبروا الحدود خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وعزا الارتفاع في الأرقام إلى مستوى النشاط العسكري في الجنوب حيث يجري قصف عدة بلدات وقرى في المنطقة الجنوبية من سوريا. وقال الوزير «هناك تبادل كثيف لإطلاق النار وهو ما نرصده وينعكس هذا بالطبع في أعداد القادمين إلى الأردن». ويقول مسؤولون إنه حتى زيادة الأعداد في الآونة الأخيرة، كان يسمح الأردن بدخول 6000 لاجئ في المتوسط كل أسبوع في الشهور الستة الماضية. وعلى الرغم من أن تدفق اللاجئين يسبب قلقاً في الأردن، ستواصل المملكة إبقاء حدودها مفتوحة لكنها تريد من الدول الأخرى أن تساعد في تعزيز قدرتها على مواجهة الموقف. وقال جودة «نجري اتصالات مع الدول المانحة الرئيسية لنقول لهم إن المخيمات في الأردن بلغت كامل طاقتها تقريباً لذلك نحن بحاجة إلى مساعدة لمواصلة بناء البنية التحتية لمخيمات أخرى». وأكد جودة أن «القرار السياسي بالإبقاء على حدودنا مفتوحة لاستقبال الأشقاء السوريين الذين يفرون من هذه الأوضاع القاسية في سوريا مازال قائماً». من ناحيته، أكد أبو هاني الدرعاوي وهو منسق مع الجيش السوري الحر، أن القصف الجوي الذي تشنه القوات السورية النظامية على المراكز الحضرية والقرى، أرغم عشرات الآلاف من السكان على الفرار باتجاه الحدود الأردنية. وأضاف «مع سقوط الصواريخ والقنابل في كل قرية ومدينة.. لم يعد هناك مكان آمن في سوريا.. لا خيار آخر لأعداد كبيرة من المواطنين غير الفرار باتجاه الأردن أو مواجهة الموت». وأفاد مسؤولون أردنيون بأنه خلال ال12 ساعة الأخيرة من ليل الأربعاء الخميس، عبر الحدود 3932 لاجئاً سورياً من مختلف الفئات العمرية بينهم العديد من المصابين والجرحى والمرضى. ويتخوف المسؤولون في عمان من نزوح جماعي للسوريين إلى المملكة مع تزايد العنف وانتشاره في أغلب المدن السورية. وقالوا إن الأرقام تفيد بنزوح أكثر من 50 ألف لاجئ سوري خلال الشهر الحالي. وكانت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين نبهت المجتمع الدولي إلى احتمالية إغلاق الحدود الأردنية مع سوريا ما لم يقدم الدعم المالي اللازم وبأسرع وقت ممكن. وسيعقد في الكويت مؤتمر للدول المانحة في 30 يناير الحالي من أجل توفير دعم مالي لتقديم المساعدات للاجئين السوريين. وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس قالت في منتدى دافوس الاقتصادي أمس الأول، إن القتال في سوريا يجب أن يتوقف وإن على الدول الكبرى الاتحاد والتوصل إلى اتفاق في مجلس الأمن الدولي من أجل الضغط على دمشق. وذكرت آموس لتلفزيون رويترز على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي «سأجلس وأتحدث مع الحكومة بشأن المسؤوليات مع قولها إنه يجب عليها الاعتناء بشعبها ونضع السيناريو ونتحدث معها بشأن كيفية الوصول إلى من يحتاجون مساعدتنا بشكل عاجل. نريد أن نفعل المزيد وعلينا أن نتحدث إلى المعارضة. يجب علينا أن نتحدث مع الحكومة بشأن أفضل السبل لفعل هذا».