حصة خليفة عبيد الكندي فنانة إماراتية موهوبة بالفطرة عشقت الرسم الذي أتقنته منذ نعومة أظفارها بفضل والدتها التي شجعتها ووقفت إلى جانبها . أبدعت أناملها رسومات ولوحات نالت إعجاب من شاهدها، وأكدت أن هناك فنانة تمتلك خيالاً واسعاً . مركز إدارة الفنون في مدينة كلباء كان له دور كبير في استمرار ريشتها في الرسم، وفي اكتساب الخبرة والولوج نحو عالم الاحتراف . تؤكد حصة أن الرسامة الإماراتية نجحت في وضع بصمتها المميزة على الساحة الفنية الخليجية بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة . كما تشير إلى أن إمارة الشارقة باتت القبلة التي يتوجه إليها الرسام لصقل موهبته بسبب كليات ومراكز الفنون الموجوده فيها والتي لها دور كبير في إبراز هذا الفن وغيره من الفنون . متى بدأت موهبتك بالرسم؟ أنا من عائلة تعشق الرسم، وقد تأثرنا كثيراً بأمي، التي كانت ترسم لنا رسومات بسيطة، إلا أنها كان لها الأثر الكبير في عشقي للرسم، وقد تميزت بالرسم فيه في المرحلة الابتدائية حيث تلقيت التشجيع من خلال معلماتي والمشاركة بالمسابقات المدرسية التي كان لها أثر كبير في تنمية موهبتي . ماذ يعني لك الرسم؟ كلما أحسست بالضيق أو الحزن أو حتى الحيرة في اتخاذ أي قرار؟ ألجأ إليه، وبه ابتعد عن ضغوط الحياة والتزاماتها فهو بمثابة الصديق الذي يقف إلى جانبي . ما الذي جذبك إليه وجعلك من عشاقه؟ الشعور بالتحدي في رسم الأشياء بتفاصيلها الدقيقة، سواء بالشكل أو بالألوان أو الملمس وكذلك الشغف والحماس عند تعلم أساليب جديدة أو حديثة بالنسبة إليّ، وأيضاً الشعور بالمتعة عند الانتهاء أو الوصول للهدف من رسم اللوحة . ما الذي تحبين أن تبرزيه في أعمالك؟ أحب أن أبرز جمال الطبيعة بكل أنواعها، وأكثر ما أحب إبرازه هو التفاصيل الدقيقة للأبناء والبراعة في استخدام الألوان فيها . ومن أين تستلهمين أفكار أعمالك الفنية؟ من الطبيعة والموضوعات التي تخص المرأة الخليجية بتعابيرها الصامتة، وما يشد المشاهد لمعرفة حالتها في الهدوء والغضب والفرح، ويجب أن تحب عيني المنظر سواء كان في مخيلتي أو في الواقع حتى أبدأ بوضع خطوطي الأولية للوحة . ما أقرب لوحة إلى قلبك؟ "قارب البوم"فقد رسمتها وعُلّقت بمدخل الإدارة، فكانت مصدر افتخار لمدرستي ولي بالأخص . وماذا تعني لك اللوحة عندما تنجزينها؟ تعني لي الكثير، فهي وليدة أفكاري وتعبي ومصدر افتخاري فبمجرد الانتهاء منها أشعر بالقوة والثقة بمقدرتي على إنجاز ما أريد إيصاله، وخاصة عندما تكون صعبة التنفيذ . ما الألوان التي تفضلين استخدامها؟ أحب جميع الألوان، فكلها مهمة لإنجاز أي لوحة تتناول موضوعاً، أو منظراً معيناً، فلا يمكن الاستغناء عن اللون الأصفر بدرجاته في موضوع الصحراء ولا الأزرق عند رسم السماء أو البحر . ما علاقتك بالألوان؟ هي بمنزلة الحروف ولغة التخاطب بيني وبين اللوحة ومشاهدها، فبالتالي هي لغة متاحة للجميع . وكيف عملت على تطوير هذه الموهبة؟ بالتمرس والمواصلة ومتابعة كل ما هو جديد سواء كان بالخامات أو الأساليب الحديثة . بصفتك منتسبة إلى مركز إدارة الفنون بكلباء، حدثينا عن دوره في تطوير مواهب الرسم؟ كان له الدور الرئيس لما نلاقيه من اهتمام وتشجيع على الاستمرارية من خلال توفيره المواد الأساسية ومشاركة الخبرات الفنية بين المنتسبين واهتمام الأساتذة وتشجيعهم على تنمية المواهب وأهميتها للمجتمع . إلى أي مدى أسهمت شخصيتك في إبراز موهبتك؟ من المؤكد أن لشخصيتي الأثر الكبير في إبراز موهبتي سواء بلوحاتي أو بحضوري، فأنا أتميز بالثقة والدقة والالتزام وكذلك الصدق في اختياري لموضوعاتي الهادفة . هل الفنان بحاجة إلى الدراسة أو أنه يستطيع بناء نفسه بنفسه؟ طبعاً يحتاج إلى الدراسة حتى لا يتوقف الفنان عند نقطة معينة، فكل يوم أتعلم من خلال حضوري إلى المركز أسلوباً جديداً يضيف إليّ الكثير من الخبرات والطرق السهلة والدقيقة لتنفيذ لوحات متكاملة العناصر . ما دور الأهل في دعم هذه الموهبة؟ بالرغم من أني أم وامرأة عاملة، فإن تشجيع أسرتي لي في انتسابي إلى المركز لتنمية موهبتي، الدور الكبير والحافز الأهم للاستمرارية في ممارسة وصقل موهبتي بنطاق علمي أوسع . هل تعتقدين أن الفنان يمتلك حساً أكبر من الإنسان العادي؟ أعتقد ذلك فالفنان له إحساس مختلف عن الإنسان العادي، فنظرته إلى الأشياء من حوله دقيقة ومتعمقة فهو لا يرى الوردة كشكل ولون بل كشعور حقيقي للجمال ولقدرة الخالق في تصويرها . كيف تستطيعين التوفيق بين وظيفتك والرسم؟ على الرغم من أنه لا يوجد لدينا عطلة غير الجمعة، فإنني، والحمد لله أتميز بحسن تنظيمي للوقت سواء كان للعمل أو الأسرة أو المركز حالياً، ومن حسن حظي أنه يوجد فترة مسائية للمركز، وهذا سهل علي الكثير . هل ترين أن التنافس عامل مهم ومساعد في تنمية هواية الرسم؟ بكل تأكيد فهو مهم للإبداع، وهو تحدٍ لقدرات الفنان وتميزه، وكلما زادت الصعوبات والضغوط، زادت أهمية العمل ودقته وإبداعاته، وكذلك الفنان المبدع يوجه التنافس إلى التميزّ والرقي على الساحة الفنية المبدعة . وهل ترين أن هناك فرصاً متاحة لصقل موهبتك داخل الدولة؟ إمارة الشارقة تتميز بدعم من والدنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للثقافة والفنون، وذلك بإنشاء كليات ومراكز الفنون بالإمارة دعماً وتشجيعاً لهذا الفن الراقي . فالإمارة الباسمة باتت النافذة التي يحلق من خلالها الفنان الإماراتي نحو سماء الإبداع وهي قبلة للفنانين المتميزين في المنطقة . وبماذا تقيمين المواهب النسائية في الرسم داخل الدولة، وما الذي ينقصها؟ برأيي أن المرأة الإماراتية استطاعت بفضل القيادة الرشيدة أن تصل إلى أعلى المراتب وهو ما انعكس بطبيعة الحال على الرسامات الإمارتيات اللواتي استطعن بفضل هذا الدعم أن يبرزن بشكل كبير على الساحة الخليجية والعربية، ولكن ما ينقص الفنانة الإماراتية المتابعة الإعلامية الجادة لإنجازاتها المستمرة لتصل إلى العالمية . وما مشروعاتك المقبلة من لوحات ومعارض؟ سوف أحرص على أن تكون لوحاتي بالمعارض المقبلة متميزة وجديدة فلدي الكثير من الحماسة للإبداع لما ألاقيه والحمد لله من اهتمام وتشجيع من مركز الفنون بكلباء على التقدم، وإيصال موهبتي للرسم بشكل سليم ومبدع . أما عن طموحاتي بهذا المجال فأتمنى أن ألاقي الدعم الجاد مع المشاركة بالمعارض المهمة داخل الدولة وخارجها .