الرباط - ميدل ايست أونلاين تحتضن مدينة فاس ما بين 21 فبراير و2 مارس الدورة الثامنة عشرة للمهرجان المغربي للموسيقى الأندلسية، الذي يهدف بالأساس للمحافظة على هذا اللون الفني وصيانة الموروث الثقافي والحضاري للعاصمة العلمية للمملكة. والموسيقى الأندلسية مصطلح يطلق على الموسيقى الكلاسيكية بالمغرب العربي بقسميه الدنيوي والديني المتصل بمدائح الطرق الصوفية، ونشأت بالأندلس وارتبطت في بعض الأحيان بالمدائح، وهو لا يتقيد في الصياغة بالأوزان والقوافي، ولم يمتد هذا اللون إلى مصر وبلاد الشام، لكنه استقر ببلاد المغرب العربي. وتتميز الموسيقى الأندلسية بروح الابتكار والتجديد، وتخاطب الروح والأحاسيس وتعطي للحياة سموا روحيا ووجدانيا. وتعرف الموسيقى الأندلسية بالحضارة المغربية في المنتديات الدولية لما تتسم به من أصالة وعراقة وتحفز المهرجانات المقامة في هذا الغرض على تحفيز الابتكار والتجديد وصيانة هذا اللون العريق من الاندثار. ويعرف المهرجان مشاركة العديد من الفرق الموسيقية والمجموعات الغنائية التي ستؤثث الأمسيات الفنية، وستحتضنها الرياضات والساحات والدور التقليدية بالمدينة العتيقة. وإلى جانب الأمسيات الموسيقية التي ستحتفي بالموسيقى الأندلسية باعتبارها مكونا أساسيا ضمن الموروث الفني لمدينة فاس سيعرف المهرجان تنظيم لقاءات وندوات وورشات فكرية يؤطرها باحثون ومختصون في التراث الثقافي، بالإضافة إلى تنظيم معارض فنية وحفلات لتوقيع بعض الإصدارات التي اهتمت بالتأريخ لهذا الفن الموسيقي وتأصيله. وعرفت الدورة السابقة للمهرجان مشاركة العديد من الفرق الموسيقية كمجموعات "البعث" و"الشباب" من المعهد الموسيقي لفاس والتمسماني من تطوان، وفرقة "شباب الأندلس" من الرباط، و"فرقة روافد" من طنجة، و"دار الآلة" من الدار البيضاء وغيرها. في سياق متصل، نظمت (الجمعية المغربية لهواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب) في الفترة ما بين 28 نوفمبر/تشرين الثاني والأول من ديسمبر الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية "أندلسيات" بمشاركة فرق ومنشدين من المغرب ومن دول عربية. وأكد المنظمون في الدار البيضاء، الاثنين، أن المهرجان استطاع مع توالي الدورات أن يكرس موقعه كمرآة للفن المغربي الأصيل، والقيم الموسيقية العريقة التي يزخر بها التراث المغربي، إلى جانب إسهامه في إشعاع الموسيقى الأندلسية كلون موسيقي زاخر بمقومات الأصالة الوطنية.