رام الله (علاء المشهراوي) - خرج آلاف الفلسطينيين في مسيرات حاشدة في الضفة الغربية عقب صلاة الجمعة مباشرة تضامناً مع الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية في سجون الاحتلال «الإسرائيلي»، مؤكدين على ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان. وفي عرابة بجنين، دعا المتظاهرون إلى رفع مستوى التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي ومشاركة كل الفصائل الفلسطينية في المسيرات التضامنية مع الأسرى بعيداً عن العنصرية والحزبية، لأن هذا الملف فلسطيني ولا يحمل أي أجندة حزبية. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينياً واعتدت بالضرب المبرح على آخر خلال قمعها مسيرة كفر قدوم الأسبوعية التي تطالب بفتح المدخل الشرقي للبلدة الذي أغلقته قوات الاحتلال قبل 10 سنوات لإقامة مستوطنة «قدوميم» المقامة على أراضي القرية. وتصدى العشرات من جنود الاحتلال للمظاهرة السلمية بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز، ما أدى لإصابة العشرات بالإغماء. وتظاهر أيضاً نحو 40 ناشطاً فلسطينياً وأجنبياً أمس أمام مستوطنة «إليعازر» المقامة على أراضي المواطنين جنوب بيت لحم، احتجاجاً على التوسع الاستيطاني، واعتداءات المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم. وتمكن المتظاهرون من أعضاء اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظتي بيت لحم والخليل، من دخول المستوطنة في خطوة وصفها منسق اللجنة الشعبية في بيت لحم محمد بريجية بأنها «اقتحام سلمي». وإثر ذلك، هرع المستوطنون وأوقفوا سياراتهم وترجلوا منها لمواجهة النشطاء حيث حدث تلاسن بين الجانبين فيما كان المتظاهرون يهتفون بالإنجليزية، «هذه أرضنا»، و»أخرجوا من هنا» وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية. لكن ما لبث أن وصل عشرات الجنود الإسرائيليين المدججين بالأسلحة والهراوات والدروع وبدأوا بالاعتداء على المتظاهرين السلميين وأخلوهم من المكان. فتوجه المتظاهرون إلى مدخل مستوطنة «دانيال» المجاورة حيث تظاهروا هناك قبل إجلائهم بالقوة. وأوضح منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم محمد بريجية أن مجموعة متظاهرين ضد الجدار، اعتصموا أمام مستوطنة «اليعازر» المقامة على أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم، تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال. وأضاف أن بعض المتظاهرين تمكنوا من رفع الأعلام الفلسطينية داخل المستوطنة، وسط هتافات مؤيدة للأسرى ومطالبة بالإفراج الفوري عنهم، قبل أن يتدخل جنود الاحتلال ويخرجوهم، بعد عراك بالأيدي. وأشار إلى أن الوقفة التضامنية مع الأسرى تواصلت بالسير على الأقدام وصولاً الى مستوطنة «دانيال»، وأن المشاركين فيها أكدوا أن قضية الأسرى مقدسة ولا تنازل عنها، وعلى العالم والمجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان التدخل لإنقاذ حياة الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام لليوم 186 على التوالي. كما أفاد منسق القوى الوطنية في شمال غرب القدس محمود ربيع بأن «200 ناشط فلسطيني ومتضامن استطاعوا اختراق حاجز بيت إكسا، والوصول إلى قرية «الكرامة»، حيث أقاموا صلاة الجمعة فيها، ثم شرعوا في زراعة أشجار الزيتون في المنطقة. وأضاف أن عدداً من النشطاء حاولوا إدخال الخيام إلى القرية لإعادة بنائها إلا أنهم لم ينجحوا بسبب التشديدات الأمنية. وأضاف «إذا نجح الناشطون في إدخال الخيام، ستقام القرية من جديد على الأراضي المهددة بالمصادرة، وإذا لم ينجحوا فسيكون هناك محاولات أخرى في الأيام القادمة، دون استسلام». وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الجيش الاسرائيلي هاجمت مسيرة شارك فيها نحو 300 متظاهر كانت متجهة إلى بلدة باب الكرامة التي أعلن الفلسطينيون إقامتها على أراضي قرية بيت اكسا التي تسعى إسرائيل لسرقتها، إلا أن قوات كبيرة من الشرطة والجيش الإسرائيلي وقوات حرس الحدود اعترضتهم وفرّقتهم بالقوة.
