رغم الظروف التى مرت بها مصر أمس الجمعة، من حالة الغضب الشديد والترقب لحكم اليوم فى القضية المعروفة إعلاميا ب"مذبحة بورسعيد،" أقام مخيم الإبداع مساء أمس الجمعة أمسية شعرية لمناقشة ديوان "على ذمة التحرير" للشاعرة فاطمة المرسى، شارك فيها عدد كبير من النقاد والأدباء والمبدعين، إلى جانب جمهور المخيم. وقالت الكاتبة سامية أبو زيد إن الشعر كان له دور كبير فى إزكاء روح المقاومة لدى الجماهير، لاسيما شعر العامية لقربه من البسطاء، مشيرة إلى أن الديوان هو العمل الشعرى الثالث للشاعرة فاطمة المرسي، حيث صدر لها من قبل ديوانان الأول عنوانه "مولد السيدة مصر" والثانى بعنوان "انتباه يا مصر"، ولعلنا نلحظ من خلال عناوين الأعمال الشعرية للشاعرة فاطمة المرسي أن هناك ملمحا عاما ينتظم مشروعها الشعرى وهو الانتماء للوطن وحب مصر. وأضافت أبو زيد أن الديوان مكتوب بلغة سهلة تتسم بحس موسيقى ويحمل روحا وطنية عالية ورؤية متكاملة ووعيا مدهشا بأحوال الوطن. وأكد الشاعر محمود الشاذلى أن مجموعة من الملامح تتسم بها قصائد الديوان التى جاءت برؤى ممتلئة بالانبهار، ولعل مرجع ذلك هو مقارنتها الدائمة بين بلد الغربة أمريكا والمجتمع الذى تنتمى إليه، كذلك تبدى جيداً مفهوم الغربة فى معظم مفردات الديوان فى غنائيات ترش الملح على جراح الذات والوطن، حتى جاء الديوان فى مجمله كسيمفونية طويلة من اللحن الشجى الذى يحفر عميقاً فى سراديب الروح، ويقدم لنا رؤية متعمقة لأوضاعنا وأحوالنا. وأوضح الشاذلى أنه بالرغم من اهتمام الشاعرة بالغنائيات، إلا أنها تخلت عن غنائيتها أحياناً لتنتج لنا حوارية قوامها لغة عذبة وتصوير شعرى أخاذ ودلالات عميقة ومتعددة، مشيرا إلى قصيدتها التى كتبتها عن القاهرة من يقرأها بتمعن يدرك أنها لم تقصد مدينة القاهرة تحديداً، حيث لم تحدد صفة معينة لها تجعلها مغايرة لأى مدينة مصرية أخرى، وبالتالى فالقاهرة لديها هى مصر. وقال الناقد شريف الجيار إن الديوان يحمل سؤالاً حتمياً مؤداه هل الثورة انتهت، وحققت أهدافها، أم أنها مازالت مستمرة؟ ولم يقف الديوان على هذه العتبة النصية المتمثلة فى العنوان، بل نجد أن الإهداء أيضاً قد هدى للمخلصين من أبناء هذا الوطن، وبالتالى حينما نتوغل نقدياً فى قصائد الديوان نجده ديوان حالة، خاصة وأن ذات الشاعرة على مدار القصائد تبحث عن الأم الوطن فقيمة الأم تحيط نصوص الديوان، مما يعكس انتماءً ملحوظاً لدى الشاعرة فاطمة المرسى لوطنها. وأضاف الجيار أن الديوان يؤكد على دور شعراء العامية فى إزكاء جذوة الثورة، خاصة وأن لغتهم قريبة من لغة السواد الأعظم من الشعب، أيضاً هناك ملمح مهم تحمله قصائد الديوان، وهى الحوادث النصية فى معظم القصائد، فقصائد الديوان تتكئ علي مشاكل المجتمع المصرى، فهى ترسل لنا آلام الوطن عبر مقارنتها بالأحوال فى أمريكا باعتبارها مغتربة بالولايات المتحدةالأمريكية منذ ثلاثين عاماً. وأوضح الجيار أن الشاعرة فى ديوانها تلامس أشجان المتلقى وتقذف ألحانها العذبة على آلامه المستعصية التى لا ذنب له فيها، وكل ذلك من خلال رؤى نقدية بناء تستنهض الهمم وتشحذ العقول من أجل النهوض والتقدم.