تجري شركة "تويوتا موتور" اختبارات على أنظمة سلامة تقول إنها سوف تسمح للسيارات بالتواصل مع بعضها بعضاً، ومع الطرق التي تسير عليها . وأجريت الاختبارات في منشأة تم استكمالها مؤخراً في اليابان بمساحة ثلاثة ملاعب بيسبول . تتلقى السيارات في موقع نظام النقل الذكي هذا، المعلومات من أجهزة استشعار، وأجهزة إرسال تم تركيبها على الشوارع للتقليل من خطر وقوع الحوادث في حالات فقدان إشارة المرور الحمراء، ودخول السيارات في المنطقة العمياء، وعبور المشاة للطريق . وكذلك يختبر النظام السيارات التي تنقل هذه المعلومات إلى بعضها بعضاً، طبقاً لما أوردته "إميريتس 24/7" . وفي تجربة قيادة أجريت مؤخراً بحضور صحفيين، حفز وجود مشاة انطلاق صوت تنبيه من السيارة، مع ظهور صورة شخص على شاشة أمام السائق . كما برزت صورة سهم متجه للأعلى في إشارة إلى اقتراب سيارة من تقاطع طرق . وانطلق صوت نسائي إلكتروني قائلاً: "إنه الضوء الأحمر" لتنبيه السائق إذا كان على وشك إغفال الضوء الأحمر . ويبدو موقع التجارب البالغة مساحته 5 .3 هكتار، مثل الكثير من الطرق الاصطناعية في مدارس القيادة، باستثناء أنه أكبر، ويقع في ركن مركز التكنولوجيا التابع لصناعة السيارات اليابانية بالقرب من جبل فوجي في محافظة شيزوكا بوسط اليابان . وقال مسؤولون لدى تويوتا ان التكنولوجيا الذكية للسيارات التي تطورها الشركة، سيتم اختبارها على بعض الطرق اليابانية ابتداءً من عام 2014 . أيضاً تعتزم الشركة اجراء اختبارات مماثلة في الولاياتالمتحدة، ولكنها لم تقرر بعد بشأن التفاصيل . ومن المتوقع أن تكون هذه التكنولوجيا فعالة لأن نصف حوادث السيارات تحدث عند التقاطعات، على حد ما قالت تويوتا . وقال موريتاكا يوشيدا المدير المسؤول، إن تويوتا تنظر إلى تجنب التصادم، ومراقبة المشاة، ومساعدة كبار السن في القيادة بوصفها عناصرأساسية لضمان سلامة السيارات في المستقبل . وأوضح: "نحن نقدم للعالم أفضل تكنولوجيا" . وتعمل جميع شركات صناعة السيارات في تطوير تكنولوجيا السلامة التي تتجنب الاصطدام، لإضافة قيمة إلى سياراتهم، خصوصاً بالنسبة للأسواق المتقدمة مثل الولاياتالمتحدة، وأوروبا، واليابان . ولكن النمو الأقوى في المبيعات يأتي من الأسواق الناشئة التي من المتوقع أن تظهر في نهاية المطاف اهتماماً أكبر بتكنولوجيا السلامة . فقد قدمت شركة "نيسان موتور" اليابانية المنافسة لتويوتا، مؤخراً سيارات ذكية إلى حد قدرتها على إيقاف، وركن نفسها بنفسها، والانحراف بعيداً عن المارة إذا ظهروا فجأة في مسارها . أيضاً قدمت تويوتا ميزة جديدة تساعد السائق على الفرملة بقوة لمنع الاصطدام الأمامي . وقال مسؤولو تويوتا ان السائقين غالبا ما يفشلون في الضغط بقوة على المكابح في مثل هذه الحالات لأنهم يصابون بالذعر . وقالت تويوتا ان تقنيتها ستكون متاحة "قريباً" من دون إعطاء تاريخ محدد، وألمحت إلى تقديمها في موديلات لكزس الفاخرة، علماً بأن الموديلات الفاخرة تتوفر فيها بالفعل مزايا سلامة مماثلة، مثل الفرملة الأوتوماتيكية . غير ان التكنولوجيا التي تتضمن أجهزة استشعار دقيقة لا تزال باهظة الثمن، وتكلف في بعض الأحيان ثمن سيارة رخيصة من تويوتا . أيضاً طورت الشركة أجهزة استشعار "سونار" تساعد السائقين على تجنب الاصطدام في مواقف السيارات . بل هناك نظام يعرف حتى عندما يقوم السائق بالضغط على دواسة البنزين عن طريق الخطأ بدلا من الفرامل، فيوقفه تلقائياً . يشار إلى أن الاصطدامات الخلفية تشكل 34 في المئة من حوادث السيارات في اليابان، وتليها الاصطدامات الأمامية بنسبة 27 في المئة . وأكد خبراء ان السيارات التي تتوقف وتسير من تلقاء نفسها، وتتجنب الحوادث، ليست من قبيل الخيال العلمي . وقال البروفيسور البرتو بروغي، الأستاذ في جامعة بارما، والخبير في أنظمة النقل الذكية، ان فكرة السيارات الخالية من الحوادث فكرة "ساخنة جداً"، وربما تصبح في متناول الطرق خلال عدة سنوات . وأضاف: "أنا متأكد من أننا سوف نصل إلى مثل هذه التكنولوجيا، على الرغم من أنني لا أعرف متى بالضبط" .