وجدت دراسة جديدة أن إضافة دواء يخفّض من مستوى الكولسترول إلى علاج مكافحة الملاريا، يحمي من التراجع الإدراكي عند فئران مصابة بالملاريا الدماغية . وتوصّل الباحثون بجامعة "يوتا" الأمريكية الذين قيّموا تأثير أدوية الستاتين المستخدمة لخفض مستويات الكولسترول بالدم على فئران مصابة بالملاريا الدماغية، إلى أن إضافتها للعلاج التقليدي المضاد للملاريا تمنع الاختلال الإدراكي لدى هذه الفئران . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة، غاي زيمرمان، إن "واقع أن علاج الستاتين يخفّض التهاب الأوعية الدموية والتراجع الإدراكي، يشير إلى أن المثيرات للأوعية الدموية والالتهابات تؤدي إلى مرض دماغي وعجز تفكيري" . أشار إلى أن نتائج هذه الدراسة "مثيرة" لأن الآثار الكلينيكية تتخطى الملاريا الدماغية إلى متلازمات التهابية . يذكر أن باحثين أمريكيين اكتشفوا في دراسة سابقة أن الأدوية التي توصف لتخفيض الكولسترول قد تكون لها فائدة صحية أخرى هي القضاء على البكتيريا المسببة للالتهابات . وأفاد موقع "نيوز ميديكال" الأمريكي أن باحثين في جامعة كاليفورنيا وكلية الطب في سان دييغو، اكتشفوا أن الستاتين الموجود في أدوية الكولسترول ينشط قدرة خلايا الدم البيضاء على القضاء على البكتيريا المسبة لالتهابات أبرزها التهاب الرئة وتعفن الدم . يشار إلى أن البحث نشر اليوم الخميس في مجلة "Cell Host & Microbe" . ووجد الباحثون برئاسة البروفيسور فيكتور نيزت أن فعالية خلايا الدم البيضاء التي تقتل وتهضم البكتيريا السيئة والخلايا الميتة أو الغريبة، تزداد بعد تعريضها للستاتين . وأشاروا إلى أن خلايا الدم البيضاء هذه تطلق عدداً أكبر من "المصائد خارج الخلية" إضافة إلى أنزيمات تقتل البكتيريا قبل انتشارها في الجسم . من جانب آخر أظهرت نتائج دراسة تجريبية، لم تصل بعد إلى مرحلتها النهائية، قدرة أحد الأدوية على تحفيز رفع نسبة إفراز الكولسترول الجيد المعروف بالHDL بالجسم . وبينت الدراسة التي استمرت 9 أشهر وشملت 475 مريضاً، أن دواء "Dalcetrapib" تمكن من رفع نسبة الHDL بنحو 31% من دون أن يحدث أي ارتفاع في ضغط الدم، أو يؤثر في جريان الدم بالأوعية الدموية . وقال الدكتور توماس لوشير الذي أشرف على البحث من جامعة زيوريخ بسويسرا "لم نلاحظ أية تأثيرات سلبية عند استخدام هذا الدواء، وأعتقد أنه يمكننا القول إنه سليم وليس له أية تأثيرات غير مرغوبة في مستخدمه، وهو يقوم بعمله أي رفع نسبة ال HDL من دون ضرر" . لكن لوشير أضاف أنه "مازالت هناك حاجة إلى معرفة مدى فعالية هذا الدواء بمحاربة إصابات القلب، والتي لن تظهر إلا بعد الانتهاء من المرحلة الأخيرة من الدراسة وظهور نتائجها خاصة وأنها تشمل عدداً كبيراً من المرضى، ولن ينتهي ذلك قبل سنتين من الآن" . وأوضح أنه لم يتضح بعد ما إذا كان رفع نسبة الكولسترول الجيد سيقي من حدوث الذبحات الصدرية والجلطات أو لا .