محافظة ذمار تُحيي الذكرى السنوية لرحيل العالم الرباني السيد بدر الدين الحوثي    رئيس الاركان الايرانية: عملياتنا القادمة ضد الكيان ستكون عقابية    لأول مرة في تاريخه.. الريال اليمني ينهار مجددًا ويكسر حاجز 700 أمام الريال السعودي    افتتاح مشاريع خدمية بمديرية القبيطة في لحج    إيران تطلق موجة جديدة من الهجمات وصافرات الإنذار تدوي في الأراضي المحتلة    مومياء (الولاية) وسراب (الغدير)!    إخماد حريق في معمل إسفنج بالعاصمة صنعاء    برشلونة يتوصل لاتفاق مع نيكو ويليامز    حوادث السير تحصد حياة 33 شخصاً خلال النصف الأول من يونيو الجاري    استعدادًا لكأس الخليج.. الإعلان عن القائمة الأولية لمعسكر منتخب الشباب تحت 20 عاما    أخر مستجدات إعادة فتح طريق رابط بين جنوب ووسط اليمن    أبو شوصاء يتفقَّد قصر الشباب ويطِّلع على مستوى الانضباط في الوزارة والجهات التابعة لها    الوزير الزعوري يناقش مع مؤسسات وهيئات الوزارة مصفوفة الأولويات الحكومية العاجلة    تلوث نفطي في سواحل عدن    ماكرون يكشف عن عرض أمريكي إلى إيران بشأن وقف إطلاق النار    على خلفية أزمة اختلاط المياه.. إقالة نائب مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن    قصة مؤلمة لوفاة طفلة من ردفان في أحد مستشفيات عدن    انهيار مخيف الدولار يقترب من 2700 ريال في عدن    أمنية تعز تعلن ضبط عدد من العناصر الإرهابية المتخادمة مع مليشيا الحوثي الارهابية    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025    الإفراج عن 7 صيادين يمنيين كانوا محتجزين في الصومال    طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد    بالأدلة التجريبية.. إثبات وجود ذكاء جماعي لدى النمل!    د.الوالي: لن نشارك في تظاهرة هدفها ضد استقلال الجنوب العربي ورمزها الوطني    الشرق الأوسط تحت المقصلة: حربٌ تُدار من فوق العرب!    صوت الجالية الجنوبية بامريكا يطالب بالسيادة والسلام    أمن العاصمة عدن يلقي القبض على خلية حوثية    قرار مفاجئ للمرتزقة ينذر بأزمة مشتقات نفطية جديدة    بعض السطور عن دور الاعلام    راموس: اريد انهاء مسيرتي بلقب مونديال الاندية    صنعاء .. التربية والتعليم تعمم على المدارس الاهلية بشأن الرسوم الدراسية وعقود المعلمين وقيمة الكتب    السامعي يدعو لعقد مؤتمر طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي لبحث تداعيات العدوان على إيران    وجبات التحليل الفوري!!    واشنطن تبلغ حلفائها بعدم التدخل في الحرب بين ايران واسرائيل وصحيفة تكشف توقف مصفاة نفط    كأس العالم للأندية: تشيلسي يتصدر مؤقتاً بفوز صعب ومستحق على لوس انجلوس    اتحاد كرة القدم يقر معسكرا داخليا في مأرب للمنتخب الوطني تحت 23 عاما استعدادا للتصفيات الآسيوية    القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي يتفقد مستوى الانضباط الوظيفي في هيئات المجلس بعد إجازة عيد الأضحى    البكري يبحث مع مدير عام مكافحة المخدرات إقامة فعاليات رياضية وتوعوية    تعز.. مقتل وإصابة 15 شخصا بتفجير قنبلة يدوية في حفل زفاف    الأمم المتحدة:نقص الدعم يهدد بإغلاق مئات المنشآت الطبية في اليمن    بايرن ميونخ يحقق أكبر فوز في تاريخ كأس العالم للأندية    علماء عرب ومسلمين اخترعوا اختراعات مفيدة للبشرية    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    العقيد العزب : صرف إكرامية عيد الأضحى ل400 أسرة شهيد ومفقود    حصاد الولاء    مرض الفشل الكلوي (8)    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    أهدر جزائية.. الأهلي يكتفي بنقطة ميامي    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    اغتيال الشخصية!    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غالب القعيطي لنداء الجنوب(1974): رفضنا الدخول في وحدة مع شطر من اليمن بهدف أن تتحد اليمن أولا مع بعضها البعض
نشر في الجنوب ميديا يوم 22 - 02 - 2012

المكلا / محمد سعيد باحاج – جدة *
صحيفة نداء الجنوب 1974 : حضرموت السيادة .. حضرموت القيادة
غالب القعيطي : رفضنا الدخول في وحدة مع شطر من اليمن بهدف أن تتحد اليمن أولا مع بعضها البعض
غالب القعيطي : رفضت حضرموت الإتحاد مع "الجزء " اليمني المحتل
غالب القعيطي : رفضنا هذا العرض الوحدوي لأنه صادر من الحكومة البريطانية الاستعمارية ولأنه لا يتجاوب مع رغبات الشعب الحضرمي
غالب القعيطي : البريطانيين قدموا وعودا معسولة ورشوات مالية لبعض ضعاف النفوس من ضباط جيش البادية والنظام وبعض الموظفين
غالب القعيطي : أما إنكار ( حضرمية حضرموت ) فهذه دعوى دعاية .. لن تجد – قطعا – من يصدقها إلا إذا خرجت الأمة العربية والعالم في مظاهرة ضخمة .. لإحراق كتب الجغرافيا والتاريخ
غالب القعيطي : الانقلاب العسكري الذي دبرته بريطانيا وصفق له العرب
غالب القعيطي : كيف أقامت بريطانيا دولة ماركسية في جزء من اليمن وضمت له حضرموت لتمكنيه من محاربة اليمن الكبرى
غالب القعيطي: تجاهل وجود حضرموت ومأساة شعبها .. سيحولها إلى بؤرة خبيثة .. للإلحاد وقاعدة أجنبية للعدوان .
خلال تصفحي لأرشيفي من الصحف القديمة للجنوب العربي وحضرموت وقعت في يدي نسخة لمقابلة صحفية مع السلطان غالب بن عوض القعيطي مع صحيفة (( نداء الجنوب )) العدد 356 الاثنين 7 رمضان 1394 ه الموافق 22 سبتمبر 1974 م والتي تصدر من جده ورئيس تحريرها المرحوم عبدالله على الجابري تزامنا مع حملة جيش الإنقاذ وتحت أشراف المرحوم الشيخ /عبدالله سالم باعشن من أجل تحرير حضرموت والجنوب من فلول الجبهة القومية في تلك الحقبة من الزمن البغيض .
واليكم المقابلة الصحفية حيث يكشف السلطان غالب بن عوض القعيطي عن أسرار الانقلاب العسكري الذي دبرته بريطانيا في حضرموت ويتحدث بصراحة وشجاعة عن العلاقات بين الشعبين اليمني بشطريه الجنوبي والشمالي والشعب الحضرمي ويقول :
-
نداء الجنوب:
الشعب الحضرمي يتهمكم يا سلطان غالب بالتفريط في سيادته وإضاعة مستقبله وعدم الاهتمام ولو بشجب الأساليب الإجرامية للشيوعيين في حضرموت المتمثلة في السحل والقتل والنهب والسلب والتشريد , وقد تشردت الغالبية العظمى من الحضارم هلال السنوات السبع الماضية !!
السلطان غالب القعيطي :
نحن لم نفرط في سيادة حضرموت ولم يكن لنا أي دور في إضاعة مستقبل الشعب الحضرمي والذي حدث ( وانتم تعرفونه ) أن بريطانيا دبرت انقلابا عسكريا في حضرموت عام 1967 م في شهر سبتمبر. وقد وقع هذا الانقلاب في غيابنا في جنيف لعرض قضية حضرموت على لجنة تصفية الاستعمار. وتم بتحريض من البريطانيين ووعود معسولة ورشوات مالية لبعض ضعاف النفوس من ضباط جيش البادية والنظام وبعض الموظفين .. وقامت هذه العناصر ( الخائنة مع الأسف ) بالانقلاب ليس لحسابها ولا لحساب الشعب الحضرمي .. بل لحساب ( الجبهة القومية – الشيوعية في ( عدن ) ..وقد لاقت جميع هذه العناصر المرتشية والخائنة المصير الأسود على أيدي الشيوعيين .. فكلهم اعدموا .. أو سجنوا أو هربوا وصودرت ممتلكاتهم وبعد أيام أو شهور وقع..... السلطة الشيوعية في عدن الجيش الحضرمي وضباطه وجنوده .. وكذلك فعلت بالإدارة المدنية والزعماء السياسيين ومشايخ القبائل بل بالشعب الحضرمي كله .
ونحن نشعر بالأسى والحزن لان مثل هذه الخيانة والحماقة أتت من حفنة رجال يعدون على أصابع اليدين في حضرموت وأدت إلى هذه المأساة المروعة التي يعيشها الشعب الحضرمي ( السجين ) المنهوب في بلاده والمشرد خارجها .. وأشعر بالأسف أكثر لان بعض قادة العرب في العالم العربي صفقت لهذه المؤامرة البريطانية .
لماذا لا نتكلم ونشجب ما يقع في حضرموت ظلم للإنسان وانتهاك لحرماته وتعدِ على حدود الله وحريات الأفراد وأموالهم – نحن لا نتكلم لأسباب قد لا يفيدكم ولا يفيد الشعب الحضرمي ذكرها- .. ولكن ثق إننا نتألم لما يجري في بلادنا وسنتكلم عندما نقتنع بان كلامنا سيفيد قضية شعبنا .. ( ولا ثمرة بلا عمل ) .. ونحن إن قلنا سنفعل .. وان لم نقل فافهم إننا لا نجد القدرة على الفعل .. ولهذا لا نقول .. (( قف ! )) .
واتهام من بعض العرب
نداء الجنوب:
قبل العودة للاستعلام والاستفهام حول نقاط معينة وردت في جوابكم على سؤالنا الأول .. نريد أولا سماع رأيكم في التهمة التقليدية المشاعة والمذاعة عنكم في العالم العربي بأنكم ( عملاء للاستعمار وأعوانه ) !! وان ثورة الشعب في الجنوب اليمني وحضرموت كانت موجهة ضدكم .. وضد الاستعمار معا .. فماذا تقولون دفعا لهذه التهمة ؟
السلطان غالب القعيطي :
الرسميون من الأشقاء العرب .. والعناصر المستنيرة من الأمة العربية تعلم جيدا وتماما .. ( إن الحماية – والوصاية والاستعمار البريطاني ) كانت مفروضة علينا .. وعلى شعبنا لا مطلوبة أو مرغوبة منا أو من شعبنا .. ولم نكن نملك السلطة للتخلص منها بقرار . ولم نكن نملك القوة لدحر الاستعمار بالسلاح ولم يتقدم احد من الأشقاء العرب كحكومات ولا من الأمة العربية كجماهير لتحريرنا من الحماية والوصاية والاستعمار ورفضنا هذا التحرير لتقام علينا الحجة ولم تقدم لنا المساعدة عسكريا أو اقتصاديا .. لتمكيننا من الوقوف ضد الاستعمار بمفردنا . والشعب الحضرمي لم يثر ضدنا .. ولم يطلب التخلص منا .. الاستعمار هو الذي ثار ضدنا , وسلم حضرموت لعملائه في عدن .. وقد أسمعتك القصة باختصار في سؤالك الأول .. فلا تدعني أكررها .. واكبر برهان على ذلك أن القبائل الحضرمية ثارت لمناصرتنا .. وضربتها بريطانيا بالطائرات .. ولا زال الشعب الحضرمي يحمل السلاح إلى اليوم ويعمل على تصحيح مسار ثورته سياسيا وعسكريا .. ولكن الثورة ستستمر وسنحاول تصحيح الأخطاء .. سنحاول.
هل الثورة من صنع الاستعمار !!
نداء الجنوب:
هل تعتبرون عظمتكم أن الأحداث التي جرت في عدن قبل الاستقلال بداية وتحريض من بعض الدول العربية تحمل معنى الثورة الشعبية .. وهل تلك الأحداث من صنع الاستعمار؟
السلطان غالب القعيطي :
إنني أتكلم عن حضرموت وليس عن عدن والمناطق اليمنية الأخرى ( اتحاد الجنوب العربي سابقا ).. ما كان يجري هناك .. لا علاقة له بحضرموت .. ولا بالشعب الحضرمي .. والذي اعلمه أن الحكومات اليمنية المتعاقبة في صنعاء منذ 1945 م كانت تطالب باستعادة بعض المناطق اليمنية وتحرير مستعمرة عدن اليمنية .
وكانت الحكومات اليمنية في صنعاء تحرض أحيانا على أعمال العنف ضد الاستعمار منذ عام 1954م وحتى بعد أن أقامت بريطانيا دولة في المنطقة اليمنية الجنوبية .. وضمت إليها سلطنة الواحدي التي يعتبرها الشعب هناك جزء من حضرموت وأطلق على هذه الدولة ( اتحاد الجنوب العربي ) .. ووعدت بريطانيا بمنح هذا الاتحاد الاستقلال في موعد أقصاه الأول من يناير 1968 م .. وأقول بعد أن كونت بريطانيا هذا الاتحاد بالتشاور مع عناصر الحكم المحلية .. واستمر الأشقاء في صنعاء يطالبون بإلغاء هذا الاتحاد وخروج الاستعمار فورا وإلحاق هذه المناطق بسلطة السيادة والحكم في صنعاء باعتبارها جزء من الأراضي اليمنية ,, ولكن بريطانيا رفضت الاستجابة لمطالب صنعاء .. واستمرت السلطة الشيوعية في عدن ترفض الاستجابة لهذه المطالب .. ولكن بذريعة أخرى .. !
وعلى أي حال لم تكن حضرموت فيما اعلم هدفا لطموح سياسي توسعي من الأشقاء في اليمن .. ولم تعرض علينا من قبلهم فكرة ( الوحدة معهم سياسيا واقتصاديا ) .. ولو عرضت علينا فكرة الوحدة بين حضرموت واليمن لأخذناها بعين الاعتبار بعد التأكد من رغبات الشعب .. وزوال الحماية البريطانية عنه .. إن الوحدة هي المطلب الوطني لكل العرب .. ووحدة شبه الجزيرة العربية هي أكثر الأشياء أهمية وحيوية للأمة العربية بأسرها .. وهي – وحدة شبه الجزيرة العربية – أكثر قابلية للتحقق .. من أي وحدة بين قطرين عربيين أو أكثر .. والواقع انه لم تعرض علينا سواء من الأشقاء في اليمناليمن الشمالي الآن – أو من أي دولة عربية أخرى , لم تعرض علينا فكرة منحنا المساعدة لتمكننا من الوقوف ضد الاستعمار .. أو تطوير حضرموت اقتصاديا واجتماعيا .. فضلا عن الدعوة إلى الوحدة .
والعرض الوحيد الذي قدم لنا ( بالوحدة ) هو عرض من الحكومة البريطانية بالانضمام لاتحاد الجنوب العربي .. وقد رفضنا هذا العرض .. للأسباب التالية :
أولا – رفضنا هذا العرض الوحدوي لأنه صادر من الحكومة البريطانية الاستعمارية ولأنه لا يتجاوب مع رغبات الشعب الحضرمي .
ثانيا- رفضنا هذا العرض لأنه يطالبنا بالاتحاد مع منطقة يعتبرها اليمن جزء من أراضيه التي يحتلها الاستعمار .. ولم يطلب منا الاتحاد – مثلا – مع الدولة اليمنية المستقلة المعترف باستقلالها عربيا ودوليا.
ثالثا – رفضنا هذا العرض الوحدوي لئلا نصطدم بالأشقاء في صنعاء .. ويتهموننا بمحاولة التوسع أو الإعداد للتوسع على حسابهم وفي ظل الحماية البريطانية .. وهذا سيخلق لنا مشكلات في المستقبل مع الأشقاء في صنعاء .. كنا نعمل على تجنبها بأي ثمن .. وهاهي المحاذير التي كنا نخشى أن تقع .. ويدفع ثمنها الفادح الشعبان الحضرمي واليمني على السواء .. ولا زالت أخطارها .. وأضرارها تتعاظم بمرور الوقت ...
نداء الجنوب:
في ردكم على سؤالنا الأول – قلتم عظمتكم – أن أسبابا ( لا يفيدنا ذكرها ) تمنعكم من ( كلام ) لا عمل به ولا فائدة منه .. فهل لنا أن نعرف ( المتاح المباح ) من هذه الأسباب .. بل نريد أن نعرف أكثر .. لماذا لا تشاركون – عمليا لا نظريا – في تعبئة وتنظيم الشعب الحضرمي للدفاع عن نفسه .. واستنقاذ بلاده من الحكم الشيوعي الذي اجبر أكثر من نصف سكان حضرموت على الفرار من ديارهم . وسلب ونهب من بقي منهم هناك .. وجردهم من حقوقهم المدنية وهو يسوق الشباب رجالا وتساءا في طريق التحول إلى الشيوعية بالإكراه .. ووسائل الاستقطاب والاجتذاب السياسية والثقافية وشن حرب لا هوادة فيها على العقيدة الإسلامية .. ؟
السلطان غالب القعيطي :
إنني جندي في خدمة الشعب الحضرمي , والذي افتخر بكوني واحدا من أفراده .. لا من حكامه .. وقضية مشاركتي في النضال ضد الطغمة الشيوعية الظالمة المتسلطة على الشعب الحضرمي والشطر الجنوبي من اليمن .. قضية مشاركتي هذه أمنية شخصية بالنسبة لي .. ولكنها رهن الاعتبارات التالية:
أ‌- استعداد الشعب الحضرمي نفسه للنضال دفاعا عن حقه ووطنه .. وعن دينه وعروبته وشرفه ومستقبله وأمنه واستقراره وازدهاره.. واستعداد الشعب الحضرمي للنضال واضح ومعلن .. ولكنه يحتاج إلى ( راية يلتف حولها ) .. وقيادة تاريخية قديرة على النضال وجديرة بثقة الشعب.
ب‌-استعداد زملائي زعماء ( حضرموت الكبرى ) وأهل الحل والعقد فيها للتنسيق معا والعمل على تعبئة الجهود رسميا وشعبيا .. لوضع إستراتيجية الكفاح المسلح .. ووضع تصور لمستقبل حضرموت – بعد تحريرها من الشيوعيين – يأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب الحضرمي .. ورغباته ويحقق طموحه في الأمن والمستقبل الأفضل ويقطع دابر الاختلافات والمنازعات في شبه جزيرة العرب ويحقق الانسجام بين شعبها ودولها .
أن اخطر التحديات التي تواجهنا في شبه جزيرة العرب .. وتعوق وحدتها الشاملة تتمثل في الشكل الجديد للاستعمار الذي يعمل تحت راية الماركسية .. ولكنه يخدم كل مصالح القوى الأجنبية .. ويحقق لكل أطراف الاستعمار ( القديم والحديث ) أهدافه الإستراتيجية .. والاقتصادية .. والسياسية .. ولا شك أن زعماء حضرموت وشعبها على استعداد للجهاد .. لما نالهم من هضم وظلم .
ج- استعداد ( الأشقاء العرب ) وبالذات دول شبه الجزيرة العربية وبالذات المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية اليمنية للاعتراف ( بحضرمية .. حضرموت ) وتمكين الإنسان الحضرمي من إثبات هويته الحضرمية والاعتراف بهذه الهوية , وتقديم المساعدة لها .. للإبقاء على حضرموت كمعقل قوي للإسلام والعروبة .. بدلا من تجاهل وجودها .. والسماح للشيوعيين بتحويلها إلى بؤرة خبيثة للإلحاد .. وقاعدة أجنبية للعدوان العسكري .. والتحريض الدعائي والسياسي الموجه ضد كل الأشقاء .. بل ضد الأمة العربية.
ماذا عن الوحدة ؟
نداء الجنوب:
ماذا عن الوحدة اليمنية أو الوحدة الحضرمية اليمنية بل ماذا عن أولئك الذين يقولون إن حضرموت ليست حضرموت .. بل هي جزء من اليمن ؟
السلطان غالب القعيطي :
نحن الحضارم وحدويون على نطاق واسع .. ونحن نؤيد الوحدة اليمنية – أوضحت لك هذا من قبل – وقد رفضنا الدخول في وحدة مع شطر من اليمن بهدف أن تتحد اليمن أولا مع بعضها البعض إثباتا لحسن النية وتجنبا لسوء الفهم , والتفاهم مع الأشقاء في صنعاء.
أما إنكار ( حضرمية حضرموت ) فهذه دعوى دعاية .. لن تجد – قطعا – من يصدقها إلا إذا خرجت الأمة العربية والعالم في مظاهرة ضخمة .. لإحراق كتب الجغرافيا والتاريخ .. كما حدث في الصين الشيوعية .. وأحرقت معها الإنسان الحضرمي نفسه .. أو غيرت لهجته .. وسحنته ونفسيته .. وسماته المميزة .
ومهما يكن من أمر فان القضية العاجلة الآن هي تقديم المساعدة للشعب الحضرمي المشرد خارج حضرموت .. وتحرير الجزء المسترق المنهوب من الشيوعيين في حضرموت ذاتها .. وتمكين الجميع من العودة بشرف إلى ديارهم ونحن نوافق بل نطالب بإعطاء الشعب الحضرمي حرية الاختيار وحرية اتخاذ القرار بشأن مستقبله ... وإجراء استفتاء بين الحضارم لتقرير شكل الحكم الذي يريدون أو الاستفتاء عن الوحدة مع من تتم وكيف تتم ؟!
إن ( الوحدة الطوعية ) النابعة من الإرادة الحرة للشعوب هي المسلك المأمون .. المضمون .. والقادر على البقاء ومواكبة الأجيال .. ومسايرة كل التطورات .. ومجابهة جميع التحديات الخارجية والداخلية .. والتغلب عليها , هي الوحدة التي نريدها .. ويريدها الشعب الحضرمي .. لكل شبه جزيرة العرب والعالم العربي والإسلامي .. المهم أن تتم هذه الوحدة بأسلوب عادل .. عاقل .. كريم .. وان تتحقق بإرادة الشعب لا بإرادة الاستعمار ..
نداء الجنوب:
إن الأسلوب الذي تعرضون به أفكاركم يا عظمة السلطان يلفت الانتباه كثيرا ويعطي عكس الصورة القائمة في الأذهان عن حكام حضرموت ... أين تعلمتم وما هو المؤهل العلمي الذي تحملونه . وان لهذا السؤال علاقة وطيدة.. بكل الذي قلتم وبالأفكار والحقائق التي شرحتم ..؟
السلطان غالب القعيطي :
لست اعرف ما هي الصورة القائمة في الأذهان .. ولست اعرف كذلك ما هي العلاقة بين ( مدرستي ! ) وبين الظلم الفادح الذي ألحق بي كحضرمي .. وبكل الحضارم قيادات وقواعد .. وفرض عليهم الهوان والإذلال والنكال ببلادهم .. والضياع والتشرد خارجها ..
غير انه إذا كان هذا الأمر يفيدكم .. فقد تعلمت في حضرموت والسودان الشقيق .. وأكملت دراستي في كلية ( ملفلد ) البريطانية متخصصا في التاريخ والجغرافيا ونلت بكالوريوس بدرجة شرف في تاريخ الدول الإسلامية عن جامعة أكسفورد .. وانأ الآن احضر رسالة دكتوراه عن علاقات حضرموت مع الدول الأجنبية في القرنين التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين .. وطبقا لنظام الجامعات البريطانية فان الجامعة التي تعطي شهادة البكالوريوس.. تعطيه بعد عامين مباشرة شهادة الماجستير .. والى ذلك فقد درست العلوم العسكرية في بريطانيا كذلك .. وان كانت رتبة ( جنرال ) التي صدرت بقرار استثنائي من الحكومة القعيطية عام 1966 م .. بعد أن أصبحت رئيسا للدولة والقائد الأعلى للقوات الحضرمية المسلحة ولكن .. أين هذه القوات المسلحة الآن . وأين الشعب الحضرمي نفسه .. إنهم جميعا في سجون حضرموت أو خارج حدودها .. أو تحت ترابها شهداء ..
( صورة للصفحة الأولى من صحيفة نداء الجنوب )
( صورة للعناوين – منشستات الرئيسية )
(صورة السطان غالب وهو يشرب لبن الأبل الحضرمية في العبر )
(( انتهت المقابلة في صحيفة نداء الجنوب ))
في ظل غياب الرؤيا الواضحة والصراع السياسي الذي يجري في الجنوب اليمني بدأت بعض الفئات تنادي بإستبدال اسم (( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) بإسم (( دولة حضرموت الاتحادية )) هذه الدولة العريقة صاحبة حضارة عمرها 5000 سنه بدلا من اسم دولتهم الجهوية والتي لا هوية لها . قبل 46 عاما ضموا دولة حضرموت إليهم واليوم يستخدمونه هوية لهم . من هو الرابح ياترى ؟!! وكما يقول المثل : عش دهرا ترى عجبا .
(كاتب وصحفي في صحيفة الرأي العام والطليعة الحضرمية في الستينات )
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.