واشنطن – الفرنسية أعلنت مجموعة "انونيموس" لقراصنة المعلوماتية، السبت، أنها شنت هجوما على الموقع الإلكتروني للجنة العقوبات التابعة للحكومة الأمريكية انتقاما لانتحار آرون شوارتز، عبقري البرمجيات والناشط في سبيل حرية الإنترنت، وهددت "انونيموس" في شريط فيديو بثته على موقع "يوتيوب" بأنها ستنشر قريبا بيانات حكومية جمعتها من الموقع الذي قرصنته. وتعد لجنة العقوبات عبارة عن وكالة مستقلة في وزارة العدل مهمتها النظر في العقوبات، وبحسب الشريط فإن موقعها قد تعرض للقرصنة صباح السبت. وهددت "انونيموس" بنشر مفاتيح تشفير الملفات المدرجة في الموقع وهي خطوة من شأنها أن تعرض قضاة وموظفين فدراليين لحرج كبير، كما أكدت المجموعة أن هجومها هو رسالة احتجاج على الطريقة "الظالمة" التي تعاملت بها وزارة العدل مع ملف شوارتز. وتعتبر مجموعة "انونيموس" نفسها مدافعة عن الحق في حرية التعبير، وقد قامت سابقا بمهاجمة مواقع حكومية عدة إضافة إلى مواقع شركات كبرى منها سوني وامازون وفيزا، وارون شوارتز الذي شارك في تأسيس موقع التواصل الاجتماعي "ريديت" الرائج جدا في الولاياتالمتحدة، والذي انتحر في منتصف يناير الجاري عن 26 عاما في منزله في بروكلين بنيويورك. ويعتبر شوارتز عبقريا في المعلوماتية لا سيما وأنه كان في ال14 من العمر فقط حين شارك في تطوير صيغة "أر إس إس". وكان الشاب سيمثل بعد أسابيع قليلة أمام القضاء بتهمة سرقة ملايين المقالات العلمية والأدبية من خدمة "جستور" عبر الإنترنت لأرشفة منشورات جامعية وعلمية يمكن الوصول إليها فقط بموجب اشتراك. وكان يواجه احتمال الحكم عليه بالسجن 35 عاما وبدفع غرامة تصل إلى مليون دولار في حال إدانته، وحملت عائلته وأصدقاؤه القضاء ومعهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا (إم آي تي) الذي يقف وراء الملاحقات المسؤولية عن انتحاره. وقبل سنتين باشر مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) تحقيقا في حق الشاب الذي نشر وثائق للمحكمة الفدرالية الأمريكية لا يمكن الوصول إليها عادة إلا عبر دفع مقابل مادي. وفي عام 2008 كان ينبغي دفع ثمانية سنتات من الدولار على كل صفحة، وفي أقل من ثلاثة أسابيع تمكن من تحميل أكثر من 18 مليون صفحة تقدر قيمتها بحوالي 1.5 مليون دولار.