Windows 8 أحدث عضو في عائلة إصدارات نظام Windows أحمد جمال الدين يعتبر Windows 8 أحدث عضو في عائلة إصدارات نظام التشغيل المعروف Windows لشركة Microsoft، وقد صاحب هذا النظام المختلف كليا الكثير من الأنباء والتوقعات منذ الإعلان عنه للمرة الأولى في معرض CES 2011، حيث تطلع كل من الخبراء والمستخدمين لمعرفة ما ستقدمه شركة "بيل جيتس"، خصوصا وأن منصة الكمبيوتر الشخصي التي هيمن عليها نظام Windows بدأت منصات أخرى مثل الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية تسحب من تحتها البساط. حرصت Microsoft على توفير العديد من العناصر لضمان نجاح نظام Windows 8، الذي طرحته رسميا في الأسواق يوم 26 أكتوبر الماضي، فقدمت تجربة استخدام مختلفة كليا عما سبقها من إصدارات Windows عبر واجهة متوافقة بشكل أفضل مع شاشات اللمس تحديدا، إلى جانب تقديمها لمتجر Windows Store، الذي سيوفر مكانا للمستخدمين يمكنهم أن يحصلوا أو يشتروا من خلاله التطبيقات المتوافقة مع النظام. ولكن ما الأجهزة التي يمكنها تشغيل نظام Windows 8؟ يمكن القول بكل بساطة إن جميع الأجهزة التي تعمل وفق نظامي Windows 7 أو حتى Windows Vista وتحديدا بوضوح (768 × 1024 بكسل) يمكنها أن تقوم بتشغيل Windows 8 بكل سهولة، وذلك بحسب ما جاء في عدد شهر ديسمبر من مجلة Active Computer، وبالنسبة للذين ما زالوا يستخدمون نظام XP فإن Microsoft أوضحت عبر موقعها الإلكتروني المتطلبات الأدنى العامة التي يجب توافرها في أي جهاز: - المعالج: يجب أن يعمل بسرعة 1 جيجاهرتز أو أسرع - الذاكرة العشوائية: 1 جيجابايت (بالنسبة لمعمارية 32 بت) أو 2 جيجابايت (بالنسبة لمعمارية 64 بت). - المساحة المطلوبة على القرص الصلب: 16 جيجابايت على الأقل (بالنسبة لمعمارية 32 بت) أو 20 جيجابايت (بالنسبة لمعمارية 64 بت). - بطاقة الرسوم: يجب أن تدعم برنامج الرسوم DirectX 9. كما قدمت Microsoft على موقعها الإلكتروني مجموعة من الشروط الأخرى التي يجب توافرها للاستفادة من خصائص أخرى محددة، فعلى سبيل المثال أوضحت أن الوصول لمتجر التطبيقات وتنزيل وتشغيل البرامج المختلفة يتطلب شاشة تدعم وضوح (768 × 1024 بكسل) على الأقل، وأيضاً أوضحت أن الاستفادة من قدرات اللمس لنظام Windows 8 يتطلب إما جهاز كمبيوتر لوحي أو على الأقل شاشة تدعم خاصية اللمس المتعدد. ومن ناحية أخرى، ركزت Microsoft على جعل عملية الترقية Upgrading عبر الإنترنت سهلة للغاية، مع شرح تفصيلي على موقعها الإلكتروني لكيفية عمل أسطوانة تحميل bootable CD ببساطة إذا ما أراد المستخدم ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن عملية الترقية من نظام Windows 7 ستحافظ للمستخدم على ملفاته الشخصية والإعدادات وأيضا البرامج التي قام بتثبيتها، أما الترقية من نظام Vista فستحفظ للمستخدم الملفات الشخصية والإعدادات الخاصة بنظام التشغيل، وهي الميزة التي سيحرم منها مستخدمو XP والذين لن يحتفظوا فقط سوى بملفاتهم الشخصية الموجودة بالمجلدات الأساسية للمستخدم مثل Documents وPhotos وMusic وVideos، أما بقية البيانات فسيتم حذفها، لذلك يجب عمل نسخ احتياطية من الملفات قبل الشروع في عملية الترقية، بحسب مجلة Active Computer أيضا. تشبه عملية تثبيت Windows 8 كثيرا تلك الخاصة بWindows 7، حيث تحتاج 30 دقيقة تقريبا، ولكن الاختلافات تبدأ في الظهور عند عملية إعداد حساب للمستخدم، حيث يشجع النظام الجديد على استخدام الحسابات الأخرى الخاصة بالمستخدم على خدماتMicrosoft الأخرى. ويبقى السؤال الأهم بالنسبة لكل مستخدم ما النسخة المناسبة لاحتياجاتي؟ يعتمد الرد على هذا التساؤل من المستخدم التعرف بشكل مبسط عن النسخ المختلفة التي طرحتها Microsoft من نظام Windows 8 وهي كما وردت في موسوعة Wikipedia تنقسم إلى أربع نسخ رئيسية: 1- Windows 8: هي النسخة الأساسية لنظام Windows 8، متوافقة مع معماريتي IA-32 وx64، وتحتوي هذه النسخة على مجموعة من الخصائص التي تستهدف أساسا المستخدمين في المنازل، وتقدم في نفس الوقت جميع المزايا الأساسية الجديدة لنظام Windows 8 مثل شاشة Start الجديدة وقدرات "الزووم"، مع النوافذ المسطحة الحية، إلى جانب متجر التطبيقات وإنترنت إكسبلورر 10، وإمكانية الاتصال أثناء وضع الاستعداد، مع ربط حسابات Microsoft مع الحساب المحلي على نظام Windows 8، وغيرها من الخصائص الأخرى. 2- Windows 8 Pro: يمكن مقارنة هذه النسخة بالإصدارات المتقدمة من Windows 7 مثل Professional وUltimate، حيث إنها موجّهة للمستخدمين الأكثر تمرسا وخبرة، كما أنها قد تكون مناسبة لبعض بيئات العمل لما تقدمه من مزايا، خصوصا أن تضم بعض الخصائص الإضافية مثل إمكانية Remote Desktop، والاشتراك في أحد نطاقات Windows Server، ونظام تشفير الملفات Encrypting File System، وخاصية Hyper-V لعمل البيئات الافتراضية، وخصائص أخرى مثل Virtual Hard DiskوBitLocker، في حين ستتوافر خاصة Windows Media Center كحزمة برمجية مستقلة. 3- Windows 8 Enterprise: توفر هذه النسخة جميع الخصائص الموجودة في النسخة السابقة مع مجموعة من المزايا الإضافية التي تساعد وتدعم البيئة التقنية العامة داخل الشركات والمؤسسات، علما أن هذه النسخة كانت أول نسخ Windows 8 التي تتوافر للعملاء وكان ذلك في شهر أغسطس الماضي. 4- Windows RT: تتوافر هذه النسخة بشكل مثبت مسبقا على الأجهزة التي تعتمد على معالجات ARM، على غرار الأجهزة اللوحية، من شأن هذه النسخة أن توفر للمستخدم مجموعة منوعة من أسطح المكتب التي تدعم العمل باللمس لتطبيقات الأساسية في مجموعة Office 2013 المكتبية (Word وExcel وPowerPoint وأيضا OneNote)، كما أنها تتكامل مع قدرات التشفير في كل جهاز، ولكنها في نفس الوقت تفتقد لمجموعة من الخصائص والوظائف المطلوبة في بيئات العمل والمكاتب. * ملحوظة: يختلف Windows 8 عن نظامي Windows 7 وVista حيث لا يقدم إصدارات Starter أوHome Basic أو Home Premium أو حتى Ultimate. ومع مرور 3 أشهر تقريبا على توافر النظام بشكل عام أمام المستخدمين وخبراء التقنية فقد تم رصد مجموعة من مزايا وأيضاً عيوب هذا النظام، وعلى الرغم من بعض الآراء السلبية المتعلقة به فإن أغلبها يعود إلى حداثة Windows 8 وأيضا لأن حجم التغيير كان كبيراً بشكل ملحوظ وهو ما لم يألفه المستخدم حتى الآن، وفي السطور القليلة المقبلة سنرصد أهم المزايا وأبرز العيوب، كما رصدها موقع CNET ومجلة Active Computer: أولاً: المزايا 1- نظام جديد للملفات يتضمّن Windows 8 نظاما جديدا للتعامل مع الملفات يسمى ReFS، ويقدم تقريباً نفس مزايا نظام NTFS، مع بعض الإضافات المفيدة حيث يضمن في الأساس صحة البيانات ويقوم بإصلاح المناطق المعيبة من وحدة التخزين الرئيسية. أصبحت عملية إصلاح النظام مجددا أمرا أسهل مع نظام ReFS من خلال مجموعة متدرجة من المستويات الخاصة بإعادة تثبيت النظام، دون الحاجة للقيام بالعملية بشكل جذري، ويتم التحكم في هذه المستويات عبر مجموعة من الخيارات. 2- Office أسرع كثيرا مع Windows 8 يمكن القول بأن Office 2013 يعتبر من مزايا النظام الجديد حيث يضمن له بيئة عمل أكثر استقرارا وأعلى سرعة بشكل ملحوظ، كما أن التكامل مع خدمة SkyDrive يعتبر ميزة إضافية تقدمها Microsoft لمستخدميها. يرجع هذا الأمر إلى التوافق التام بين بناء وتصميم 2013Office وWindows 8، كما أن النظام يمنح المستخدم إمكانية تسريع الأداء عبر الاعتماد على الذاكرة الخاصة بمعالج الرسوم الداخلي. 3- المتجر الخاص واكبت Microsoft متاجر التطبيقات مثل Android وMac فقدمت لمستخدمي Windows 8 متجر متكامل يسمى Windows Store يضم العديد من البرامج (أكثر من 8 آلاف تطبيق) يتسم بالنظام والترتيب حيث تم تقسيم التطبيقات وفق عدة فئات، ومن المتوقع أن تزيد مع الوقت. وحرصت Microsoft على جعل واجهة المتجر مماثلة لواجهة الاستخدام بحيث يألف المستخدم تلك الواجهة الجديدة، كما يقدم المتجر قسما خاصا للمواد الموسيقية ومواد الفيديو المختلفة. يشار إلى أن نظام Windows 8 يأتي محملا بنحو 20 تطبيقا مختلفا أبرزهم: Mail وPeople وCalendar، إلى جانب تطبيقات أخرى تقليدية مثل Video وMusic وPhotos. 4- الشكل الجديد يصدم Windows 8 بشكل مباشر المستخدم بمجرد دخوله إلى سطح المكتب، حيث إن سطح المكتب بشكله التقليدي وشريط المهام قد اختفيا تماما وتم استبدال الأيقونات المختصرة shortcuts إلى مربعات tiles مميزة بألوانها، وذلك ضمن تصميم جديد يسمى Modern يعمل بشكل جيد مع لوحة المفاتيح و"الماوس" على عكس ما أشيع أثناء مرحلة التطوير، حيث كان الزعم أنها تعمل بشكل مناسب فقط مع شاشات اللمس. يمكن بإيجاز التأكيد على أن الواجهة الجديدة تقدم تجربة استخدام مختلفة كلياً، وسيكتشف المستخدم بنفسه العديد من الاستخدامات الجديدة لوحدات "الماوس" ولوحات المفاتيح وأيضا للأشرطة الجديدة التي تتوافر على الشاشة. 5- حماية قصوى استطاعت Microsoft حشد أكبر عدد من المزايا في Windows 8، حيث يعتبر الأعلى توافقا مع التقنيات الحديثة مثل USB 3.0 وتقنية NFC وأيضا الحوسبة السحابية، ولكنها لم تغفل مسألة الحماية بشكل عام. اتسع مفهوم الحماية ليصل إلى المعلومات الشخصية ووحدات التخزين، فقدم النظام الجديد خاصية File History التي تقوم بعمل نسخ احتياطية من أهم الملفات الشخصية للمستخدم. ظهرت خاصية أخرى مميزة تسمى Storage Spaces، وهي خاصية مسئولة عن التعامل مع جميع وحدات التخزين كوحدة واحدة، وهو ما يقلل من فرص إصابة أي منها بعطب، كما أنها تسهل من عملية متابعة حالاتها بصورة متواصلة. أما الحماية من الفيروسات والبرمجيات الخبيثة فتظهر أيضاً قوية في Windows 8 من خلال خصائص أمنية متقدمة أبرزها Secure Boot، إلى جانب إضافة قدرات إضافية للحماية من الفيروسات في برنامج Windows Defender ليعمل ضمن منظومة أمنية متكاملة تقدمها حزمة Security Essentials الأمنية لشركة Microsoft، التي بدأت على الفور بطرح التحديثات الأمنية للنظام فور طرحه، وكان ذلك يوم 13 نوفمبر الماضي حيث عالجت 3 مشاكل صنفتها بالخطيرة. ثانيا: العيوب 1- عناصر مفتقدة يلاحظ المستخدم أن بعض العناصر التي اعتاد تواجدها في الإصدارات السابقة من نظام Windows قد اختفت للأبد ومن أهمها قائمة Start وأيضا شريط المهام وسطح المكتب، وهي عناصر من شأنها أن تُشعر المستخدم بالارتباك خصوصا في بدايات استخدامه للنظام الجديد. كما أن هناك تغييرات أقل تأثيرا ولكنها قد تساهم في إحساس "الغربة" في النظام الجديد؛ على غرار تلك التغييرات التي طرأت على برنامج Windows Media Player وWindows Media Center. 2- لا يمكن عمل Uninstall لنظام Windows 8 لا يمكن الرجوع في عملية الترقية للنظام الجديد من خلال إزالة التثبيت، والحل الوحيد هنا للعودة مجدداً إلى إصدار آخر أقدم من Windows يكون من الصفر أي بمسح ملفات النظام الجديد والبدء في تثبيت الإصدار الأقدم. هناك أيضا طريقة أخرى تعتمد على نسخ "صورة" من النظام القديم قبل البدء في الترقية إلى Windows 8، وهي مهمة تبدو سهلة للغاية في النظام السابق Windows 7 وتحديدا من خلال الأمر Create a system image في الأداة Backup. 3- سلبيات أخرى يحتاج النظام الجديد للكثير من الوقت للتدريب عليه واعتياده، وهو ما يعتبر أمرا سلبيا خصوصا لمن ليس لديهم الصبر والرغبة في معايشة تجربة استخدام مختلفة كليا عما ألفه المستخدم طوال السنوات الماضية. هناك سلبية أخرى تتمثل في حاجة الشركات لتحديث مكونات أجهزتها للاستفادة من واجهة الاستخدام اللمسية. الخلاصة النهائية: يمكن الجزم بأن Windows 8 خطوة طموحة للأمام من قبل Microsoft، قد تحتاج بعض الوقت ليعتادها المستخدم، ولكنها بالقطع تحمل معها الكثير من المزايا والإيجابيات المستقبلية التي ستجبر المستخدم بمرور الوقت على التعايش مع سلبياته "المحدودة"، خصوصا أن Microsoft بذلت بالفعل كل ما تستطيعه لإرضاء أكبر قطاع من المستخدمين، وأبرز دليل على ذلك دعم النظام الجديد لإمكانية تشغيل البرامج التي تعمل على النظام السابق Windows 7.
