لم تعد الرحلة إلى أميركا مختلفةً عن باقي دول العالم، بل هي الآن محفوفة بالورود، وفي رواية دبلوماسية هي الآن كأي رحلة يقصدها المسافر إلى مختلف الوجهات الدولية في العالم، بل إن المدّة الزمنية التي تستغرقها قنصليات السفارة في السعودية لا تتجاوز الساعة الزمنية لاستقبال طلبات التأشيرة وإجراء المقابلات الشخصية للمتقدّمين الراغبين في السفر، ومع ذلك فإن معايير استخراج التأشيرات لم تتغير وما تغير فقط هو الطريقة والإجراءات بحسب سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في السعودية. "إيلاف" تجوّلت داخل أروقة القنصلية الأميركية في العاصمة السعودية الرياض، ووقفت على سير العملية الدبلوماسية وكيفية إنهاء إجراءات التأشيرة للمواطنين والمقيمين الراغبين في السفر للولايات المتحدة الأميركية، وكذلك الراغبين في استخراج تأشيرات الهجرة إلى أميركا، والذين يشكّل المقيمين فيها أكثرية بخلاف السعوديين بحسب القنصلية الأميركية في الرياض. الطريق محفوفاً بالورود: وألمح رئيس قسم التأشيرات لغير الهجرة السيد روبن بوس إلى أن الولاياتالمتحدة الأميركية تتوقع أن تعاملها الحكومة السعودية بالمثل في ما يتعلق بالمدّة المتاحة لتأشيرات العمل والسياحة والزيارة وغيرها، في حين تمنح الحكومة الأميركية تأشيرات للراغبين في السفر إليها تصل إلى خمسة أعوام أحياناً. بوس أكّد في معرض حديثه أن الهواجس السابقة لدى الأميركيين عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر انتهت ولم تعد تؤثر على العلاقة الثنائية بين السعودية والولاياتالمتحدة، نافياً أن تكون الإجراءات الاحترازية السابقة والسماح بنسب محدودة من المواطنين السعوديين دخول الأراضي الأمريكية بسبب أحداث سبتمبر. واضاف "كل دول العالم لها الحق في أن تعرف من هو الشخص الذي سيأتي إليها، ومع ذلك فإن معايير استخراج التأشيرات لم تتغير وما تغير فقط هو الطريقة والإجراءات". 55 ألف مهاجر لأميركا سنوياً ولكن بالقرعة: من جانبها، أشارت القنصل الأميركي في سفارة الولاياتالمتحدةبالرياض السيدة سيسيليا الخطيب إلى أن الولاياتالمتحدة الأميركية تقوم بعمل قرعة عشوائية سنوياً وذلك لتحقيق رغبات الهجرة إليها، حيث يتم اختيار 55 ألف شخص من أنحاء العالم كل عام، مؤكّدةُ في حديثها ل"إيلاف" أن الغالبية العظمى من الذين تقدّموا يرغبون في الحصول على تأشيرات الهجرة من القنصلية الأميريكة في الرياض مواطنين غير سعوديين، في حين ذكرت السيدة سيسيليا بأنه لا تتوفر لديها إحصائية تشير إلى ذلك. "المسافر الموثوق" و"المسافر غير الموثوق": القائمون على العمل في القنصلية الأميركية بالرياض تداولوا مصطلحاً يحمل نوايا مختلفة وهو "المسافر الموثوق" و "المسافر الغير موثوق"، في حين أكّدوا أن المملكة العربية السعودية لم تدخل حتى الآن هذا البرنامج والذي سيتم البدء في تطبيقه بعد ستة أشهر وهو نتاج للمداولات الأمنية التي جرت خلال زيارة وزير الداخلية السعودية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز للولايات المتحدة مؤخراً، حيث بات في مقدور السعوديين المغادرين إلى أميركا الدخول إليها دون أن يُحالوا لعمليات تفتيش إضافية كما كان سائداً. أما "المسافر الغير موثوق" فإنه مصطلح تطلقه الحكومة الأميركية على حالات قد تشمل الأشخاص والسلع، والتي تتطلب تفتيشا إضافيا لتحديد إذا ما كان مسموحا بدخولها؛ والأشخاص المطلوبين أمنيا أو الصادرة بحقهم أوامر قبض والأشخاص الذين يخضعون إلى إجراءات إدارية إضافية مثل المهاجرين القادمين لأول مرة، أو أولئك الأشخاص الذين يصرحون بمبالغ نقدية كبيرة أو سلع تجارية بكميات كبيرة أو لتطبيق إجراءات التفتيش العشوائية الروتينية، وهذه الإجراءات يخضع لها جميع المسافرين بغض النظر عن بلد القدوم. إحصاءات 2012: أشارت السفارة الأميركية في السعودية الى أن عدد التأشيرات التي منحتها زادت في عام 2012 بنسبة 20% عن عام 2011 في حين أن92.4 % من مجموع طلبات تأشيرات الأعمال والسياحة للمواطنين السعوديين في أرجاء العالم تمت الموافقة عليها بينما بلغت طلبات تأشيرات غير الهجرة في السعودية 29% وكانت جميعها لتأشيرات دراسية. السفر والأمن معاً: سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية في الرياض أكّدت أن إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية تقوم بإجراء عمليات تفتيش لجميع المسافرين القادمين للولايات المتحدة باستخدام نظام حديث قائم على أساس تقدير المخاط، ولأجل تسهيل إجراءات قدوم المسافرين إلى الولاياتالمتحدة مع الحفاظ على حدود الولاياتالمتحدة آمنة في الوقت ذاته، تستخدم إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية نظام ادخال بيانات آلي متقدم لإدخال البيانات الأمنية ووثائق البصمة البيولوجية الجديدة. واستحدثت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية برامج المسافر الموثوق به التي تسهل عملية دخول المسافرين الذين يزورون الولاياتالمتحدة بصفة متكررة والذين خضعوا من قبل لمراجعة بياناتهم الشخصية والبيولوجية. كيف يكون الطريق إلى أميركا محفوفاً بالورود؟ يتلخّص ذلك من خلال برامج إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية للمسافر الموثوق به، حيث تقوم القنصليات بتعزيز قدرة الإدارة على تسريع وتسهيل عملية إجراءات دخول القادمين إلى الولاياتالمتحدة الموثوق بهم وبمخاطر أقل. هذه البرامج تسمح بتسريع إجراءات الموافقة المسبقة لدخول المسافرين الذين يتمتعون بمخاطر أقل في نقاط الدخول الأميركية. وهي في الواقع تسرع وتسهل عملية دخول الملايين من الزوار ورجال الأعمال للولايات المتحدة. كما تمنح مسؤولي إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية وقتا إضافيا للتركيز على المسافرين غير المعروفين الذين قد يشكلون مخاطر عالية، بينما تقلل من التأخير في إجراءات الدخول وتمنح أيضا مزيدا من الثقة أثناء السفر. دفع السفر الدولي إلى الأمام تشمل برامج إدارة الجمارك والحدود الأميركية للمسافر الموثوق به ما يلي:Global Entry "البرنامج العالمي للدخول الميسر" وأنظمة "سنتري"SENTRI، "فاست" FAST، و"نكساس"NEXUS. يتمتع المسافرون القادمون في نطاق البرنامج العالمي للدخول الميسر بفوائد جمة وبإجراءات دخول سريعة في مطارات أميركية دولية معينة مثل عدم الوقوف في صف طويل وعدم ضرورة تعبئة استمارات الدخول، وخفض فترة الانتظار. وبالرغم من أن البرنامج العالمي للدخول الميسر يعنى أساسا بالمسافرين الذين يترددون على زيارة الولاياتالمتحدة بصفة متكررة، فإنه لا يوجد حد أدنى لعدد الزيارات اللازمة للتأهل للبرنامج. كما يبسط البرنامج العالمي للدخول الميسر كثيرا عملية إجراءات الدخول في المطارات، حيث يسمح للمسافرين في نطاق هذا البرنامج باستخدام كابينات الدخول في مطارات محددة للقيام بإدخال بيانات جواز السفر والبصمة البيولوجية الشخصية والإعلانات الجمركية آليا من دون الوقوف في صفوف الهجرة والجمارك.