المكلا - تريم / علاء مولى الدويلة في حشد جماهيري كبير شهدت مدينة تريم عصر أمس الأحد 28/ يناير / 2013م تشييع جثمان العم فرج كرامة عبيد باجبير الملقب (عنكيز) بعد أن وافته المنية ليلة السبت الساعة 11 مساءً عن عمر ناهز المائة وسبع سنوات تقريبا مخلفا وراءه سجلّا حافلا بالعطاء والإخلاص . غادرنا في هدوء حيث بساطته المتناهية في الحياة سمة عرفناه بها . ألزمه المرض بيته في السنوات الأخيرة من عمره مما اضطره أن يكون طريحا للفراش لما تبقى له من الحياة . يعتبر (العم فرج) شخصية اجتماعية فذة حازت على محبة الجميع فهو كما عرفه المجتمع إنسان يحب الخير والمبادرة لمد يد العون فقد شهدت له أفراح وأتراح المدينة عن دماثته وأخلاق روحه العالية . العم فرج رحمه الله اشتهر بمزاولته عادة التسحير فهو يعتبر (المسحراتي الأول) للمدينة حيث ارتبطت شخصيته الطيبة بروحانية ليالي شهر رمضان المبارك حتى أصبح يعتبر من الطقوس والعادات الرمضانية الثابتة ، ففي كل عام ينتظر الأهالي والأطفال طقطقات طبلة (طاسة) العم فرج وهو يتجول في شوارع وأزقة المدينة . إلى جانب ذلك فقد امتهن العم فرج طيلة حياته حرفة (الدباغة) فهو يعد من أقدم وأبرز المتخصصين في شد وتصميم الطبول المستخدمة في الألعاب الشعبية بالمدينة. حيث كان في السابق يشغل منصب المقدم في لعبة الشبواني بحافة النويدره بتريم . ومنذ عام 1970م تقريبا أخذ على عاتقه مسؤولية الاهتمام والإشراف على مسجد (باحبليل) في النويدره ، فله الفضل في إعادة الروح لذلك المسجد في تلك الفترة التي كان فيها المسجد مهجورا ولم يعد يصلي فيه أحد منذ وقت طويل ، فالعم فرج رحمه الله قدم كل ما بوسعه من أجل إحياء المسجد من جديد ليكون عامرا بالمصلين والمعتكفين . الجدير بالذكر أن العم فرج رغم كفاحه في الحياة وتقديمه أروع أمثلة للحب والتفاني في خدمة تريم وأهلها إلا أنه لم يلق أي اهتمام من قبل الجهات المختصة حتى في أواخر أيام حياته بعد أن تعرّض لكسر في رجله حيث لم يحصل على مساعدة لا من جهة حكومية ولا حتى من قبل الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني .