الخرطوم (وكالات) - لم تستبعد وزارة الخارجية السودانية أن تكون هناك دوائر أميركية ولوبيات الضغط الصهيونية في دول غربية تقف وراء تعنت حكومة جنوب السودان في المفاوضات الأخيرة بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، متهمة جوبا بالسعي لنقل الملف لمجلس الأمن. وقال المتحدث باسم الوزارة، السفير العبيد مروح، في تصريحات للمركز السوداني للخدمات الصحفية(سي ام سي) - وكالة أنباء أمنية موازية للوكالة الرسمية (سونا) - إن حكومة الجنوب تسعى لنقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي، وفق الإستراتيجية الأميركية. وأثنى مروح على قرار قمة مجلس السلم والأمن الإفريقي التي أنهت أعمالها مؤخراً بأديس أبابا، وأعطت مهلة إضافية لمدة ستة أشهر لمواصلة المحادثات بين البلدين. وشدد على أن القرار نتاج لنجاح الدبلوماسية السودانية بإبقاء ملف المفاوضات في إطاره الإفريقي، وأشار إلى أنها استطاعت قيادة حملة نشطة ساهمت في القرار الأخير. ورأى مروح أن النجاح جاء لعوامل عدة، من بينها اختيار السودان للوقوف خلف التاريخ والوقائع التي ينبغي أن تؤسس عليها الحلول، وذلك بتأكيد قدرة الأفارقة على حل مشكلاتهم الداخلية ذات التعقيدات التي يصعب أن تحل في الإطار الدولي. ووصف آليات الحل الدولية في الشأن الإفريقي بالقاصرة، مؤكداً أن النجاح استند إلى رغبة السودان في إقامة علاقات حسن جوار تقوم على الحلول المشتركة حتى لا يؤسس لعلاقات صراع في المستقبل. وقال مروح إن الدولتين مطالبتان بتعزيز الإرادة السياسية لإيجاد حلول مشتركة على المدى البعيد. وأشار إلى أن السودان استطاع أن يحد من التدخلات الدولية عبر الدبلوماسية النشطة، مما جعل الأفارقة يؤمنون على موقفه بإبقاء الملف في إطاره الإفريقي، لاسيما أن دوائر مؤثرة في الولاياتالمتحدة والدول الغربية ولوبيات الضغط الصهيونية ظلت تعمل لإحالة ملف التفاوض إلى مجلس الأمن، استناداً للقرار (2046). وقال مروح إن الطرفين باتا قريبين في الوصول لمصفوفة تنفيذ الاتفاق المشترك، داعياً دولة الجنوب بعدم المراهنة على البعد الخارجي. وأضاف: «ينبغي على حكومة الجنوب أن تؤكد رغبتها في إقامة علاقات جوار آمنة، بتطبيق جملة الاتفاقيات التي توصلت إليها في قمة الرئيسين عمر البشير وسيلفا كير ميارديت في سبتمبر الماضي». وتابع: «إهدار الوقت لا يجدي وعليهم الانخراط في تفاوض جدي». وأقر المتحدث باسم الخارجية بوجود بطء في عملية التنفيذ، وعزا ذلك إلى التردد المستمر لحكومة الجنوب والتدخل الدولي الذي يريد الانحراف بمسار القضية. وقال إن السودان سيصبر على عملية التفاوض إيماناً منه بأهمية العلاقة بين الطرفين. وأضاف «أن عدالة القضية وبناء علاقات جيدة بين الطرفين، بجانب فهم الأفارقة لعدم تدويل القضية، سيمنعان إحالة ملف التفاوض إلى مجلس الأمن». ولفت مروح إلى أن بيان مجلس السلم والأمن الافريقي طالب الوساطة بتقديم تقرير متكامل في مارس المقبل عن التفاوض منذ ما قبل الانفصال. من ج انب اخر قالت الأممالمتحدة وشهود عيان إن ألفي شخص اضطروا للجوء إلى قاعدة للمنظمة الدولية، بعد أن أشاعت معركة بين جنود من جيش جنوب السودان وحراس قائد سابق للمتمردين الدمار في بلدة صغيرة. واستقل جنوب السودان عن السودان في 2011، لكن الحكومة تجد صعوبة في بسط سيطرتها على الدولة التي تعج بالسلاح بعد حرب أهلية استمرت عشرات السنين مع الشمال. وذكر شهود العيان أن القتال اندلع في بلدة بيبور بولاية جونقلي في شرق البلاد بين جنود من جيش جنوب السودان وبين حراس قائد المتمردين السابق جيمس كوبرين. وكان كوبرين قائداً عسكرياً لمجموعة يتزعمها ديفيد ياو ياو، وهي واحدة من ميليشيات عدة تقاتل حكومة جنوب السودان، لكنه انشق عنها، وانضم للجيش في ديسمبر. وقال شهود العيان إن كوبرين ذهب إلى سوق بيبور لقص شعره، وطلبت منه دورية للجيش عدم التجول مع حراس مسلحين. وقال شاهد عيان يدعى بيتر جازولو إن أحد الجنود كان معه قنبلة يدوية. وقال ل(رويترز) هاتفيا «حاول أحدهم انتزاعها منه وتصارعا عليها فانفجرت. لقي الرجل حتفه، وفتح الباقون النار على الحراس ففروا». وأضاف «أطلق الجيش النار بلا تمييز، وأحرق نصف بلدة بيبور. كانوا يطلقون النار على المدنيين». وتابع «في أحد المنازل احترق والد صديقي حياً. لا تزال الجثة هناك». وأضاف أن أشخاصاً عدة جرحوا. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة قويدر زروق إن نحو ألفي شخص فروا من البلدة، التي تتألف في الأساس من منازل مسقوفة بالقش، طلباً للحماية في قاعدة لحفظ السلام.