بيروت: اتهمت المعارضة السورية المجتمع الدولي بتشجيع النظام على مواصلة انتهاكاته في سوريا، وذلك غداة العثور على حوالى ثمانين جثة في نهر في مدينة حلب في شمال سوريا لشبان مصابين بمعظمهم برصاصات في الراس. وكان مصدر اعلامي سوري رسمي حمل جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة مسؤولية "الاعدام الجماعي" في حلب، في وقت دعا الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي من نيويورك مجلس الامن الدولي الى التحرك بشكل سريع لان سوريا "تدمرت شيئا فشيئا" نتيجة النزاع المستمر منذ اكثر من 22 شهرا. في الكويت، افتتح الاربعاء مؤتمر للدول والجهات المانحة يهدف الى جمع مبلغ مليار ونصف مليار دولار لمساعدة المدنيين السوريين الذين يعانون جراء النزاع. وعبر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في بيان صدر عنه الليلة الماضية "عن صدمته بالمجزرة الجديدة المروعة التي ارتكبها نظام الأسد بحق المدنيين الآمنين من ابناء الشعب السوري والتي راح ضحيتها ثمانون مواطنا في بستان القصر في حلب (...) في ما يبدو اعدامات ميدانية جماعية". واكد ان "التراخي العالمي المستمر تجاه انتهاكات حقوق الانسان في سوريا ما يزال يشجع القتلة على الاستمرار بجرائمهم، وان التهاون الشديد في مواقف الدول العظمى ازاء حماية السوريين العزل يعطي ضوءا اخضر لمرتكبي جرائم الابادة الجماعية في متابعة ما يقومون به". ودعا الائتلاف الى "حداد عام حزنا على ارواح الضحايا". كذلك ندد المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات الائتلاف، بالصمت الدولي الذي شجع على ارتكاب "المجزرة". وجاء في بيان صادر عنه "مطمئنا الى دعم قوى اقليمية ودولية، ومتأكدا من تخلي العالم عن واجبه الاخلاقي والسياسي تجاه الشعب السوري، قتل زبانية نظام الاجرام في سورية عشرات المدنيين بابشع الاساليب الوحشية واكثرها جبنا واثارة للغضب". ورأى ان "صمت العالم وعجزه المخادع عن لجم نظام القتل بلغ مرحلة بات من الممكن فيها للامور أن تخرج عن السيطرة بصورة تهدد المنطقة والعالم بأخطار جمة، وحينها لن ينفع الندم الصامتين والعاجزين". وكان مصدر اعلامي سوري رسمي اتهم مساء امس جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة بارتكاب "اعدام جماعي" في حق ضحايا حلب، مشيرا الى ان لا تواجد للجيش السوري على اطراف نهر قويق حيث عثر على الجثث. ونقلت عنه وكالة الانباء السورية "سانا" ان القتلى مدنيون كانوا مخطوفين لدى الجبهة، وان "الاهالي تعرفوا على اعداد ممن اعدمتهم جبهة النصرة الارهابية، واكدوا ان اختطاف ابنائهم كان بسبب رفضهم التعامل مع هذه الجبهة ومطالبتهم لارهابييها بمغادرة احيائهم السكنية". وكان مقاتلون على ضفة نهر قويق في حي بستان القصر الواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة افادوا وكالة فرانس برس امس عن انتشال 78 جثة من النهر، مشيرين الى استمرار وجود جثث اخرى. وقالوا ان "غالبية الجثث تحمل آثار رصاصة في الرأس، وبعضها مصابة بطلقات في الجسد"، وان عددا من الضحايا "ألقي بهم في المياه وهم ما زالوا احياء، وتوفوا غرقا". وقتل بعض الشبان قبل ايام على حد قولهم، فيما الغالبية "تم اعدامهم قبل وقت قصير". ودعا الابراهيمي مجلس الامن الدولي الثلاثاء الى التحرك لانهاء "مستويات غير مسبوقة من الرعب" تشهدها سوريا. وقال خلال عرض تقرير عن مهمته في سوريا التي لم تخرج حتى الان بأي تسوية يوافق عليها جميع الاطراف المعنيين، ان "المجلس لا يمكنه ان يكتفي بالقول نحن منقسمون، اذن فلننتظر اياما افضل. عليه ان يعالج هذه المشكلة الان". واشار الى ان سوريا "تدمرت شيئا فشيئا"، مضيفا ان شرعية الرئيس بشار الاسد "فقدت مصداقيتها بصورة لا يمكن اصلاحها" بعد نزاع اوقع اكثر من ستين الف قتيل، بحسب ما نقل عنه دبلوماسيون شاركوا في الاجتماع المغلق. في الكويت، تشارك 59 دولة في مؤتمر المانحين لمساعدة الشعب السوري، الى جانب وكالات تابعة للامم المتحدة ومنظمات غير حكومية. واعلنت الكويت والامارات الاربعاء في جلسة الافتتاح تقديم كل منها مساعدة بقيمة 300 مليون دولار. واعلنت البحرين تقديم مساعدات قيمتها 20 مليون دولار لصالح الشعب السوري، فيما تعهدت المانيا بتقديم عشرة ملايين يورو. ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في المؤتمر الوضع في سوريا بانه مأسوي، محذرا من ان الفشل في جمع الموارد اللازمة يعني ان "المزيد من السوريين سيموتون". وتقول الاممالمتحدة ان ما لا يقل عن 60 الف شخص قتلوا في النزاع السوري منذ انطلاق الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد في اذار/مارس 2011. وقتل الثلاثاء 150 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان الذي يقول انه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا للحصول على معلوماته. واعربت منظمة "اطباء بلا حدود" الثلاثاء عن الاسف كون عملية توزيع "المساعدة الدولية المقدمة الى سوريا تعاني من خلل خطير"، مؤكدة ان "المناطق الخاضعة للسيطرة الحكومية تتلقى القسم الاكبر من المساعدات الدولية، في حين لا تتلقى مناطق المعارضين سوى النذر اليسير". وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر من جهتها في بيان ان الوضع في سوريا وصل الى "مستويات غير مسبوقة من المعاناة"، مشيرة الى ان "لا شيء يوحي بنهاية قريبة للمعارك". واشارت الى ان على الصليب الاحمر والهلال الاحمر ان يجتازوا عوائق كثيرة لايصال المساعدات الى ضحايا النزاع، ابرزها الطرق المقطوعة والبنى التحتية المدمرة والمعارك العنيفة.