سيؤول (أ ف ب) - أطلقت كوريا الجنوبية أمس صاروخاً في محاولة لوضع قمر صناعي في المدار والدخول إلى نادي القوى الفضائية الآسيوية وسط توترات إقليمية متصاعدة ترجع جزئيا إلى نجاح كوريا الشمالية في تجربة إطلاق صاروخية الشهر الماضي. وانطلق الصاروخ وهو من طراز (كاي اس ال في-1) من تصميم روسي-كوري وزنته 140 طناً صباح أمس من قاعدة نارو (جنوب) بحسب مشاهد نقلتها المحطات التلفزيونية الكورية الجنوبية في بث مباشر. وكان الإطلاق أرجأ في أكتوبر ثم نهاية نوفمبر لأسباب تقنية في الطابق الأول الروسي من الصاروخ ثم في الطابق الثاني الكوري الجنوبي. وكان من المفترض أن يستمر الصاروخ في مسار تصاعدي تسع دقائق قبل أن ينفصل القمر الصناعي (ستاسات-2سي) الهادف إلى جمع معطيات حول الإشعاعات الكونية طيلة سنة حسب مسؤولين في البرنامج الفضائي الكوري الجنوبي. وتعول كوريا الجنوبية التي تطمح لتطوير صاروخ كوري جنوبي مئة بالمئة من ثلاثة طوابق قادر على نقل حمولة زنتها 1,5 طن بحلول 2021، على هذا البرنامج للانضمام إلى الصين والهند واليابان وهي الدول الآسيوية التي نجحت في إطلاق أقمار صناعية إلى الفضاء. وقد فشلت محاولتان سابقتان قامت بهما سيؤول. وفي 2009 بلغ الصاروخ المدار لكن خللاً منَعَه من نشر القمر الصناعي، وفي 2010 انفجر الصاروخ بعد إطلاقه. وقد تعثرت التطلعات الفضائية الكورية الجنوبية لفترة طويلة لأن حليفتها الأميركية كانت تخشى من أن تؤجج السباق نحو التسلح في شبه الجزيرة الكورية. ومن المفارقة أن كوريا الشمالية، المعزولة والمفلسة، هي التي سبقتها إذ نجحت في إطلاق صاروخ ووضع قمر اصطناعي في المدار في 12 ديسمبر الماضي. واعتبر الاختصاصي موريس جونز قبل الإطلاق إن هذا ما «شدد الضغط على الجانب الكوري الجنوبي أكثر من أي وقت مضى». وترى كوريا الجنوبية والدول الغربية إن الصاروخ الكوري الشمالي في الحقيقة صاروخ بالستي ينتهك قرارات الأممالمتحدة. وقد صوت مجلس الأمن الدولي بدفع من واشنطن ودعم من الصين على توسيع العقوبات المصدق عليها في 2006 و2009 بعد عملية إطلاق الصاروخ. وردا على ذلك، أعلنت بيونج يانج إنها تعتزم القيام بثالث تجرية نووية. وعملية الإطلاق الكورية الجنوبية الأخيرة هي آخر عملية إطلاق منصوص عليها في الشراكة الروسية الكورية التي تعهدت موسكو بموجبها إمداد كوريا الجنوبية بالطبقة الأولى لثلاثة صواريخ على أقصى تقدير.