في الوقت الذي يشهد إبداع لاعبينا المواطنين على المستويات الخليجية والقارية والأولمبية كافة، عبر منتخبنا الوطني بطل كأس الخليج، ما زلنا نشهد موجة «عبثية» من الانتقالات للاعبين الأجانب في دورينا على طريقة «كعب داير»، فمن كان يلعب للأهلي ويخرج، لأنه لا يفي بطموح «الفرسان» نجده ينتقل إلى الوصل، ومن كان يرتدي قميصاً في الجزيرة الموسم الماضي ويخرج، لعدم قدرته على إثبات نفسه، نجده ينتقل إلى نادٍ آخر في بداية الموسم التالي، ورصدنا 24 حالة من لاعبي ال «كعب الداير» في دورينا خلال استطلاع مبدئي قابل للزيادة، خاصة أننا ما زلنا في مرحلة الانتقالات الشتوية، وكل الاحتمالات تبقى واردة . وحتى تتعزز لدينا فكرة الفوضوية في تنقلات اللاعبين الأجانب، نجد أن أحد اللاعبين الذين تم التعاقد معهم في بداية مرحلة الانتقالات الشتوية، يجري الاستغناء عنه، قبل انتهاء الفترة ذاتها، وبعد مباراة واحدة في بطولة كأس المحترفين، ثم ينتقل لنادٍ آخر بدورينا في اللحظات الأخيرة لفترة الانتقالات نفسها، مروراً بعدد كبير من اللاعبين الذين انتقلوا من أندية لأندية أخرى لم يستفد منهم، ثم عادوا ليجدوا سوقاً رائجة لهم مع آخرين في بعض أنديتنا الأخرى، والقائمة طويلة وتشمل عدداً هائلاً من اللاعبين الأجانب الذين يستفيدون من تلك الظاهرة، على حساب اللاعبين المواطنين الذين ما زلوا يبحثون عن الفرصة، وسوف يبقون كذلك ما دامت إدارات الأندية تتبع الطريقة نفسها في اختيار الأجانب ومنحهم كل الفرص. وللدخول مباشرة في الموضوع، وعرض أمثلة استقصائية سوف نبدأ من انتقال اللاعب الكاميروني إيمانا من الأهلي إلى الوصل، بعد نهاية الدور الأول من منافسات دوري المحترفين، وهنا لا أحد يعرف لماذا تم الاستغناء عنه بعد 4 أشهر فقط، من تجديد عقده في بداية الموسم، ولا أحد يعرف لماذا انتقل إلى «الفهود» الذي كان مكتمل الأجانب في الدور الأول من الدوري، وهو النادي نفسه الذي صنع الكثير من الدعاية عند الإعلان عن صفقاته المدوية المتوالية في بداية الموسم، وهنا لا يستطيع أحد أن يشكك في قيمة لاعب دولي مثل إيمانا، لكننا يجب أن نتوقف عند أسباب استبعاده من الأهلي، والتي يفهم منها أنه لم يكن على مستوى الطموح، ونتوقف أيضاً عند الاستعانة به في الوصل لدعم الصفوف في الوقت نفسه؟ بين «العنابي» و«الفهود» ومن إيمانا الوصل ننتقل إلى محمد الشيبة لاعب الوحدة الذي كانت دائرة تحولاته بين الأندية أوسع، حيث بدأ في «قلعة الإمبراطور»، ثم تحول منها إلى «العنابي»، ومن الوحدة إلى «الفهود» مرة أخرى، ثم إلى «العنابي» مرة ثانية، وكان مطروحاً أن تتم إعارته إلى الظفرة في بداية الموسم، إلا أنه رفض، فتمت إعارة الأردني أنس بني ياسين بدلاً منه إلى «فارس الغربية»، وقبل أن يبدأ الموسم أصيب الشيبة بقطع جزئي في الرباط الصليبي ليبتعد عن الملاعب حتى تاريخه، ويستبعد من قائمة الوحدة في فترة الانتقالات الشتوية لينضم الأسترالي دينو بدلاً له. المهم في الأمر أن محمد الشيبة أخذ كل تلك الدورة في 3 مواسم فقط، ولم تكن المبررات واضحة في أي إدارة تعاقدت معه أو أعارته أو قامت بالاستغناء عنه، ومن الوارد أن نجد الشيبة قريباً في أحد أنديتنا الأخرى ما دامت مرحلة الانتقالات ما زالت مفتوحة. ... المزيد