أعادت الممثلة الشابة آن هاثاواي (30 عاماً) صياغة شخصية "فانتين" في رواية "البؤساء" بشكل أكثر إتقاناً من خلال أدائها في فيلمها الأخير الذي يحمل الاسم نفسه، والذي نالت عنه جائزة "الغولدن غلوب" كأحسن ممثلة مساعدة، وهو الدور الذي غير من مظهرها بعد خسارتها 11 كيلوغراماً من وزنها وقص شعرها، كما يتسبب لها بالبكاء كلما شاهدت نفسها تؤدي دور الأم التي تفارق الحياة بعد صراع مع المرض لتترك ابنتها الصغيرة للمجهول . عن اختيارها للدور وما الجديد الذي أضافته للشخصية البائسة، كان ل"لوس أنجلوس تايمز" معها هذا الحوار . . ألم يقلقك لعب دور فانتين الذي تم أداؤه في العديد في أفلام "البؤساء" السابقة؟ - إطلاقاً، فكل فيلم له ما يميزه عن غيره، وبالنسبة لشخصية "فانتين" فإنها محور مهم في مجريات الأحداث، وللأسف لم تحظ باهتمام في الماضي، ولأن ظهورها يقتصر على مظاهر الفقر والبؤس التي تتمحور حولها الرواية، كان لابد من إضفاء المزيد من التميز على الشخصية، كما أن الفيلم الجديد ارتكز بشكل مباشر على الأداء الصوتي، لذا اعتمد على الغناء ليعكس الشعور الحقيقي للكلمات أثناء أدائنا للأدوار، مما جعلني أؤدي الدور بشكل مختلف . وهل كان الغناء بالأمر السهل أثناء أداء شخصية صعبة بهذا الشكل؟ في الواقع كان أمراً في غاية الصعوبة، وانتابني الخوف منذ البداية، خاصة بسبب أدائنا الحي لأغنيات الفيلم على أنغام البيانو والكمان، ولم نعتد التسجيل كما هو معتاد، لذا استلزم الأمر استعداداً نفسياً هائلاً، وحاولت إزالة التوتر والخوف مرات عدة بعد إعادتي لبعض تلك المشاهد الغنائية أكثر من مرة أثناء التصوير . هل تركت "فانتين" شيئاً من حياتها البائسة داخل شخصيتك الآن؟ - بالطبع، فهي شخصية استمدت بؤسها الدفين من ظروف الحياة القاسية، وهو الإحساس الذي انتابني منذ أن شاهدتها في المرحلة الابتدائية خلال عرض مسرحي، حيث انتابني البكاء أغلب فترات العرض، وهو الأمر الذي أهلني للبكاء من حين لآخر أثناء أداء الدور وسط المقطوعات الموسيقية المتوالية، حيث يجب أن أتفاعل معها بتلقائية، لذا تدربت على البكاء أثناء الغناء منذ شهور وأقوم به قبيل التصوير مباشرة لسهولة اندماجي، ولم يتركني هذا الإحساس حتى الآن، فكلما شاهدت الفيلم ينتابني شعور بالبكاء وهو ما يحدث بالفعل كلما سمعت أغنيتي "أنا حلمت حلماً"، والذي كان أداؤها يفصلني تماماً عن الواقع، وأعتقد أن هذا ما كانت تشعر به "فانتين" في الحقيقة . بالطبع أثر الفيلم في نفسيتك كثيراً، ولكن ماذا عن مظهرك الخارجي؟ - بالطبع فالجميع لاحظ هذا، وكما هو معروف أنني فقدت أكثر من 11 كيلوغراماً من وزني، 7 منها خلال أسبوعين فقط بسبب تناولي دقيق الشوفان طوال اليوم، لأبدو بجسد هزيل يشارف على الموت، خلال تصويري مشهد احتضار "فانتين" على فراشها، كما تأثر شكلي بسبب تقصير شعري ليتناسب مع الشخصية التي باعت شعرها من أجل المال . هل يسبب لك شكلك الجديد الإحراج أو عدم الارتياح؟ - خسارة الوزن لم أشعر بآثارها على الإطلاق، فأنا متعودة أن أصبح نحيلة، ولكن قص شعري هو ما أزعجني خاصة في البداية، فحينما نظرت للمرآة اتصلت بزوجي وقلت له لقد أصبحت "مان هاثاواي" أي "الرجل هاثاواي" بدلاً من الأنثى "آن هاثاواي"، فلم أتعود على شكل شعري القصير من قبل، ولكن بعد فترة اكتشفت أن هذا ما كنت أريده، فكثيراً ما كنت أرفع خصلات شعري وألبس فوقها القبعات لأخفيها أمام الناس، ولكن الآن أشعر بأنني أكثر حرية وحيوية بشعري القصير المتطاير وجسدي النحيف الذي يزيد حنيني لأيام الطفولة . ما مقدار تأثير زملائك وفريق العمل في أدائك لشخصيتك المعقدة؟ - كان التأثير الأكبر للمخرج العبقري توم هوبر الذي أخرج الفيلم على نحو متميز يختلف عما سبقه من أفلام للرواية نفسها، وتوظيفي للدور الذي أعشقه بشدة والذي أعتقد أنني بذلت فيه مجهوداً مضاعفاً، كما أن الممثل المخضرم هيو جاكمان ألهمني كثيراً من خلال أدائه المتميز، فكان يحظى بإعجاب الجميع من خلال وقفاته وتحولاته اللحظية والنفسية مع أدائه الموسيقي الرفيع، وأعتقد أنه الشخص الوحيد الذي كان يصلح لدور "جان فالجان"، بل وتخطى الأدوار السابقة للشخصية نفسها . بشأن توظيفك داخل الفيلم، هل ترين أنه كان الدور الأصلح لكِ؟ - حقيقة، لم أتخيل منذ البداية أن ألعب دور "كوزيت" ابنة "فانتين"، فرأيت أن سني لا يناسب لهذا الدور، لذا كان من الأفضل أن أقوم بدور أم صغيرة السن لها دور محوري مهم داخل العمل ويتطلب تقمصها جهداً كبيراً يظهر مدى إجادتي للتنوع بالأدوار السينمائية واختبار حقيقي لي ممثلة، وحرصت أن أقدمه بأسلوب مميز يبرز الشخصية بدلاً من تهميشها في الأفلام السابقة . ما تقييمك لفيلم "البؤساء" خاصة بعد آراء النقاد بابتعاده عن طبيعة الشخصيات؟ - حصد الفيلم كثيراً من الجوائز وجمع إيرادات ضخمة على الرغم من تكرار الرواية، مما يدل على تميزه وتجديده في تناول الشخصيات، ف"البؤساء" ليس مجرد شخصيات عاشت منذ قرن ونصف القرن، بل تمتد أحداثه إلى عالمنا الحالي، فكثير من الناس مازالوا يظلمون مثل "جان فالجان" وهناك نساء يبعن أنفسهن من أجل أكل العيش مثل "فانتين"، ولكن لهوليوود سياساتها الخاصة في تناول الأعمال، والتي أعتقد أن المخرج هوبر أصاب باختياره لزاوية تناوله للرواية الشهيرة .