مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    العميد أحمد علي ينعي الضابط الذي ''نذر روحه للدفاع عن الوطن والوحدة ضد الخارجين عن الثوابت الوطنية''    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    الإطاحة بوافد وثلاثة سعوديين وبحوزتهم 200 مليون ريال.. كيف اكتسبوها؟    - عاجل امر قهري لاحضار تاجر المبيدات المثير للراي العام دغسان غدا لمحكمة الاموال بصنعاء واغلاق شركته ومحالاته في حال لم يحضر    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    الهجري يترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للتحالف الوطني بعدن لمناقشة عدد من القضايا    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى الذكرى السابعة لحادث غرق العبارة "السلام 98".. "البديل" تروى التفاصيل الكاملة للواقعة
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 02 - 2012

اليوم هو الذكرى السابعة لأكبر كارثة إنسانية في تاريخ مصرغرق "العبارة السلام 98" والتي كانت بمثابة قوة في صناعة النقل البحري سواء نقل الركاب أو البضائع والتي جعلت العالم يأخذ منها العبرة ويركز على عوامل السلامة والأمان للحفاظ على أرواح المواطنين الأبرياء.
وإيمانًا من"البديل" بأن هذه الكارثة لن ينساها الشعب المصري وستظل الأجيال تروي قصتها من جيل إلى جيل كان لنا أن نشارك في هذه الذكرى الأليمة ونعيد نشر القصة مرة أخرى مع تفاصيل جديدة لتظل خالدة في الوجدان ونذكر بها المسئولين حتى لا يعيدون تكرارها.
غرق العبارة «السلام 98»، في مياه البحرالأحمر، أثناء رحلتها من ميناء «ضبا السعودي»، إلى ميناء سفاجا البحري، وكان على متنها 1415 راكبا مصريا وعربيا، راح ضحية الحادث منهم، 1032 راكبا، بالإضافة لعشرات المفقودين، فيما نجا نحو 388 راكبا من الموت، بعد أن استمروا يصارعون الموت في المياه.
أكد مصدر مسئول بالهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية أن العبارة السلام 98 كانت بها عيوب فنية قبل القيام برحلتها الأخيرة وقدمنا ما يفيد التفتيش علي العبارة، وسبق أن قدمت المستندات الرسمية التي تفيد قيامي بإصدار قرار في 23 يونيو 2005 لعمل لجنة تفتيش علي العبارة والذي تضمن وجود (11 بندًا) ومن بينها إصلاح الصندوق الأسود للعبارة.
مسئولية "ربان" العبارة:
كما أن العبارة سبق لها القيام ب 400 رحلة ولم تتعرض لأي حادث ولكن الحقيقة هي أن الأخطاء التي وقع فيها الربان أدت إلي حدوث الحريق بسبب كميات الوقود الزائدة في تانكات السيارات بالإضافة لوجود 30 برميلاً داخل الجراج بها زيوت وشحوم وبويات شديدة الاشتعال، أيضا وفتح باب المرشد جانب أيمن العبارة للتخلص من كثافة الأدخنة ساعد علي استمرار الحريق بدخول هواء جديد، وكل هذه الأخطاء مسئوليات الربان وضابط أول السفينة وكان في الإمكان تلافيها.
ونتيجة لتأخر الربان في اتخاذ قرارالاستغاثة حتي لحظة الغرق رغم استمرار الحريق لأكثر من 4 ساعات ورفضه إرسال أي استغاثة ورفضه إنزال مراكب الإنقاذ أو سترات النجاة أو تحذيرالركاب ولم يسارع باتخاذ قرار العودة إلى ميناء ضبا السعودي، بل أبحر القبطان بالعبارة من ميناء ضبا السعودي وهي تواجه ميلا على جانبها الأيمن بلغ 1.5 درجة وكان اتجاه الريح أثناء الرحلة يأتي علي العبارة من الجانب الأيسر، مما يجعل العبارة تميل ناحية الجانب الأيمن مما زاد من درجة الميل حتى بلغت 20 درجة فانقلبت العبَّارة.
ولم يتخذ قرار ترك السفينة إطلاقا مما أدي لعدم إنزال العائمات والركاب أو توزيع سترات النجاة عليهم، كما أن قرار استخدام المياه للسيطرة علي الحريق تجب دراسته ومعرفة مبرراته، حيث من المتعارف عليه أن حرائق المواد البترولية والبويات والشحومات تتم السيطرة عليها بالرغوة، وهي موجودة علي جميع السفن.
ومثبت أن هناك سددا في 8 بالوعات صرف من جملة بالوعات الصرف الموجودة بالجراج وعددها 12 بالوعة نتيجة المواد المحترقة، وبالتالي فكان تصريف المياه التي استخدمت في إطفاء الحريق لا يتم تصريفها بالكامل.
أيضا فإن الربان أخطأ في تنفيذ نصيحة مهندس أول العبارة بفتح باب المرشد جانب أيمن للتخلص من كثافة الأدخنة بالجراج، حيث أدي ذلك لدخول هواء جديد ساعد علي استمرار الحريق، بالإضافة لدخول مياه البحر للجراج لأن العبارة كانت تميل ناحية الجانب الأيمن نتيجة تراكم المياه المستخدمة في الإطفاء رغم أن ضابط لاسلكي العبارة اعترض علي فتح باب المرشد موضحاً أن ذلك سيساعد علي استمرار الحريق ولم يؤخذ برأيه.
وتابع المصدر قام الربان بتنفيذ رغبة أحد أفراد الطاقم بالدوران جهة اليسار لمواجهة الرياح للجانب الأيمن بدلاً من الجانب الأيسر، وكان ذلك خطأً، حيث ساعد ذلك علي دخول مياه أكثر من باب المرشد جانب أيمن الذي تم فتحه.
ولم يتخذ أي قرارعند حدوث حريق واستمراره أربع ساعات ونصف سواء بالعودة لميناء ضباء السعودي أو إبلاغ إدارة شركته أو أية جهة مسئولة مع أن الفصل الثامن «تعليمات رقم 22SMS MANUAL» " نص صراحة علي ضرورة إبلاغ الشركة المالكة فور حدوث طارئ أو إبلاغ السلطات المختصة "ميناء ضباء كان علي بعد 28 ميلاً وقت الحريق" ولم يبلغ ربان السفينة إدارة الشركة بوجود حريق بالسفينة، خاصة أن الحريق استمر أربع ساعات ونصف قبل الغرق مباشرة أي الساعة الواحدة وثلاثون دقيقة فجر يوم الجمعة 3فبراير 2006.
مسؤلية ضابط أول العبارة:
هى مسئولية متضامنة مع الربان لسلامة العبارة من جميع الوجوه، فلم يقم بتلقين الركاب فى بداية الرحلة بكيفية التصرف عند حدوث طارئ وأماكن تجمعاتهم عند ترك العبارة بل تم وضع براميل زيوت ووقود وشحومات وبويات(30 برميلًا) فى مقدمة العبارة مخالفاً أبسط مبادئ منع الحرائق، والسماح لسائقى سيارات النقل بالدخول للعبارة وتانكات هذه السيارات مملوءة بالوقود مخالفاً التعليمات الصادرة فى هذا الشأن.
كما أن اتزان العبارة هو مسئولية مباشرة لكبير الضباط، حيث أبحرت العبارة فى بداية الرحلة مع وجود ميل ناحية الجانب الأيمن 1.5 درجة بسبب سوء تستيف السيارات الخاصة البالغ عددها 22 سيارة، وكذلك الشاحنات 5 شاحنات، 640 حاوية، 9 مقطورات بها أمتعة الركاب، وعدم ترك فراغات بينها مما صعب مهمة الإطفاء.
كما تم ترك السيارات الخاصة دون تربيط مما أدى لتحركها عند ميل العبارة إلى الجانب الأيمن وأصبح من الصعوبة استعدالها، ولم يعترض أيضاً عند طلب مهندس أول العبارة بملئ صهريج اتزان جانب أيسر رقم (25) وتفريغ صهريج رقم (18) جانب أيمن وهو المسئول عن اتزان العبارة.
كبير الضباط – فى معظم السفن – يكون حاصل على شهادة ربان وبالتالى يكون مستوفيا جميع الدورات الحتمية طبقاً للاتفاقية الدولية لمستويات التدريب(STCW) وهو على علم بالطرق المناسبة للإطفاء.
وهناك نقطة مهمة وهى نادراً ما تحدث وهي: عندما أصيب الربان بحالة من الخوف الشديد (هلع) وبدأ يتقيأ (ثلاث مرات يخرج من ممشى القيادة لذلك) ومتعارف على أن الشخص بعد ذلك لا يستطيع اتخاذ قرارات أو حتى مجرد التفكير بطريقة منطقية – عادية – لماذا لم يتول قيادة العبارة ويعلن ذلك ويبدأ فى السيطرة على الأمور، وللعلم القانون البحرى يعطيه ذلك الحق فى مثل هذه الحالات.
وبناء علي تقارير هيئة السلامة البحرية وهيئة التفتيش البحري فقد جاءت كلها لتؤكد صلاحية العبارة السلام 98 من كافة النواحي الفنية وتضمنت وجود خريطة الطوارئ(M.L) للعبارة وهذا دور ضابط ثان العبارة و أنه مسئول عن قيادة أحد مجموعات مكافحة الحريق بالتنسيق مع ضابط أول، ولكن تسجيلات الصندوق الأسود للعبارة والذي تحملت الشركة نفقات استخراجه من مسافة تزيد علي1000 متر تحت سطح مياه البحر الأحمر وسلامة 14 جهازا متصلا به وظيفتها تسجيل كل ما يحدث داخل العبارة والذي كشف أن ضابط ثان العبارة ترك مكان الحريق وتواجد بممشى القيادة، بل أبلغ الربان بتمام السيطرة على الحريق على عكس الحقيقة.
كما تمثلت أيضا أخطاء ضابط ثالث العبارة وهو أيضا عنصر بشري في عدم القيام بمهامه والمعروفة فى جميع السفن بمهام الأمن الصناعى وصيانة معدات الحريق ومعدات سلامة الأرواح تحت إشراف ضابط أول، وتكون مهامه أثناء الإبحار التواجد مع الربان.
أقوال الناجين:
جاءت أقوال الناجين من الطاقم إن المياه ارتفعت في الجراج إلى أكثر من متر أثناء محاولات إطفاء الحريق الذي نشب بالسيارات وتبين للجنة أن بالجراج أكثر من ثلاثين بالوعة لصرف المياه، وقد عاينت اللجنة مثيلاتها بإحدى العبارات بسفاجا أثناء زيارة اللجنة للميناء، ووجدت أنها كافية جدا لو أنها تعمل حيث إن معظمها في حدود 8 بوصات مما يقطع بأنها كانت جميعها مسدودة.
وذكر عدد من الناجين من طاقم العبارة المنكوبة السلام 98 أن الأمر احتاج إلى الغطس على هذه البالوعات لتسليكها أثناء تراكم المياه بالجراج، وأنه تم استخراج أكياس وأوراق من بعضها ولم تعمل بالرغم من ذلك بدليل تراكم المياه لهذا الارتفاع الذي كان أحد الأسباب المباشرة لميل السفينة ثم غرقها مما يقطع بعدم التفتيش عليها من قبل هيئة السلامة البحرية أو من الشركة المشغلة أو من قبطان السفينة وهي إحدى أخطر نقاط التفتيش حيث تكرر من قبل حدوث حرائق بالجراج وأدت هذه الحرائق مثلا إلى غرق السفينة السلام 90 عام 2002 وها هي قد أدت إلى غرق السفينة السلام 98.
آخر تفتيش أجرى على العبارة في ميناء ضبا السعودي
جاء في تقرير آخر أنهناك تفتيشا أجري بتاريخ 29-1-2006 بميناء ضبا أثبت أن حالة الجراج غير مرضية وأن به براميل زيت وشحم (مواد بترولية) ولم تتم متابعة رفع هذه البراميل من الجراج عند عودة السفينة من ضبا ولم يذكر ذلك في أية أوراق (رفع البراميل)، وهو ما قد يكون أحد أسباب تأجج النيران في الجراج في الرحلة التي غرقت فيها السفينة وهي مسئولية الشركة وقبطان السفينة والجهة التي صرحت لها بالإبحار بالرغم من وجود هذه المواد الخطرة.
حكم البراءة:
صدر حكم المحكمة الإدارية العليا، برئاسة المستشار محمد عبد المجيد، نائب رئيس مجلس الدولة، في شهر أكتوبر الماضي حكمًا تاريخيًا يقضي بإلغاء جميع الأحكام التى أصدرتها المحكمة التأديبية العليا بمجلس الدولة، والتى صدرت ضد الموظفين المتهمين بالسبب فى غرق العبارة السلام 98 سنة 2006.
يأتي هذا الحكم بعد سنوات من صدور قرار من المحكمة التأديبية بتوقيع عقوبات علي أكثر من 58 موظفًا ومسئولًا وردت أسماؤهم بحكم عملهم فى حادث غرق العبارة، موزعين على هيئة موانئ البحر الأحمر وهيئة السلامة البحرية، منهم 10 فقط تابعين لهيئة الموانئ كان في مقدمتهم اللواء شيرين حسن رئيس هيئة موانيء البحر الأحمرالأسبق وال48 الآخرين تابعين للسلامة البحرية علي رأسهم اللواء حسين الهرميل رئيس الهيئة الأسبق.
وقام الموظفون التابعون لهيئة السلامة البحرية المتضررون من أحكام المحكمة التأديبية وأحكامها التى جاءت بالفصل والخصم والوقف، وبهذا الحكم وبناء على مسودة الحكم الخاصة بإلغاء جميع أحكام المحكمة التأديبية، وبالتالي من حق الموظفين الرجوع إلى أعمالهم التى كانوا يباشرونها قبل صدور الأحكام، ورد جميع الخصومات التى وقعت عليهم بأثر رجعي لانتفاء التهمة عنهم.
ملابسات الحادث من البداية:
أقلعت العبارة من ميناء ضبا السعودي على البحر الأحمر الساعة السابعة بعد غروب يوم الخميس 2-2-2006 في رحلة عودتها إلى ميناء سفاجا وعلى متنها 1416 راكبا بمن فيهم طاقم السفينة منهم 1298 مصريا، وبعد نحو ساعتين شب حريق بإحدى سيارات النقل بالجراج وقام بعض أفراد الطاقم بالتعامل معه تحت إشراف كبير الضباط.
وشعر بعض الركاب بأن أمرا غير عادي يحدث واشتموا رائحة الدخان فصعدوا إلى سطح السفينة ولاحظوا أن السفينة قد قفلت راجعة إلى ميناء ضبا، ثم حضر ضابط أول السفينة وأبلغ الركاب بأنه قد تمت السيطرة على الحريق وأخذ أفراد الطاقم في طمأنة الركاب واستدارت السفينة ثانية لتأخذ مسارها الأول في اتجاه ميناء سفاجا، إلا أنه وبعد وقت قصير.
ولاحظ الركاب أن دخانا كثيفا بدأ يتصاعد من الطابق السفلي للسفينة بل شاهد بعضهم ألسنة النيران التي شبت ثانية بمحتويات الجراج وسمعوا أصوات كسر الزجاج وصعد معظمهم إلى السطح وارتدوا سترات النجاة بينما نزل بعض أفراد الطاقم إلى الجراج واستخدموا رشاشات المياه في التعامل مع الحريق دون جدوى وارتفع منسوب المياه في أرضية الجراج تدريجيا حتى إنه زاد ارتفاعه على متر من مساحة الجراج التي تصل إلى 2000 متر مربع تقريبا ومالت السفينة إلى أحد جانبيها.
ثم انزلقت السيارات إلى الجانب الذي حدث فيه الميل وهرع الركاب إلى الجانب الآخر من السطح إلا أن السفينة بدأت في النزول تدريجيا عن سطح الماء وما لبثت أن غرقت بالكامل على مسافة نحو 43 ميلا من الشاطئ السعودي، عندما كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة من صباح الجمعة 3-2-2006 بقليل وفيما عدا الذين غاصت بهم السفينة من أعضاء الطاقم الذين كانوا يحاولون إطفاء الحريق وبعض الركاب الذين لم يتمكنوا من الصعود إلى السطح.
ووجد باقي الركاب أنفسهم يصارعون أمواج البحر العاتية في ظلمة حالكة السواد وبرد قارس تتجمد منه الأطراف، ورعب هائل من شبح الموت الذي خيم على المكان وعندما انفصل جهاز الاستغاثة الآلي من السفينة وهو ينفصل تلقائيا عند الغرق أطلق إشارة استغاثة تحمل رقما خاصا بالسفينة التقطها جهاز بمركز تلقي إشارات الاستغاثة بمقاطعة أسكتلندا بالمملكة المتحدة الساعة 37.23 دقيقة مساء الخميس 2-2-2006 بالتوقيت العالمي الذي يوافق الساعة الواحدة والدقيقة السابعة والثلاثين من صباح الجمعة 3-2-2006 بتوقيت القاهرة.
ظهر من الإشارة أن الاستغاثة صادرة عن جهاز لسفينة بنمية الجنسية تحمل اسم السلام بوكاشيو 98 وأرسل الاستغاثة ذاتها وبيان السفينة إلى مركز مراقبة المهمات الأمريكي بالولايات المتحدة الأمريكية الذي نقلها إلى هيئة الملاحة البحرية المدنية في دولة بنما التي كان عليها أن تخطر الشركة التي تتبعها السفينة بإشارة الاستغاثة، إلا أنه لم يتوافر لدى اللجنة أنها قامت بذلك.
ولكن جهازا تلقي إشارات الاستغاثة ببريطانيا والتقط إشارة أخرى من جهاز الاستغاثة الآلي للسفينة المنكوبة بعد تحديد مكان غرقها طبقا لما هو متعارف عليه دوليا من إحداثيات تلاقي خطوط الطول والعرض الجغرافية التي بان منها أن الحادث يقع في منطقة الشرق الأوسط وفي منطقة البحث والإنقاذ المصرية التي تختص دولة فرنسا بمراقبة شئون الإغاثة فيها.
وأرسل ذلك الجهاز إشارة إلى نظيره الفرنسي الذي نقلها بدوره إلى الجهاز المختص بالإغاثة في دولة الجزائرالذي أرسل الإشارة ذاتها التي تفيد غرق السفينة إلى الجهاز المماثل في مركز البحث والإنقاذ المصري عن طريق وسيط موجود في الشركة الوطنية للملاحة الجوية بالقاهرة.
وسجل هذا الجهازالوسيط (جهاز الشركة الوطنية للملاحة الجوية) وصول استغاثة جهاز الإيبرب الخاص بالسفينة السلام بوكاشيو 98 التي تفيد غرقها في جهازمركز البحث والإنقاذ بألماظة المصري الساعة الثالثة وتسع دقائق من صباح يوم الجمعة 3-2-2006 ثم سجل جهاز الشركة الوطنية للملاحة الجوية وصول 4 رسائل تالية للرسالة الأولى وصلت جميعها قبل الساعة السادسة وثلاث دقائق بتوقيت القاهرة.
ومن ناحية أخرى كانت السفينة سانت كاترين التابعة لشركة السلام للنقل البحري قد غادرت ميناء سفاجا الساعة الثانية والدقيقة الخامسة عشرة من صباح يوم الجمعة 3-2-2006 تحمل ركابا متجهة بهم إلى ميناء ضبا بقيادة القبطان صلاح جمعة على الخط الملاحي ذاته الذي كانت السفينة السلام بوكاشيو 98 تتبعه في طريق عودتها من ميناء ضبا السعودي.
وكان ذلك الربان يعلم بأن الموعد المحدد لوصول تلك السفينة إلى ميناء سفاجا يتفق وموعد مغادرته لسفينته لذلك الميناء، وأن سلطات الميناء ومكتب الشركة هناك حاولوا الاتصال بتلك السفينة عدة مرات ولكنها لم تجب على نداءاتهم فطلبوا منه استطلاع أمر السفينة أثناء سيره ومواصلة النداء عليها .
وعندما اقترب من مكان الحادث في حوالي الساعة السادسة والدقيقة السابعة والخمسين من صباح يوم الجمعة 3-2-2006 رد عليه ضابطها الثالث راني كمال قائلا: إنه يتحدث إليه من فوق "قارب نجاة" وإن السفينة السلام بوكاشيو 98 قد غرقت غرقا تاما حوالي الساعة الثانية من صباح نفس اليوم في موقع 2708 شمالا 3454 شرقا فقام الربان على الفور بإخطار مكتبي الشركة بسفاجا والقاهرة بالحادث عن طريق التليفون الدولي.
كما أخطر ميناء ضبا السعودي وبعث بإشارة استغاثة إلى جميع السفن الموجودة بالمنطقة على قناة 16ALLSHIPS ثم واصل سيره بسفينته إلى ميناء ضبا، دون أن يقترب من مكان غرق السفينة البائسة ليمد يد العون إلى ركابها التعساء الذين كانوا يصارعون موجا كالجبال ويتخطفهم الموت جملة وأفرادا، مبررا ذلك بأنه لم يقبل المخاطرة نظرا للظروف الجوية السيئة ومراعاة للحالة النفسية لركاب سفينته، فقرر مواصلة المسير إلى ميناء ضبا فوصل إليه حوالي الساعة التاسعة والدقيقة الثامنة عشرة صباحا.
ثم حانت لحظة ظهور بطل هذه المأساة وصانعها على مسرح الأحداث المهندس ممدوح إسماعيل محمد صاحب ورئيس مجلس إدارة شركة السلام للنقل البحري التي تتبعها العبارة الغارقة وعضو مجلس إدارة هيئة مواني البحر الأحمر وعضو مجلس الشورى فقد اتصل نجله عمرو ممدوح إسماعيل ونائبه في رئاسة الشركة الساعة السابعة صباح يوم الجمعة 3-2-2006 باللواء محفوظ طه مرزوق رئيس هيئة مواني البحر الأحمر بمنزله بالإسكندرية.
وأبلغه بأن العبارة السلام 98 التابعة للشركة التي أبحرت من ميناء ضبا السعودي على البحر الأحمر مساء اليوم السابق الخميس 2-2-2006 وعلى متنها نحو 1300 راكب والتي كان مقررا لها أن تصل إلى ميناء سفاجا حوالي الساعة الثالثة من صباح يوم الجمعة لم تصل في الميعاد وتعذر الاتصال بها ويطلب إجراء البحث عنها.
فكلف اللواء محفوظ طه مكتبه بالهيئة بمدينة السويس بإرسال إشارة تليفونية إلى مركز البحث والإنقاذ بالمعنى ذاته وأن شركة السلام تطلب طائرة للبحث عنها وتلقى المركز هذه الإشارة الساعة السابعة والدقيقة الثانية والثلاثين ثم تلقى المركز الساعة الثامنة والدقيقة الخامسة عشرة صباحا إشارة أخرى من مكتب رئيس مجلس إدارة هيئة مواني البحر الأحمر بنفس مضمون الإشارة السابقة، مضافا إليها أن السفينة بالموقع 2708 شمالا و3434 شرقا، وأن شركة السلام تطلب إرسال طائرة ووحدة بحرية على نفقتها للبحث عنها وأن الهيئة تضمن الشركة في سداد تكاليف الطلعات.
وذلك بناء على إشارة تليفونية من ممدوح إسماعيل محمد رئيس شركة السلام للنقل البحري التي تدير السفينة الغارقة فأقلعت طائرة من طراز "هل" من مطار الغردقة الساعة التاسعة والدقيقة الخمسين في اتجاه الموقع المبلغ عنه وفي الساعة العاشرة والدقيقة الخامسة والأربعين غادرت سفينة بحث وإنقاذ تابعة للقوات البحرية ميناء سفاجا في اتجاه موقع الحادث.
وفي الساعة العاشرة والدقيقة السابعة والأربعين قامت طائرة من طراز "هل مي 17" بإلقاء معدات إنقاذ في موقع الحادث الحقيقي بإجمالي عدد 8 قوارب نجاة و25 طوق نجاة بطاقة إنقاذ 161 فردا وذلك بجوار تجمعات الأفراد العائمين على سطح الماء ثم بدأت أعمال انتشال الناجين من موقع الحادث بعد عصر ذلك اليوم بواسطة الفرقاطة شرم الشيخ التابعة للقوات البحرية وتوالت أعمال الإنقاذ بمعرفة قوات البحرية المصرية وسفن ولنشات أخرى سعودية وبلغارية وسودانية وبنمية تابعة لشركة السلام وكانت جملة من تم إنقاذهم 387 فردا منهم 342 مواطنا مصريا بينما انتشلت هذه الوحدات 321 جثة وأصبح 704 من الركاب وأفراد الطاقم في عدد المفقودين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.