زادت نسبة تشوهات الأجنة فى الآونة الأخيرة، نتيجة لزواج الأقارب والبيئة الملوثة، مثل تلوث مياه الشرب وملوثات البيئة، مثل المصانع وعوادم السيارات، وأيضا بسبب الاستخدام الخاطئ للأدوية أثناء الحمل، مما يؤدى إلى حرمان الأم من حلمها بمولود سليم معافى إلى مولود مصاب بتشوهات يحتاج إلى رحلة علاج طويلة قد تنتهى بالفشل. يؤكد الدكتور حسن جعفر، استشارى أمراض النساء والتوليد وطب الجنين بطب قصر العينى، ضرورة تشخيص تشوهات الأجنة فى مراحل الحمل الأولى حتى يتسنى للطبيب المعالج، إما علاجها أو إنهاء الحمل، ويعتمد ذلك على الموجات الصوتية ثلاثية أو رباعية الأبعاد، والتى توضح جميع التفاصيل التشريحية للجنين، ويتم عمل هذه الفحوصات مرتين أثناء الحمل، الأولى فى الأسبوع ال12 أى أواخر الشهر الثالث من الحمل، والمرة الأخرى فى الأسبوع العشرين أى منتصف الشهر الخامس. يقوم الطبيب المتخصص بفحص كل الأجهزة الحيوية بداية من المخ مرورا بالقلب والجهاز العصبى للجنين والجهاز التناسلى وصولا للأطراف، ويفحص أيضا تدفق الدم من خلال المشيمة والشرايين الرحمية للجنين. ويقول "جعفر"، فى حالة اكتشاف تشوهات كبيرة فى الجنين، بحيث لا يستطيع العيش بها، مثل عدم وجود غطاء للرأس أو وجود عيوب خلقية فى الكليتين معا أو عيوب خلقية شديدة فى القلب وغيرها، يتم إنهاء الحمل فور اكتشاف هذه العيوب، ويكون ذلك فى الشهور الأولى من الحمل، أما فى حالة اكتشاف عيوب خلقية أخرى من الممكن علاجها بعد الولادة، مثل ثقب القلب أو فتاق فى جدار البطن أو الشفة الأرنبية، فيتم اطلاع الأم على هذا العيب، وتوجيهها بالطريقة الصحيحة للعلاج بعد الولادة. أما فحص الدوبلر "تدفق الدم للجنين"، فهو مهم جدا فى حالات ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل وأمراض تجلط الدم، حيث يتمكن من خلاله من حساب مقاومة تدفق الدم للجنين ومدى قصورها وعلاج ذلك بالأدوية التى تحدث سيولة فى الدم حتى يتمكن الجنين من النمو بطريقة سليمة داخل الرحم. جدير بالذكر أن طب الجنين تطور بطريقة مذهلة فى السنوات الأخيرة فى مصر، بعد افتتاح وحدة طب الجنين عام 2006 واستخدام التقنيات الحديثة مثل الأجهزة ثلاثية ورباعية الأبعاد فى اكتشاف العيوب الخلقية للجنين.
