تلتقي كوت ديفوار المرشحة الأوفر حظاً لإحراز اللقب مع نيجيريا في قمة مبكرة اليوم الأحد في الدور ربع النهائي من كأس الأمم الإفريقية التاسعة والعشرين لكرة القدم المقامة في جنوب إفريقيا . وفي آخر مباريات هذا الدور، سيكون قائد منتخب توغو ايمانويل اديبايور أمام فرصة تاريخية عندما يواجه بوركينا فاسو على ملعب مبومبيلا في نيلسبروت . على ملعب رويال بافوكينغ في راستنبرغ، سيكون منتخب كوت ديفوار الذي لم يخسر في الدور الأول وتصدر المجموعة الرابعة، بقيادة ديدييه دروغبا او ديدييه زوكورا أمام امتحان صعب طرفه الآخر المنتخب النيجيري الذي حل ثانياً في المجموعة الثالثة خلف بوركينا فاسو . فازت كوت ديفوار في الدور الأول بصعوبة على توغو 2-1 ثم على تونس 3-صفر وتعادلت أخيراً مع الجزائر بالبدلاء وعلى رأسهم دروغبا 2-،2 فيما تعادلت نيجيريا مع بوركينا فاسو وزامبيا بنتيجة واحدة 1-1 قبل أن تفوز على اثيوبيا 2-صفر . وعلى الأرض، قدم منتخب "الفيلة" أداء مقنعاً بشكل عام في المباريات الثلاث رغم عدم ارتياح مدربه الفرنسي صبري لموشي الذي قال بعد المباراة الأولى "لم أعرف فريقي في الشوط الأول، وقدم أسوأ عرض منذ أن توليت الاشراف عليه قبل 6 أشهر"، ثم ما لبث أن خفف من اللهجة رويداً رويداً . ولم يعتمد لموشي على دروغبا فاستبدله في المباراة الأولى ولم يشركه في الثانية وترك له القيادة في الثالثة لتسعة لاعبين من البدلاء بعد أن اطمأن إلى التأهل فأبدع "الفيل" الصغير وقلب التخلف صفر-2 إلى تعادل بتسجيله أول اهدافه في البطولة من ضربة رأس رافعاً رصيده إلى 11 هدفاً في كأس الأمم الإفريقية . ويرى لموشي أن مستوى دروغبا، لاعب شنغهاي شينخوا الذي انتقل خلال وجوده في جنوب إفريقيا إلى غلطة سراي التركي في صفقة مثيرة للجدل على الصعيد القانوني، في انخفاض بعد توقف الدوري الصيني منذ فترة، لذلك "يتطلب الفوز على تونس عدم إشراكه لأن ما هو الكلام الذي لن يقال في حال الخسارة . يجب أن يلعب من يستحق اللعب لأن المنتخب مرشح ويتطلع إلى اللقب" . ويرد دروغبا الذي كان خلال مشاركته الحالية مقتصداً في الكلام أمام الصحافة على غير عادته، على المدرب بشكل غير مباشر "هدف واحد لا يعطي الفوز لكن يسمح لنا بالانطلاق من جديد . لا أركز كثيراً على أدائي بقدر ما أركز على المردود الجماعي" . وتشارك كوت ديفوار، المصنفة أولى إفريقيا و14 عالمياً، للمرة العشرين في النهائيات الإفريقية، وأحرزت اللقب مرة واحدة فقط عام ،1992 ويطمح لموشي الذي بدأ تجربته التدريبية معها أن يكون المدرب الثاني الذي يأتي باللقب بعد 21 عاماً بعد أن جلب الأول مارسيل يوو، فيما يأمل دروغبا ورفاقه من الجيل الذهبي برفع الكأس بعد أن فشلوا 3 مرات فحلوا في مركز الوصيف عامي 2006 و2012 واكتفوا بالمركز الرابع عام 2008 . ويعتمد لموشي على كوكبة من المحترفين في الأندية الأوروبية على غرار الشقيقين يايا وكولو توريه رغم أن الثاني لم يقنع المدرب الفرنسي بعد خطأ ارتكبه في بداية المنافسات مع توغو كاد يؤدي إلى التهلكة، فاستبعده، وجيرفينيو وسالومون كالو وماكس غارديل وغيرهم من اللاعبين المهرة الذين يستطيعون صنع الفارق في اللحظات الحرجة . في المقابل، كانت "النسور الكاسرة" بقيادة الدولي السابق ستيفان كيشي شبحاً وظلا للمنتخب النيجيري "الرهيب" المعروف وكانوا على وشك الخروج من الدور الأول لو لم يقف الحظ إلى جانبهم في المباراة الأخيرة بركلتي جزاء في الدقائق العشر الأخيرة نفذهما بنجاح مهاجم تشلسي الإنجليزي فيكتور موزس وطرد الحارس الإثيوبي سيساي بانشا( 86) . ويرى قائد نيجيريا جوزيف يوبو الذي يخوض النهائيات للمرة السادسة معادلاً الرقم القياسي المسجل باسم الكاميروني ريغوبرت سونغ، "لا كبير في البطولة الحالية . صحيح أننا سنواجه الأعلى تصنيفاً وإنما نتيجة المباراة تقررها أرض الملعب" . من جانبه، يرى موزس "الجميع يتوقع أن نخسر المباراة لكننا سنخالف توقعاتهم . نعم يملكون لاعبين أصحاب مواهب مثل ديدييه دروغبا، أحد أفضل المهاجمين في إفريقيا، لكننا سنركز كمنتخب على نقاط قوتنا الذاتية" . بوركينا فاسو - توغو تأهلت بوركينا فاسو التي تشارك للمرة التاسعة في النهائيات إلى دور الثمانية لأول مرة منذ أن حلت رابعة في البطولة التي استضافتها عام ،1998 وذاقت لأول مرة طعم الانتصار الذي جافاها في 18 مباراة سابقة بفوزها على اثيوبيا 4-صفر بعد أن تعادلت مع نيجيريا 1-1 وقبل أن تتعادل مع زامبيا بالنتيجة ذاتها وتفقدها اللقب . ولم يكن تصدر بوركينا فاسو المجموعة الثالثة مرآة تعكس الواقع الحقيقي لمستواها، وكانت مجرد فزاعة للمنتخبات الأخرى التي لم تكن هي بدورها في أحسن حالاتها . وستكون مهمة "خيول" المدرب البلجيكي بول بوت في غياب مهاجم لوريان الفرنسي الان تراوريه متصدر ترتيب الهدافين حتى الآن (3 أهداف) بداعي الإصابة، صعبة للغاية في مواجهة "صقور" المدرب الفرنسي ديدييه سيكس وقيادة العملاق ايمانويل اديبايور الذين حققوا إنجازاً تاريخياً بتأهلهم لأول مرة في مشاركتهم السابعة إلى ربع النهائي وبات عليهم إكمال كتابة تاريخ الكرة التوغولية حتى الغلاف الخارجي . ويبدو أن الكيمياء مفقودة بين اديبايور ومدربه بعد تردد الأول في الالتحاق بالمنتخب حتى اللحظة الأخيرة و"قرف" المدرب من مماطلته، لكن اللاعب كان عند حسن الظن به وبدا في وضع يؤهله للتسجيل في كل لحظة خصوصاً أنه سريع الانقضاض وماهر في استخلاص الكرات من المدافعين والانطلاق السريع نحو مرمى المنافس . وقال بعد التأهل "إنه تاريخي . أنا سعيد جداً بسعادة زملائي اللاعبين وبلدي . إنه تأهلنا الأول إلى ربع النهائي ومن هنا يمكننا أن نأمل ونحلم . لقد قلت دائماً إننا ذاهبون إلى أمم إفريقيا لنفوز بالكأس . لدينا الآن فرصة كبيرة" . وأضاف "أمام بوركينا، سنلعب بكل طاقتنا وسنخلق لهم المشاكل، حزين لإصابة الان تراوريه وأتمنى له الشفاء العاجل فهو أفضل لاعب في منتخب بلاده وغيابه سيعزز فرصتنا" .