عواصم (وكالات) - أكد المتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض وليد البني أمس، أن قبول رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب بالحوار مع ممثلين عن النظام السوري يأتي وفقاً لبيان الهيئة السياسية الذي ينص على «التفاوض مع من لم تتلوث يداه بالدماء، على رحيل الرئيس بشار الأسد ومرتكزات نظامه». كما شدد على أن «الكرة الآن في الملعب الروسي» مطالباً موسكو بممارسة الضغط على نظام الأسد لوضع حد للنزاع في البلاد، وذلك غداة لقاء هو الأول لائتلاف المعارضة السورية ممثلاً بالخطيب مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في ميونيخ أمس الأول، قائلاً «إذا كان الاتحاد الروسي ينظر إلى مصلحته الحقيقية في المستقبل في المنطقة.. نحن نعتقد أن عليه أن ينحاز إلى جانب المطالب العادلة للشعب السوري وليس إلى جانب من يقتل الشعب السوري». في تلك الأثناء، عاد الخطيب أمس، إلى مقره في القاهرة قادماً من ألمانيا ليطلع أعضاء الائتلاف المتشككين بجدوى الحوار مع نظام الأسد على الدور الروسي والإيراني الداعم له، على قراره بإجراء محادثات مع لافروف ونظيره الإيراني علي أكبر صالحي على هامش أعمال منتدى الأمن الدولي في ميونيخ أمس الأول، على أمل تحقيق انفراجة في الأزمة. ووسط ترحيب إيراني بقبول رئيس الائتلاف السوري المعارض بإجراء حوار مع نظام دمشق، قال صالحي أمس، إن محادثاته مع الخطيب في ميونيخ أمس الأول قد تسهم في التوصل إلى حل للصراع في سوريا، مبيناً ذلك بقوله «إذا كنا نريد وقف إراقة الدماء، فإننا لا يمكن أن نستمر في تبادل إلقاء اللوم»، مضيفاً أن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مرة أخرى مع المعارضة السورية وتريد أن تكون «جزءاً من الحل». غير أن نظيره التركي أحمد داود أوغلو رأى أثناء مشاركته بمنتدى ميونيخ نفسه أمس، أن حواراً بين نظام الأسد والمعارضة لن يتيح ايجاد حل للنزاع في سوريا، متسائلاً «لو حصلت انتخابات غداً في ظل رئاسة الأسد، من يمكنه أن يضمن أن قادة المعارضة سيتمكنون من الترشح؟»، واعتبر أنه سيكون على الأسد أولا «تحمل مسؤولياته عن المجازر التي وقعت في سوريا خلال 23 شهراً من عمر الانتفاضة الدامية. وبدوره، أكد رئيس وزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني في منبر ميونيخ أن الانقسام داخل مجلس الأمن الدولي هو المسؤول المباشر عن إطالة أمد الصراع في سوريا، محذراً من أن هذا الصراع سيحول الشرق الأوسط إلى «بركان من الحروب والاضطرابات». من ناحيتها، طالبت دمشق على لسان وزير المصالحة الوطنية علي حيدر، الائتلاف المعارض من الخارج ب «نبذ العنف من أجل نجاح الحوار»، على حد تعبيره، قائلاً في أول رد فعل رسمي على الموقف الجديد لرئيس الائتلاف إن «أبواب الحوار مفتوحة لجميع الراغبين فيه دون استثناء لكن للحوار أسسا، وعلى وجه التحديد نبذ العنف، وأن ذلك ليس شرطاً، بل عامل إنجاح الحوار» وفق وصفه. وقال البني أمس، إن التفويض الممنوح لرئيس الائتلاف هو بحجم بيان الهيئة السياسية الذي خرج من اجتماع القاهرة منذ يومين، مؤكداً أن التفاوض سيكون مع «من لم تتلوث يداه بدماء الشعب السوري وسيكون حصراً حول رحيل الأسد ومرتكزات نظامه». ووصف البني القبول بالحل السياسي بالمبدأ هو تقدم للأمام، لكن مضامين الحل السياسي هي الأهم»، مضيفاً أن الائتلاف يرحب بأي حل سياسي يوفر الكثير من الدمار و«الشهداء». وتابع «نحن نقبل بأي طرف يقبل بطموحات الشعب السوري المطالبة برحيل الرئيس ورموز النظام.. لم يتغير أي شيء من الثوابت لدى الائتلاف ولدى الشعب السوري.. لكن إذا أراد المجتمع الدولي أن يحاول تنفيذ ما يريده السوريون فلم لا.. لكن إن كانت محاولة لإنقاذ الأسد فهذا غير مقبول». وعن المبادرة الإيرانية السداسية التي أعلن عنها العام الماضي، خاصة بعد لقاء الخطيب وصالحي في ميونيخ أمس الأول، قال البني إنه ليس «متفائلاً» مطالباً طهران بتغيير موقفها الداعم للأسد. وكان وزير الخارجية الإيراني قال أمس، إن محادثاته مع الخطيب في ميونيخ قد تسهم في التوصل إلى حل للصراع في سوريا. وأضاف صالحي أن تصريحات رئيس الائتلاف له خلال المحادثات التي جرت بينهما في وقت متأخر ليل السبت، التي أبدى خلالها استعداداً للتحاور مع ممثلين للحكومة السورية إذا تم الإفراج عن سجناء تمثل «خطوة جيدة إلى الأمام». وقال الوزير الإيراني أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ «إذا كنا نريد وقف إراقة الدماء فإننا لا يمكن أن نستمر في تبادل إلقاء اللوم»، مضيفاً أنه مستعد لإجراء محادثات مرة أخرى مع المعارضة ويريد أن يكون «جزءاً من الحل». وفي السياق نفسه، أكد وليد البني المتحدث باسم ائتلاف المعارضة السورية أمس، أن على روسيا التي أجرت لقاء غير مسبوق مع زعيم المعارضة السورية أن تضغط الآن على نظام الأسد لوضع حد للنزاع في البلاد. واعتبر البني أن المأمل من موسكو أن تضغط على حليفها السوري. ... المزيد