أنقرة ميونخ وكالات: أدان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سورية ووصفها بأنها غير مقبولة، ودعا إيران إلى إعادة النظر في موقفها من سورية. وقال أردوغان للصحافيين في مطار أتاتورك قبيل مغادرته إلى براغ، إن 'من يعاملون الحكومة الإسرائيلية كطفل مدلل يجب أن يعلموا أن التاريخ لن يغفر لإسرائيل'. ورداً على سؤال عن ردة فعل إيران القوية على قصف إسرائيل لأهداف سورية، قال إن على إيران أن تقوم أولاً 'بإعادة النظر في موقفها تجاه سوريا'. وأضاف 'ما الذي تفعله إيران حيال سورية؟ أثناء النظر إلى أفعال إسرائيل، تحتاج إيران في الوقت نفسه للسماح بأن تتخذ خطوات مشتركة في المنطقة'. وأدان أردوغان الغارة الإسرائيلية على مركز للبحث العلمي في سورية، وقال إنها 'غير مقبولة بالنسبة إلينا وهي انتهاك للقانون الدولي. ولكن تحتاج إيران أن تهتم بالوضع السوري أولاً'. وهذه أول إدانة تركية للغارة الإسرائيلية التي وقعت الأربعاء الماضي ، والتي اعتبرها المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال مؤشراً على تدهور الوضع في سورية وتهديده للسلام الإقليمي والدولي. وكان نائب رئيس هيئة الأركان الإيرانية الجنرال مسعود جزائري قال أمس السبت إن الرد السوري على الغارة الإسرائيلية الأخيرة، 'سيكون صدمة كبيرة للنظام الصهيوني'. وتوقف أردوغان عند السجال الأخير الذي أثاره بعد روايته لطرفة حدثت بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي قال الأول فيها للثاني 'ساعدونا إذاً للانضمام إلى مجموعة شنغهاي الخماسية لنُعرِض عن الاتحاد الأوروبي'. وقال إن 'شنغهاي خمسة ليست بديلاً عن الاتحاد الأوروبي. ليس عليك أن تترك واحدة لتنضم إلى الأخرى مع أنه بإمكانك ذلك'. ولكنه انتقد الاتحاد الأوروبي وقال إن 'تركيا تنتظر ذلك منذ 30 إلى 50 سنة. لم تعامل دولة هكذا من قبل'، مضيفاً 'ينتقدون مجموعة شنغهاي خمسة لأنه ليس فيها ديمقراطيات قوية ولكن فكروا بما تفعله دول الاتحاد الأوروبي في رواندا وفي الجزائر. فكروا بالرهاب من الإسلام. ما هذه الديمقراطيات التي تسمح بهذا؟'. وأضاف أن 'ديمقراطيات مجموعة شنغهاي سوف تصبح مع الوقت مكاناً أفضل عبر العمليات الديمقراطية'. من جهته اعتبر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاحد في ميونيخ ان حوارا بين النظام السوري والمعارضة لن يتيح ايجاد حل للنزاع في سورية. وقال داود اوغلو في اليوم الاخير للمؤتمر الدولي حول الامن 'يقول البعض انه يجب ان يكون هناك حوار بين النظام والمعارضة، لكن ذلك طريق خاطىء. لا يمكن ان يكون ذلك حلا'. وتساءل وزير الخارجية التركي 'لو حصلت انتخابات غدا في ظل رئاسة الاسد، من يمكنه ان يضمن ان قادة المعارضة سيتمكنون من الترشح؟'، معتبرا انه سيكون على الرئيس السوري بشار الاسد اولا 'تحمل مسؤولياته عن المجازر التي وقعت في سورية'. وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد معاذ الخطيب ابدى استعداده هذا الاسبوع لبدء حوار مع النظام بشرط استثناء القادة 'الملطخة اياديهم بالدماء'. ورحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اجتمع السبت مع الخطيب بهذه البادرة. وطالب داود اوغلو من جانب اخر بان يتعهد مجلس الامن الدولي بضمان ايصال المساعدة الانسانية الى سورية. وتستضيف تركيا 175 الف لاجىء سوري على اراضيها ونقلت في كانون الثاني (يناير) 40 الف طن من المساعدات للشعب السوري كما اضاف. وقال وزير الخارجية التركي ان النظام السوري 'يدمر بلاده، الشعب يموت والمجموعة الدولية تتفرج' كما فعلت في مطلع التسعينات في البوسنة.