يتحضر المسؤولون في متحف العلوم في العاصمة البريطانية، لندن، لعرض ذلك الرجل، المتوقع أن يكون حديث العالم خلال الفترة المقبلة، وهو رجل صناعي، مزوّد بأعضاء آلية، قام بتطويره باحثون من إحدى شركات الروبوتات بتكلفة قدرها مليون دولار. تم تطوير ذلك الرجل في سياق فيلم وثائقي ستعرضه المحطة الرابعة البريطانية لإثبات مدى الطريقة التي يمكن أن تحاكي من خلالها سبل التكنولوجيا الحديثة الجسم البشري. هذا الرجل، الذي حمل اسم "ريكس – Rex"، وهو اختصار ل robotic exoskeleton أو الهيكل الخارجي الروبوتي، قد تم تجميعه من جانب شركة Shadow robotics المتخصصة في الصناعات الروبوتية، باستخدام أطراف وأعضاء اصطناعية تمت استعارتها من مختبرات علماء كبار من نيوزيلندا وسان فرانسيسكو. إضافة إلى الأذرع والأرجل الاصطناعية، يحتوي هذا الروبوت على بعض الأعضاء الأخرى العاملة، مثل القلب والرئتين والكليتين والبنكرياس والطحال، وكذلك شرايين اصطناعية تحمل دمًا من صنع الإنسان ورقاقة تقوم بتفسير الصور وتعمل بمثابة عين بدائية. وذكرت صحيفة التلغراف البريطانية أن التصميم الكلي للرجل سيتكلف مليون دولار (635 ألف إسترليني)، وهو سر تعامل مسؤولي المتحف، الذي سيعرضه اعتباراً من يوم الخميس المقبل، بكل حرص معه، لاسيما وأنه معقد التكوين بصورة حساسة للغاية. قالت في هذا السياق لينغ لي، وهي مطورة العرض، وتقوم في الوقت نفسه بإدارة المشروع "علينا قبل العرض أن نفحص كل جزء للتأكد من أنه سيغادر على الحالة نفسها التي وصلنا بها. وعلينا كذلك أن نحسب أفضل طريقة لوضعه بداخل مكان العرض الخاص به. ويمكنني القول إن الرجل الآلي هذا يقدر بحوالى ربع تكلفة إعادة بناء المعرض بكامله، ولذلك فإن آخر شيء نريد أن نفعله هو أن نقوم بإنزاله". وقالت الصحيفة أيضاً إن هذا المعرض الذي يحمل اسم ?The Who Am I سوف يقدم أحدث التطورات الحاصلة في علم الأعصاب وعلم الوراثة، وسيتم عرض الرجل "ريكس" تحت عنوان "How Much Of You Can Be Rebuilt". عاودت لي لتقول: "يقوم المعرض باستكشاف الهوية من خلال تطورات علمية وطبية. ونحن لدينا بالفعل الأجهزة والأطراف الاصطناعية التي تطرح فكرة قطع الغيار الاصطناعية. ويضم ريكس التطورات التي حصلت على مدار الأعوام الخمسة الماضية ويعمل كذلك على تحديد ما الذي سيكون بوسعنا تحقيقه اليوم على وجه الدقة". وتم تطوير قدمي وكاحلي "ريكس" من قبل البروفيسور هوغ هير، عالم الفيزياء الحيوية الأميركي، الذي فقد كلا قدميه أثناء ممارسته لرياضة تسلق الجبال. وهي الأعضاء التي تستعين بواجهة عصبية للاتصال بالأعصاب بجزء المريض السفلي وتكرار الحركة الخاصة بوتر العرقوب والكاحل وعضل الساق لدى مبتوري الأطراف. كما تتسم أقدامه الاصطناعية بقدرتها على الحركة، على عكس باقي الأقدام، التي لا تكون نشطة، حيث تتكيف أوتوماتيكياً مع الأرضيات غير المستوية مثل السلالم أو المنحدرات. كما إنها تعمل بشكل جيد للغاية، لدرجة إن هير يستعين بها عند تسلق الصخور. وريكس مزوّد أيضاً برجلين آليتين قيمتهما 50 ألف إسترليني، ومفصل ركبة آلي يتحرك بشكل كامل. كما إن أيدي ريكس هي الأكثر تطوراً في السوق، وتقدر تكلفتها ب 30 ألف إسترليني، وتم تصنيعها من جانب شركة Touch Bionics الاسكتلندية. وأضافت الصحيفة أن بيرتولت مير، وهو عالم نفس سويسري، ولد بدون يد يسرى، وسيقوم بتقديم الفيلم الوثائقي الخاص بريكس، يعد واحداً من أكثر 2000 شخص حول العالم يستخدمون اليد التي تنتجها شركة Touch Bionics والتي تعرف ب i-LIMB. ومضت الصحيفة تنقل عن ريتش ووكر، المدير العام لشركة Shadow robotics، قوله "فوجئنا بعدد أجزاء الجسم التي يمكن استبدالها. وهناك بعض الأعضاء الحيوية المفقودة، كالمعدة، لكن أعيد بناء من 60 إلى 70 % من الجسم بفعالية". لكن المشروع لم يظهر ما الذي يمكن فعله لمن يفقدون الأطراف أو يعانون فشلًا عضويًا. وإن كان الأمر يبشّر بتطورات مهمة على الصعيد التقني بالنسبة إلى جسم الإنسان. وقالت لينغ لي مجدداً: "أعتقد أن مفهومك بكامله عمّا يُشكِّل البشرية سوف يتغير". وأضاف بيرتولت "نحن ماضون في طريقنا لما هو أبعد من حدود التطور".