علي الزعابي (أبوظبي) - منذ أيام قليلة احتفل الشارع الرياضي بالمنتخب الرائع، بعد أن تربع على قمة الكرة الخليجية، حين أبدع وأقنع وتوهج، وأصبح الجميع يتفاخرون بهذا الجيل الذي قدم الكثير لكرة الإمارات في السنوات الماضية، على صعيد مراحله السنية كافة، بإنجازات غير مسبوقة في تاريخ اللعبة بالدولة، وعندما تشاهد منتخباً يحقق بطولة كأس آسيا للشباب، ويشرف بعدها كرة الإمارات في كأس العالم للشباب ويتأهل إلى دور «الثمانية الكبار»، ولم يتوقف عند هذه الحدود، وإنما زاد شوقه إلى تحقيق المزيد، عندما نجح في التأهل إلى نهائيات الكرة بدورة الألعاب الأولمبية «لندن 2012»، وأصبح «الأبيض الأولمبي» الإماراتي حديث البطولة في الصيف الماضي. كل هذه الإنجازات جعلت اتحاد الكرة يمنح المنتخب الأولمبي بكل لاعبيه «الضوء الأخضر» ليكون المنتخب الأول، في خطوة تعد استثنائية في تصعيد اللاعبين إلى الصفوف الأمامية، حتى على مستوى العالم، وكان المنتخب على قدر المسؤولية، عندما شارك في بطولة كأس الخليج الأخيرة، وتمكن من تحقيق اللقب، ووصول هذا الجيل إلى المنتخب الأول، يتطلب قاعدة قوية في المراحل السنية تكون بمثابة «دعم استراتيجي» ل «الأبيض الكبير» بعناصر متميزة في المستقبل، لا تقل في المستوى عن لاعبي الفريق الأول، إلا أن الإحصائيات تؤكد عكس ذلك في مشاركات منتخبات الفئات السنية، بعد «منتخب الأحلام»، فقد كان واضحاً تراجع نتائج المنتخبات المشاركة في الاستحقاقات الماضية، مثل بطولة كأس آسيا للشباب، التي حصد «منتخب الأحلام» لقبها من قبل في السعودية عام 2008، وتأهل عن طريقها لنهائيات كأس العالم للشباب بمصر، وفي المشاركة التالية خرج منتخبنا من دور الثمانية، وبالتالي عدم الصعود إلى المونديال، وفي الظهور الأخير على أرض الإمارات في نهاية العام الماضي، وكان الخروج مبكراً جداً من دور المجموعات!. وكذالك الحال فيما يتعلق بالمشاركة في بطولة كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية، وحصلت منتخبات الناشئين في آخر بطولتين للخليج على المركز الثالث، وهنا يطرح السؤال، ما أسباب هذا التراجع في النتائج؟ وهل منتخب الأحلام وليد الصدفة؟، وهل اتحاد الكرة قادر على إنجاب منتخب مشابه؟ وما هي الأسس التي تبنى عليها مثل هذه المنتخبات؟، وما السبل التي من شأنها تأسيس قاعدة للمنتخبات السنية وجعلها دعامة للمنتخب الأول في المستقبل، والسؤال أيضاً هل جيل الإنجازات هو محصلة طبيعية لمشروع عمل اتحاد الكرة من أجله، عندما اعتمد استراتيجية إعداد دقيقة أسهمت في بروز هذا الجيل الذي حقق مكاسب أقل ما توصف به أنها فريدة على كافة المراحل السنية، بما فيها الإنجاز الأخير في «خليجي البحرين». استطلعت «الاتحاد» آراء الخبراء والمسؤولين الرياضيين، حيث اتفق الجميع على أن مقارنة جيل «منتخب الأحلام» مع المنتخبات التي جاءت من بعده ظالمة، لأن المهارة لا تتولد بفعل الاهتمام أو التدريب، وإنما بالفطرة في أغلب الوقت، ولكنهم اتفقوا على أن عدم حصول تلك المنتخبات على البطولات أو التأهل للاستحقاقات لا يعد فشلاً، وإنما المطلوب هو إبراز مواهب لخدمة المنتخب الأول في المستقبل، مع بعض التوصيات التي من بها، تستطيع كرة الإمارات ضمان حصولها على منتخبات مراحل سنية قوية على المدى البعيد وتأمين مستقبل المنتخب الأول. وفي الوصية الأولى طالب الخبراء بتوافر نوعية اللاعبين المتميزين أصحاب الكفاءة والجودة العالية والاختيار الصحيح لهم، وأن المشاركات يجب أن تكون منظمة ومبرمجة بطرق سهلة وبأريحية تامة لتسهيل عمل الأجهزة الفنية والإدارية، كما طالبوا بتحديد الأهداف التي لابد من تحقيقها في السنوات القادمة بالتجمعات المفيدة وبرؤية واضحة للعمل، كما طالبوا بضرورة منح الفرصة للاعبين الشباب في البطولات المحلية، من أجل إكسابهم الثقة والخبرة لخدمة المنتخبات السنية، وأيضاً شددوا على حتمية اهتمام الأندية بلاعبيها في المقام الأول، واختيار الكفاءات المناسبة في المناصب الفنية والإدارية لها، وطالب البعض بضرورة رسم خط سير لجميع الأجيال في مختلف المراحل السنية، وتكوين قاعدة للمنتخبات لدعم الفريق الأول، كما ركزت بعض الآراء على ضرورة استمرار التجمعات والمعسكرات بالمنتخبات لزيادة الترابط والانسجام بين اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية ودعمها، وفي النهاية طالب البعض بتنمية اللاعبين وتثقيفهم بدورات تعليمية لمواكبة الاحتراف والنظام الكروي. وكشف عبيد سالم الشامسي نائب رئيس اتحاد كرة القدم أن الاتحاد يولي اهتماماً كبيراً بجميع منتخبات المراحل السنية، ويسعى دائماً لتطوير مستوى كرة القدم بالدولة، وأن هدفه هو السير على النهج نفسه الذي اتبعه مع منتخب الأحلام، كما هو الحال مع المجموعة الحالية التي انتظمت في جميع المراحل السنية، وقدمت الخطة الكثير لكرة الإمارات، واستحقت إشادة الشارع الرياضي محلياً وخليجياً وعالمياً، وأن الخطة التي أعدها اتحاد الكرة تشمل جميع المراحل، ابتداءً من فريق 14سنة، وصولاً إلى منتخب الشباب، لضمان قاعدة متينة من اللاعبين المؤهلين ليكونوا دعامة أساسية للمنتخب الأول في المستقبل، فقد سخر اتحاد الكرة كل إمكانياته بإقامة التجمعات المستمرة، سواء داخل الدولة أو خارجها ، والمباريات الودية، وصولاً إلى المشاركات الرسمية، لإكساب اللاعبين المزيد من الخبرة والتعود على المباريات الكثيرة التي يخوضونها. ... المزيد