لم تكن درجات الحرارة تتجاوز سبعة عندما كانت جيني تتجول في أزقة مجمّع "ريدس براسبيكت" الشاسع بمدينة وودبريج شمال ولاية فرجينيا. جيني شابة أميركية لطيفة، تبلغ من العمر 38 سنة وتحمل على صدرها دبوسا باللون الأزرق مكتوب عليه "أربع سنوات إضافية.. أوباما بايدن". قالت جيني لموقع "راديو سوا" إنها قررت أخذ إجازة من عملها لمدة يومين من أجل التطوع في حملة إعادة انتخاب الرئيس الديموقراطي باراك أوباما لأنه "يدافع عن حقوق المرأة ويناصر قضاياها. إنه الرئيس الذي يشعر بالمصاعب التي تواجه المرأة الأميركية ويرغب في مساعدتها". x جيني متطوعة في حملة باراك أوباما التطوع رغم البرد القارس كانت جيني ترتجف وهي تنظر في قوائم سكان الحي المسجلين في لوائح الانتخابات كمستقلين. لم تكن ترتدي غير سترة خضراء خفيفة وسروال جينز أزرق، وقالت إنها ستتناول وجبة سريعة من ماكدونالدز وهي تمشي بين بيوت الحي لأنها لا تملك الوقت الكافي للجلوس. قالت جيني وهي تبتسم "يوم الانتخابات قصير وعلي حث أكبر عدد من السكان على التصويت لصالح الرئيس أوباما.. لن يضيرني أبدا إن لم أتناول أي وجبة لأن إعادة انتخاب أوباما أهم بكثير من راحتي الشخصية". جيني ليست الوحيدة التي قررت التطوع خلال يوم انتخابات الرئاسة فعشرات الآلاف من المتطوعين لصالح الحزبيْن الجمهوري والديموقراطي يقضون شهورا طويلة قبل موعد الانتخابات في تنظيم الحملات الدعائية وتأمينها وتوفير كل المتطلبات اللوجستية اللازمة، بالإضافة إلى محاولة استمالة المصوتين لصالح الحزب الذي يعملون لحسابه. وقال داستن هوارد، وهو المدير التنفيذي للحزب الجمهوري بمقاطعة "برنس وليام" شمال ولاية فرجينيا إن أكثر من 350 شخصا يقومون بالدعاية لصالح مرشح الحزب ميت رومني يوم الانتخابات في مجموعة من الأحياء المتقاربة، وقدّر عدد المتطوعين منذ انطلاق الحملة الانتخابية لرومني بعشرات الآلاف. كان داستن يرد بسرعة على المكالمات الهاتفية الكثيرة التي كانت ترد على مكتب الحزب الصغير والضيق الذي يتكون من غرفتين صغيرتين ومخزن. كان ثلاثة أشخاص يجلسون في الغرفة الرئيسية يتصلون بسكان المقاطعة ويسألونهم إن كانوا قد صوتوا أم لا ويحثون كل من قال إنه لم يصوت بعد على الاقتراع لصالح رومني. x داستن هاورد متطوع في حملة ميت رومني كانت علب حلوى "دوناتس" موضوعة على مكتب بسيط في الغرفة، وقال داستن إنه لم يتناول شيئا غير "دوناتس" طوال اليوم، لكنه قال بلهجة قوية "أنا أبحث عن عمل منذ ثلاث سنوات ووالدي حاول بناء مشروع اقتصادي صغير لكنه فشل بسبب الاقتصاد المتدهور.. لهذا قررت التطوع في حملة رومني وعندما يغادر أوباما البيت الأبيض سأكون سعيدا ويمكنني التهام ما أشاء من المأكولات حينها". التطوع واجب ولم تخف تينا وولكووتس، وهي أميركية شقراء تبلغ 64 عاما، حماسها عندما قالت إن التطوع لصالح رومني يعد "واجبا على أي شخص يؤمن بالقيم الأميركية الأصيلة". وأضافت تينا أن لها حفيديْن تخشى كثيرا على مستقبلهما إن "ظل أوباما في البيت الأبيض لأربع سنوات إضافية". وأفادت أنها التحقت بصفوف الحزب الجمهوري قبل 20 عاما لأنها تؤمن بأنه الوحيد الذي "يدافع عن قيم الأسرة المحافظة ويجعل من أميركا دولة قوية وحامية لقيم الديموقراطية وحقوق الإنسان حول العالم". x تينا متطوعة في حملة ميت رومني وقالت تينا إنها صوتت باكرا الثلاثاء لصالح مرشحي الحزب للبيت الأبيض ولمجلسي الكونغرس، وتحدثت قليلا إلى رئيس لجنة الحزب الجمهوري بمقاطعة "برنس وليام" بيل كارد عن بعض الأحياء التي لم يصلها بعد متطوعو الحزب قبل أن تنسحب بسرعة راسمة بيدها علامة النصر، قائلة بصوت عال "فرجينيا أعقل من أن تصوّت لأوباما، لقد صوتتْ لرومني". لكن ليزا واشنطن ضحكت كثيرا عندما سألتها إن كانت تعتقد أن ولاية فرجينيا ستصوت لصالح رومني. ليزا متطوعة في صفوف الحزب الديموقراطي، كانت تتناول شطيرة لحم في مطعم "بانيرا" شمال ولاية فرجينيا وترتب عناوين السكان الذين ستدق على أبوابهم على لوحة "آيباد" كانت موضوعة على طاولتها الخشبية. قالت ليزا إنها تطوعت في حملة أوباما لأن قانون الرعاية الصحية الذي أقرته إدارته أو ما يعرف بأوباما كير سيسمح لابنتها التي تعاني من مرض عضال بالعلاج دون مشاكل، وأكدت أن "أوباما يشعر بآلام الفقراء في أميركا وعمل على مساعدتهم منذ اليوم الأول الذي دخل فيه البيت الأبيض". x ليزا واشنطن متطوعة في حملة باراك أوباما ارتدت ليزا معطفها واستعدت للمغادرة، ثم وضعتْ كفها على صدرها حيث كانت تضع دبوسا مرسوم عليه شعار الحزب الديموقراطي وإلى جانبه صورة للرئيس باراك أوباما وهو يبتسم وينظر إلى السماء وقالت "عندما انتخب الأميركيون أوباما سنة 2008 بكيتُ كثيرا.. بكيتُ طوال الليل وقررتُ حينها أن أصبحَ مواطنة أفضل.. أوباما صالحني مع السياسة ويستحق أن أتطوع من أجل إعادة انتخابه".