إيران: اسرائيل ستندم على غارتها الجوية على سورية بيروتدمشق وكالات: قال الزعيم السوري المعارض معاذ الخطيب الاثنين انه مستعد للتفاوض مع فاروق الشرع نائب الرئيس بشار الاسدن لكن المحادثات ينبغي ان تقوم على مبدأ رحيل النظام، فيما قالت إيران الاثنين إن اسرائيل ستندم على الغارة الجوية التي شنتها على سورية الأسبوع الماضي وإن لم تحدد ما إذا كانت تعتزم هي أو حليفتها دمشق القيام بأي رد عسكري. واضاف الخطيب الذي كان يتحدث لتلفزيون 'العربية' بعد اجتماعات مع مسؤولين ايرانيين وروس وامريكيين في المانيا انه طلب من ايران نقل مبادرته الى حكومة الاسد. ورد الخطيب من جهة ثانية بشكل غير مباشر على منتقديه، رافضا 'تخوين' من يتكلم بالتفاوض. كما طالب النظام ب'موقف واضح' من موضوع الحوار لحل الازمة في سورية، موجها نداء الى الرئيس بشار الاسد 'لايجاد حل' و'التساعد لمصلحة الشعب'. وقال الخطيب في مداخلة مع قناة 'الجزيرة' الفضائية 'انا اقول يا بشار الاسد انظر في عيون اطفالك وحاول ان تجد حلا وستجد اننا سنتساعد لمصلحة البلد'. واضاف ان 'النظام عليه ان يتخذ موقفا واضحا. نحن سنمد يدينا لاجل مصلحة الشعب ولاجل ان نساعد النظام على الرحيل بسلام. المبادرة الآن عند النظام اما ان يقول نعم او لا'. وتابع الخطيب ان 'النظام اذا اراد ان يحل الامور يستطيع ان يشارك (...) ولن يلقى اذا كان جادا وصادقا، الا الترحيب من قبل المعارضة'. وقال 'اذا اراد النظام اخراج الشعب من هذه الازمة، سنتساعد كلنا لمصلحة الشعب ورحيل النظام بشكل يضمن اقل خسائر ممكنة في الارواح والخراب والتدمير'. ووجه 'رسالة' الى بشار الاسد قائلا 'اقول للنظام كفى استخدام هذه العقلية الفوقية المتكبرة على الشعب. انا اقول لك يا دكتور بشار هذا البلد معرض للخطر الشديد، ابتعد عن توحشك ولو قليلا. قبل ان تنام انظر في عيون اطفالك وسيعود لك جزء من انسانيتك، وسنجد حلا'. وردا على سؤال حول مضمون المحادثات التي اجراها خلال نهاية الاسبوع في ميونيخ وشملت نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي والموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي، قال الخطيب 'هناك امر متفق عليه بين كل قوى المعارضة. نحن نريد ان نوفر المزيد من الدماء والخراب، لذلك نقوم بمبادرة سياسية من اجل حل الازمة'. واضاف ان هذه المبادرة يجب ان تؤدي الى 'رحيل النظام، واؤكد على رحيل النظام، (...) وهذا كان محور الحديث مع كل الاطراف التي تم اللقاء بها'. وردا على سؤال عن تفاصيل المبادرة، قال الخطيب 'هناك بعض الخطوات نحن نتشاور بها، على سبيل المثال حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة'. وتوجه الى الشعب السوري بالقول 'الاميركان والروس والايرانيون والاوروبيون لا يملك اي واحد منهم تصورا للحل والشعب السوري وحده هو من سيقرر الحل. لذلك نحن نقول لقيادة النظام السوري، دعونا نبحث عن مخرج للبلد قبل ان تخرب اكثر'. وتوجه الى النظام قائلا 'اذا احببتم ان توجهوا رسالة واضحة الى الشعب السوري بأنكم تريدون توفير المزيد من الدماء، من الان ابدأوا بإطلاق سراح الاسرى كما طلبت'، مضيفا 'انا لا امزح، وهذه ليست نكتة سياسية. (...) اطلب من النظام التعامل بجدية ولو مرة'. وكان الخطيب اعلن في 30 كانون الثاني (يناير) استعداده المشروط 'للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام'، مسجلا خيبة امله من غياب الدعم الدولي للمعارضة وعدم الايفاء بالوعود. وتمثل شرطاه بالافراج عن '160 الف معتقل' في السجون السورية وتجديد جوازات سفر السوريين الموجودين في الخارج. وجوبه موقفه بانتقادات من بعض المعارضين، قبل ان يعلن الائتلاف المعارض في بيان صدر عن هيئته السياسية ان 'اي حوار يجب ان يتركز على رحيل النظام'. وقال الخطيب الاثنين 'العقلية البعثية عودت الناس ان كل كلام عن التفاوض هو نوع من التخوين. النبي عليه الصلاة والسلام جلس مع كفار قريش العتاة ليفاوضهم. القيادة الفيتنامية جلست سنوات في باريس تتفاوض مع الاميركان وشعبها تحت القصف. لم يخون احد القيادة ولا احد اعتبر ذلك نوعا من التنازل. هذه عقيدة بعثية فيروساتها دخلت في بعض المعارضين للاسف'. وختم 'شعبنا يموت ولن نسمح بذلك'. ومن جهته قال سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في مؤتمر صحافي بدمشق بعد يوم من إجراء محادثات هناك مع الرئيس السوري بشار الأسد 'سيأسفون لهذا العدوان الأخير'. وشبه جليلي هجوم اسرائيل على مجمع عسكري إلى الشمال الغربي من دمشق يوم الأربعاء بصراعات سابقة منها الحرب التي استمرت 34 يوما مع جماعة حزب الله اللبنانية في 2006 وهي كلها معارك قال إن اسرائيل ندمت عليها لاحقا. ومضى يقول 'اليوم أيضا فإن سورية - شعبا وحكومة - جادة فيما يتعلق بهذه القضية. كما أن المجتمع الإسلامي يدعم سورية'. وقال جليلي إن إيران بوصفها الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز ستعمل بالنيابة عن سورية على الساحة الدولية للرد على الهجوم. وفي برلين قال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي امس 'جيش سورية كبير بما فيه الكفاية ولا يحتاجون الى مقاتلين من الخارج'. ومضى يقول 'نحن نمنحهم (حكومة الأسد) الدعم الاقتصادي. نرسل البنزين ونرسل القمح. نحاول إرسال بعض الكهرباء لهم من خلال العراق ولم ننجح'. وعلى الارض ابلغ ناشطون عن وقوع اشتباكات بين الجيش ومقاتلي المعارضة شرقي دمشق الاثنين وعن قصف مكثف للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حمص بوسط سورية. وقال ناشط ان حي جوبر على الطرف الجنوبي الغربي لحمص استهدف بأكثر من 100 صاروخ صباح الاثنين. وحقق مسلحو المعارضة السورية تقدما على الارض في محافظة الرقة، شمال سورية، باقتحامهم سد البعث الاستراتيجي غرب مدينة الرقة بعد معارك دامية مع القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى استمرار القصف والعمليات العسكرية الاثنين في ريف دمشق. وقال المرصد في بيان صباح الاثنين 'سيطر مقاتلون من جبهة النصرة وكتيبة احرار الطبقة ليل الاحد على مداخل سد البعث قرب بلدة المنصورة غرب مدينة الرقة'. ويقع السد بين مدينتي الرقة والطبقة اللتين لا تزالان تحت سيطرة القوات النظامية، في وقت باتت معظم مناطق الريف في ايدي المقاتلين المعارضين. يدلين: سقوط سورية 'بشرى استراتيجية' لإسرائيل تل أبيب يو بي آي: اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق ورئيس 'معهد أبحاث الأمن القومي' في جامعة تل أبيب اللواء في الاحتياط عاموس يدلين، أن سقوط سورية هو 'بشرى استراتيجية' لإسرائيل. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يدلين قوله الاثنين، إن تفكّك سورية يشكل 'أكبر فرصة لإسرائيل'، وإن 'إخراج سورية من المحور الراديكالي وسقوطها، هما بشرى استراتيجية لدولة إسرائيل'. وأضاف يدلين أنه ليس مهما كيف ستبدو سورية في المستقبل 'سُنيّة متطرفة أو مقسّمة لعدة دول'، فإنها ستكون منشغلة في بناء نفسها 'ولذلك فإنه يوجد هنا تحسّن في الوضع الاستراتيجي، ولا أرى كيف ستتجه سورية إلى مواجهة عسكرية ضد إسرائيل'. وجاءت أقوال يدلين خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر 'معهد أبحاث الأمن القومي' في جامعة تل أبيب واستعرض خلاله كتاب 'التقييم الاستراتيجي لإسرائيل للعامين 2012 2013' الصادر عن المعهد. وتطرق يدلين إلى الغارات الإسرائيلية ضد أهداف في سورية يوم الأربعاء الماضي، وقال إن محاولة نقل أسلحة من سورية إلى حزب الله يشكّل خرقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى 'حرب لبنان الثانية' في صيف العام 2006 وتضمّن 'تعهداً للروس بعدم نقل منظومات أسلحة متطورة جداً إلى حزب الله'. وقدّر يدلين أن الرئيس السوري بشار الأسد سيبقى في الحكم طالما أن الجيش يدعمه، وأن 'نقطة الضعف لدى الأسد ستكون عندما يتوقف الروس عن منح الحماية له، فتصويتهم في مجلس الأمن الدولي يمنع هجوماً (ضد سورية)'. وأشار يدلين إلى أن 'التهديد الأساسي' على إسرائيل في السنة الماضية هو من جانب إيران، التي 'أنهت جميع المُركبات التي تسمح لها بالاختراق نحو قنبلة نووية'، وقال ' يوجد لدى إيران كل الوسائل لصنع قنبلة نووية في اللحظة التي تقرر فيها ذلك'، لكن ذلك يحتاج إلى أن تحصل إيران على كميات كبيرة من أجهزة الطرد المركزية. وأضاف أنه 'ربما سيقررون خلال العام القريب أن يخترقوا' وأن هذا يشكل تحديا كبيرا وسيلزم إسرائيل والولايات المتحدة بالعمل، مشيراً إلى أن قرارا إيرانيا بهذا الخصوص سيتخذ في نهاية الربيع أو الصيف المقبلين. ورأى يدلين أن جولة المفاوضات المقبلة مع إيران غايتها جعل إيران تتراجع بشكل محترم، وفي حال عدم تحقق ذلك، فإن السؤال سيكون 'كيف يتم وقف المشروع النووي الإيراني؟ من خلال عمليات عسكرية سرية أو حرب؟'، مشدداً على أن ذلك لن يفاجئ إيران التي 'سترد ولكن بصورة مركزة لكي لا توسع طبيعة رد فعل الموجة الثالثة، وهم يعرفون أن الأضرار ستكون كبيرة جداً بالنسبة لهم'. وأشار في هذا السياق إلى أن الموضوع الإيراني ينطوي على فرصة لتحسين العلاقات بين إسرائيل وبين 'دول سُنيّة، وبينها تركيا ومصر والسعودية، التي تدرك التهديد التي تشكله طهران'، لكنه أشار إلى أن 'هذا مشروط باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين'.