إنتاج «أوبك» يتجاوز 30 مليون برميل بقية عام 2015 عبدالرحيم بن حسن (جدة) 11/06/2015 19:42:43 م أكد المحلل المعروف المستشار محمد الشميمري أن الضغط الذي شكلته اجتماعات منظمة «أوبك» خلال الأسبوع الماضي على أسعار النفط قد زال تدريجيا منذ بدء التداولات على عقود النفط يوم الأحد الماضي، الأمر الذي دفع بسعر النفط إلى العودة نحو الارتفاع مجددا ليصل إلى مستويات 66 دولارا للبرميل.وأشار إلى أن التوقعات في الأسبوع الماضي كانت ترجح استمرار معدل إنتاج «أوبك» في نفس المستوى تقريبا بمعدل 30 مليون برميل، موضحا أن ذلك الترجيح جعل المضاربين يمارسون نوعا من الضغط على الأسعار اتضح جليا مع نهاية آخر جلسة من الأسبوع الماضي.وأضاف: بعد زوال تأثير عوامل الضغط بدأ السعر في الارتداد نحو الأعلى لأسباب أساسية أبرزها: ما تضمنته البيانات الخاصة بالمخزونات الأمريكية التي كشفت عن تقلص في المخزون وصل إلى أقل من 6 ملايين برميل، فأثر ذلك كثيرا على السعر الذي اندفع نحو الأعلى، كما أن هذه الفترة من السنة تشهد إقبالا أكثر على البنزين يدعمه ارتفاع في الطلب من شرق آسيا، واستهلاك متزايد من الصين على وجه الخصوص.ومضى يقول: كل هذه الأمور جعلت النفط يستمر في الصعود؛ لذلك مازالت الأهداف المرتقبة مهيأة لوصول السعر إليها، إذ أن التوقعات تميل كثيرا إلى وصول سعر نفط «برنت» إلى مستويات 75 دولارا للبرميل، ووصول سعر نفط «نايمكس» إلى مستويات 70 دولارا للبرميل.يأتي ذلك بعد التأكيدات التي أطلقتها وكالة الطاقة الدولية أمس بخصوص ارتفاع الطلب العالمي على النفط، وقدرته على تجاوز المستويات المتوقعة له ليصل إلى 1.40 مليون برميل يوميا؛ ما يعني أن حجم الطلب خلال العام الجاري سيصل إلى 94 مليون برميل يوميا، مضيفة: هبوط أسعار الخام يساهم في زيادة استهلاك الوقود، والقوة التي اكتسبها السوق في الآونة الأخيرة ترجع في جزء منها بالتأكيد إلى النمو القوي غير المتوقع للطلب العالمي على النفط.الشميمري، المحلل المتخصص في الأسواق العالمية، شدد على أن الأسباب التي أدت إلى صعود النفط إلى هذه المستويات اقتصادية بحتة؛ مشيرا إلى أن الشق السياسي والجيوسياسي مازال أثره محدودا ولا يشكل الزخم أو الدافع الذي يقود مؤشر سعر النفط.وتطرق في حديثه إلى الجوانب الفنية بقوله: إن ارتداد مؤشر سعر النفط لأكثر من مرة عند مستويات 66 دولارا للبرميل يدعم التوقعات الرامية إلى أن السعر قادر على اختراق هذه المستويات، وعند تجاوزها بشكل مؤكد؛ فإنه سيصبح جاهزا للوصول إلى الأهداف التالية التي تضع سعر البرميل في مستويات السبعينات.فائدة #الدولار والنفطوعن مدى تأثير رفع سعر فائدة #الدولار على كبح جماح ارتفاع النفط بحكم أنه مقيم بالدلار؛ قال: إن المؤشرات الفنية تدعم وصول سعر النفط إلى مستويات 70-79 دولارا قبل موعد إعلان رفع سعر الفائدة، المتوقع صدوره بعد نحو 3 أشهر وبالتحديد خلال شهر سبتمبر المقبل طبقا للقراءات الصادرة عن الاجتماع الأخير للمجلس الفيدرالي الأمريكي، لذلك سيكون التأثير وقتيا ولن يأخذ صفة المدى الطويل؛ إذ أن الانتهاء من زخم أثر رفع سعر الفائدة على سوق العملات والسلع المقيمة بالدولار سيرتفع سعر النفط مجددا كونه يسير في اتجاه صاعد على المدى المتوسط والقصير.وتطرق في حديثه إلى أن هناك محاولات من شركات أمريكية ترغب في تصدير النفط لأول مرة منذ أقل من نصف قرن بعد أن استوفت تلك الشركات كافة الإجراءات التي تمكنها من ذلك، وتقدمت بمشروع طلب إلى الكونجرس لأخذ الدعم في هذا الإطار.وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن وكالة الطاقة أن أسعار النفط تعافت هذا العام بعدما وصلت إلى أدنى مستوياتها في نحو 6 سنوات قرب 45 دولارا للبرميل في يناير الماضي، إبان هبوط سعرها من 115 دولارا للبرميل في يونيو 2014 قبل أن يشتد الهبوط في أعقاب رفض «أوبك» دعم الأسعار مفضلة حماية حصتها في السوق.توقعات بنمو الطلبوأفادت وكالة الطاقة أنه بعد التعديلات التي تم إجراؤها برفع التوقعات باتت الوكالة هي الأكثر تفاؤلا بنمو الطلب بين المؤسسات الحكومية الثلاث التي تراقبها سوق النفط عن كثب، وأصدرت المؤسستان وهما «أوبك» وإدارة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الأمريكية تقاريرهما في وقت سابق هذا الأسبوع.وأشارت وكالة الطاقة إلى أنه فضلا عن أن هبوط الأسعار ساهم التعافي الاقتصادي والطقس الشتوي البارد نسبيا في زيادة الطلب خلال النصف الأول من العام، وقد يضعف تأثير هذه العوامل الداعمة للطلب في بقية 2015.وقالت: شهدت الأشهر الأخيرة تسارعا مطردا في نمو الطلب العالمي على النفط.. لكن بسبب الطبيعة المؤقتة لكثير من العوامل التي ساهمت في الارتفاع فإن النمو السنوي قد يتراجع في النصف الثاني من 2015.وأشار تقرير وكالة الطاقة إلى قوة المعروض، وذكرت أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» ارتفع إلى 31.33 مليون برميل يوميا في مايو، مسجلا أعلى مستوياته منذ أغسطس، ومن المرجح أن يظل فوق 31 مليون برميل يوميا في الأشهر المقبلة.ورفعت الوكالة توقعاتها لنمو المعروض من المنتجين غير الأعضاء في «أوبك» هذا العام بواقع 195 ألف برميل يوميا إلى مليون برميل يوميا، عازية ذلك إلى تعديل بالرفع للبيانات الأمريكية، وتراجع عمليات الإغلاق لإجراء أعمال صيانة في الصيف في مناطق أخرى.وقال التقرير إن تراجع أسعار النفط وانخفاض الإنفاق الرأسمالي يستغرق وقتا للحد من إمدادات المعروض من خارج أوبك، ورغم ظهور علامات على تباطؤ المعروض من خارج أوبك وخصوصا في الولاياتالمتحدة يظل نمو الإنتاج العالمي مرتفعا كثيرا.يشار إلى أن إمدادات الخام السعودي زادت 90 ألف برميل يوميا في مايو إلى مستوى شهري قياسي عند 10.25 مليون برميل يوميا، وأن أكبر زيادة في الإنتاج جاءت من المملكة والعراق.
