بدأت القمة الإسلامية أعمالها في القاهرة حيث من المفترض أن يهمين عليها النزاع السوري والتدخل الفرنسي في مالي. ويشمل جدول أعمال القمة عدة قضايا أخرى بينها "الإسلاموفوبيا" والأقليات المسلمة في العالم. القاهرة: بدأ قادة دول منظمة التعاون الاسلامي في القاهرة اليوم الاربعاء قمتهم التي يفترض أن يهيمن عليها الوضع في سوريا التي تشهد نزاعًا داميًا منذ سنتين والتدخل العسكري الفرنسي في مالي. ويشارك في القمة التي يرئسها الرئيس المصري محمد مرسي، قادة عدد من الدول الاعضاء في المنظمة الاسلامية بينهم الرئيسان الايراني محمود احمدي نجاد والتركي عبد الله غول. مرسي يدعو لدعم الائتلاف السوري ودعا مرسي كل أطياف المعارضة السورية إلى دعم جهود ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية الذي يرأسه معاذ الخطيب. وقال مرسي في كلمته الافتتاحية: "أدعو كل أطياف المعارضة التي لم تنضم إلى الائتلاف الوطني السوري إلى التنسيق معه وإلى مؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة لعملية البناء الديمقراطي لسوريا الجديدة". وأوضح أن مصر، التي تستضيف مقر الائتلاف السوري المعارض، "حريصة أشد الحرص على إنهاء الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن، حقنًا لدماء أهلها وحفاظًا على وحدة سوريا وعلى مقدرات شعبها العظيم". ووجّه مرسي دعوة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، من دون ذكر اسمه، إلى قراءة دروس التاريخ، قائلاً إن "على النظام الحاكم في سوريا أن يقرأ التاريخ ويعي درسه الخالد: أن الشعوب هي الباقية وأن من يُعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة". على صعيد آخر، قال مرسي اليوم إن بلاده تدعم "وحدة وسلامة الأراضي المالية". ولم يتطرق مرسي صراحة، في كلمته أمام قمة التعاون الإسلامي التي انطلقت اليوم في القاهرة، إلى التدخل العسكري الفرنسي في مالي بدعوى مساعدة الجيش المالي على استعادة مدن في شمال ووسط البلاد من أيدي مسلحين. وأضاف الرئيس المصري أن "بلاده تؤكد علي دعمها وحدة الأراضي المالية وسلامة شعبها وتراثها"، معتبرًا أن التعامل مع الوضع هناك - ومع أي حالة مشابهة - من منظور "شامل يتعامل مع الأبعاد المختلفة للأزمة ويعالج جذورها سياسيًا وتنمويًا وفكريًا وأمنيًا". كما طالب كذلك بمراعاة حقوق الإنسان، مطالبًا بدعم جهود التنمية في هذا البلد. ودعا الرئيس المصري الأممالمتحدة والمجتمع الدولي أن "يكيل بمكيال واحد" في ما يتعلق بأزمة مسلمي ميانمار. وخلال كلمته اليوم قال: "نطالب حكومة ميانمار بتحمل مسئولياتها إزاء الأوضاع المتردية في ولاية أراكان". وأضاف: "وعلى الأممالمتحدة والمجتمع الدولي أن يكيلا بمكيال واحد.. وأن يشددا على احترام وضمان حقوق المسلمين في ميانمار". ووصف وضع مسلمي أقلية الروهينجا بدولة ميانمار بأنه "لا يمكن السكوت عنه.. وفي ظل الأعداد المتزايدة من القتلى والجرحى والنازحين"، نتيجة "أحداث العنف الطائفية" ضدهم. وناشد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ببذل كل الجهود الممكنة من أجل "الاستجابة السريعة للجهود الدولية لحماية مسلمي الروهينجا، ومنع أي تمييز ضدهم، وضمان حصولهم على كامل حقوقهم المشروعة كمواطنين كاملي المواطنة". "آلية إسلامية" لفض النزاعات ودعا مرسي العالم الإسلامي إلى "الاتفاق على تأسيس آلية ذاتية فعالة لفض النزاعات بالطرق السلمية والتعامل مع كافة الأزمات التي تواجه دوله"، منتقدًا ما وصفه ب"عدم عدالة موازين الآليات الدولية". وقال "في إطار مواجهة الأزمات السياسية لدولنا الإسلامية و تحديات التدخلات الخارجية وعدم عدالة موازين الآليات الدولية، فإنني أدعو إلى الاتفاق على تأسيس آلية ذاتية فعالة لفض النزاعات بالطرق السلمية والتعامل مع كافة الأزمات التى تواجه دولنا". وتابع "آلية تحقق مصالحنا وترعى حقوق شعوبنا وتحفظ استقلال قراراتنا الكبرى وتؤدي إلى تقليص التدخل الأجنبي المباشر وغير المباشر في أحوالنا الداخلية والبينية، وتسهم في دعم السلم والأمن العالمي". عِناق بحريني إيراني وعلى هامش القمة الاسلامية، خطف عِناق وزيري خارجية البحرين وإيران الأنظار بحسب ما نقلت وكالة الأناضول للانباء. وجاء هذا المشهد في ظل حالة من التوتر تسود العلاقة بين البلدين واتهام مسؤولين بحرينيين وخليجيين لطهران بدعم هذه الاحتجاجات والتدخل في شؤون دولة البحرين. وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي هو المبادر بالتحية فور رؤيته لوزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة. مشاورات رباعية ومن المقرر اجراء مشاورات بين مصر وايران وتركيا والسعودية اعضاء اللجنة الرباعية المكلفة الأزمة السورية التي شكلت خلال قمة استثنائية عقدت في آب (اغسطس) الماضي في مكةالمكرمة وقررت تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الاسلامي. قضايا أخرى ويشمل جدول اعمال القمة عدة قضايا اخرى بينها "الاسلاموفوبيا" والاقليات المسلمة في العالم وخصوصا الروهينجيا في بورما والتعاون الاقتصادي بين دول العالم الاسلامي وهي سوق كبيرة اذ يبلغ عدد سكانها قرابة مليار ونصف المليار شخص. وقد تجلت الانقسام المذهبي بشكل واضح خلال زيارة للرئيس الايراني امس الى مشيخة الازهر حيث التقى الامام الاكبر احمد الطيب. وفي بيان صدر بعد اللقاء، اكد شيخ الازهر انه طالب الرئيس الايراني ب"عدم التدخل في شؤون دول الخليج" وب"احترام البحرين كدولة عربية شقيقة"، مشيرا الى انه اكد لاحمدي نجاد "رفضه المد الشيعي في بلاد اهل السنة والجماعة". وقد وقف اربعة من الشباب امام باب مشيخة الازهر حاملين لافتات احتجاجية على زيارة احمدي نجاد كتب على واحدة منها "لا تظن يا نجاد ان الدم السوري يذهب هدرا سنقتص له قريبا من كل صفوي". وبعد الازهر انتقل الرئيس الايراني للصلاة في مسجد الحسين في القاهرة ففوجىء بشخص يقترب منه لدى خروجه من المسجد وهو يصرخ ويحاول قذفه بحذاء قبل ان يبعده رجال الامن بسرعة، بحسب مقطع فيديو نشر على شبكة الانترنت. واخيرا، قالت مصادر دبلوماسية ان السعودي اياد مدني سيتولى منصب الامين العام للمنظمة خلفا لاوغلو مطلع 2014 بعد انسحاب ثلاثة مرشحين افارقة. واضاف المصدر ان السعودية التي تطرح لاول مرة مرشحا لهذا المنصب والتي تستضيف مقر المنظمة وتعد ممولها الاول، تريد "استعادة زمام المبادرة في مواجهة مصر التي يقودها الاخوان المسلمين والتي تتولى رئاسة المنظمة".