بدأت بعض التقارير تظهر منذ عدة أشهر تفيد بأن الحرب في سوريا تنحدر إلى مستويات غير مسبوقة من الوحشية، خاصة في استخدام الأطفال كجنود في قتال دموي ضد الرئيس الأسد. حيث كشفت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة، ليلى زروقي، أنها تجري تحقيقًا حاليًّا في ممارسات لجماعات سورية معارضة ضد الأطفال يمكن أن تؤدي في حال ثبوتها لإدراج تلك الجماعات في "قائمة العار"؛ مما قد يعرضها لعقوبات من مجلس الأمن الدولي. وقالت الممثلة الدولية: "جاءتنا معلومات بأن المعارضة تستغل الأطفال، وأن هناك انتهاكات تمس الأطفال سواء استخدام الأطفال في تفجيرات أو القيام بتفجيرات في مناطق يوجد بها أطفال". وأشارت إلى أن الأوضاع الحالية لا تسمح بزيارة بعثات تحقيق لأماكن الانتهاكات المزعومة للتحقق من المعلومات، مشيرة إلى أنه إذا استمر هذا الوضع حتى حلول موعد صدور تقرير العام الحاليفسيتم إرسال بعثة تقنية إلى الحدود لمقابلة لاجئين ومصادر موضع ثقة بغرض توثيق الممارسات. كانت الأممالمتحدة قد بدأت التحقيق في سبتمبر الماضي، وأكدت أن بعض جماعات المعارضة يستخدمون بالفعل الأطفال كجزء من الحرب، ولكن لم تشر بأصابع الاتهام إلى جماعة بعينها. فيما طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بمزيد من التحقيق وبدء الملاحقات القضائية للمرتكبين. الآن، وقد ظهرت أدلة جديدة تفيد مشاركة صغار السن في القتال نيابة عن المعارضة. المنظمات غير الحكومية المناهضة للنظام، ومنها المرصد السوري لحقوق الإنسان، نشر أمس صورة على الفيسبوك لصبي سوري يحمل كلاشنيكوف ويشير به إلى السماء. كانت الصورة لنور الدين حبش ذي الخمسة عشر عامًا، وهو مقاتل معارض قتل في قلعة حارم، قرب إدلب في سوريا. الصورة تم رفعها من قبل منظمة مؤيدة للمعارضة، ولا سيما اتهام صريح لسلوك مجموعة من قوات المعارضة. ونهاية الأسبوع الماضي، ظهر شريط فيديو يطلق فيه المتمردون النار على مجموعة من الجنود النظاميين وهم ملقون على الأرض. الأمر الذي جعل الأممالمتحدة تهدد بتوجيه تهمة "جريمة حرب" للفاعلين، وكما تشير الدلائل إلى هذه "الجرائم"، فإن الدعم الدولي لقوات المعارضة يبدو في طريقه إلى النقصان.