صدى عدن / عدن / خاص شيع المئات قبل دقائق من الان جثمان الفقيد "محمد مرشد ناجي" الذي كان قد وافته المنية عصر اليوم الخميس اثر أزمة قلبية مفاجئة . وانطلق موكب التشييع من مسجد ابوبكر الصديق بحي ريمي بالمنصورة بمشاركة المئات من أهالي مدينة عدن وبغياب الكثير من المسئولين في جهاز الدولة . ورفع مشاركون في مراسم التشييع اعلام دولة الجنوب السابقة ورددوا هتافات تدعو للفقيد بالرحمة والمغفرة . هذا وقالت مصادر مقربة من اسرة الفنان الكبير محمد مرشد ناجي ل " صدى عدن " أن أسرته رفضت حضور أيا من المسؤولين أو الجانب الرسمي في جنازة تشييعه بعد أن كان وزير الثقافة المتواجد في عدن يستعد للمشاركة في التشييع . وافادت المصادر أن الأسرة رفضت كذلك التصوير التلفزيوني للتشييع او حضور الجانب الرسمي . وحسب المصادر فإن أسرته أبدت امتعاضا من الاهمال الذي لقيه الفنان محمد مرشد ناجي من قبل الجهات الرسمية حيث لم يقم بعض المسؤولين حتى بزيارته في أيامه الأخيرة في حين سعت قيادات كثيرة الى حضور تشييع جثمانه بعد أن تجاهلت معاناته من ضيق صمام القلب في أيامه الأخيرة وتسبب بتدهور صحتة في السنوات الأخيرة ما أدى إلى إسعافه إلى سوريا والهند وأخيرا إلى الأردن في الشهرين الماضيين والتي كانت على نفقتة الخاصة. ويعد الفنان الكبير محمد مرشد ناجي واحدا من أهم دعائم وركائز "الغناء التجديدي الحديث"، بالإضافة لدوره البارز والهام والمؤثر بتقديم الموروث والفلكلور الغنائي اليمني بكل تلاوينه وإيقاعاته المختلفة والمتعددة بأسلوب رائع أخّإذ ومقدرة فائقة أعادت إليه الروح والحياة بعد حالة الإهمال والنسيان ولعل "المرشدي" من الفنانين القلائل الذين تمكنوا ببراعة من تقديم عطاءات ونتاجات إبداعية استندت على محاكاة التراث اليمني برؤيته المستقلة وبمنظوره ومنهاجه ومدرسته المتميزة معتمدا بذلك على جمال وعذوبة ورقة "صوته الذهبي" وسلاسة وسلامة مخارج الألفاظ والقدرة الهائلة على التغيير والتنويع بخلق جمل موسيقية ومقامات لحنيه وإيقاعات يمنية مصحوبة بثراء في العاطفة والشجن المتدفق المرتبط بجذور وأصول التربة اليمنية المعطاة،. إن صوت "المرشدي"، ونحن نستمع إليه، يخيّل إلينا، ونحس وكأنه جاء منبعثا من أعماق الأرض والتاريخ حاملا بصوته الرخيم العذب أبرز وأهم ملامح الأصالة والحضارة اليمنية المترامية بامتدادها واتساعها في كل أرجاء الجزيرة العربية والخليج العربي، مؤكدا بأدواته وقدراته الإبداعية المتفردة (جدارته وحنكته) وعلى توصيل كل تلك السمات الفنية والتفاصيل التاريخية، الاجتماعية، السياسية، بحرفية وتقنية عالية وبملكة الفنان المبدع الخلاق الذي يتكئ بمشروعه الغنائي الموسيقي على "مرجعية الثقافة والعلم وفي الإطلاع والبحث عن المعرفة بكل شاردة وواردة تصادفه في جامعة الحياة". وفي الواقع إن فناننا القدير محمد مرشد ناجي نجح بشكل لافت مبهر في تحقيق كل تلك القيم والمفاهيم التي تحمل بمضامينها ماهية ووظيفة الفن ودور الفنان المثقف الملتزم باشتغالاته الغنائية والموسيقية المبتكرة الحديثة وأستطاع في نفس الوقت أن يتعامل ويتعاطى مع التراث والفلكلور اليمني (برؤى ومعالجة فنية حداثية) ليجعله محتفظا بأصالته وهويته ومحببا لأذن المستمع والمتلقي في داخل الوطن وخارجه، فتمكن (المرشدي) من خلال أحاسيسه ومشاعره الصادقة أن يمر على كل جبال وهضاب وسهول ووديان اليمن بكل تضاريسها ومناخاتها الساحرة الخلابة، وجعلنا أيضا نطوف ونحلق مع أعماله الرائعة التي قدمها (حديثا) والتي أعاد صياغتها غنائيا وموسيقيا بصوته المخملي الدافئ والحنون الممتلئ بالخيالات المتوهجة المعبرة لنستمع ونستمتع بفضاءات غنائية موسيقية رحبة، فنستعيد بعطاءاته وإبداعاته الفنية (ذاكرة الزمان والمكان) كل الحقب والمراحل الزمنية من تاريخ اليمن الزاخر والحافل بالإبداعات الخالدة، هذا ووري جثمانه في مقبرة الرحمن بالمنصورة انا لله وانا اليه راجعون هذا وكانت قوى الثورة السلمية لتحرير الجنوب واستعادة دولته المستقلة قد بعثت ببرقية عزاء لأسرة الفناة هذا نصها : بسم الله الرحمن الرحيم القائل ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ .. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً .. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي .. وَادْخُلِي جَنَّتِي )) صدق الله العظيم. الأخوة الأعزاء : علي , مسواط , خالد .هاشم , نشوان محمد مرشد ناجي الاكارم ببالغ الحزن والاسى تلقى شعب الجنوب من حوف شرقا إلى باب المندب غربا نبأ وفاة والدكم القدير فنان الجنوب الكبير الاستاذ/محمد مرشد ناجي ( ابو علي) يومنا هذا الخميس 7 فبراير 2013م رحمه الله واسكنه فسيح جناته. وبهذه المناسبة الاليمة ننقل اليكم ومن خلالكم تعازي شعب الجنوب قاطبة الى جميع أفراد اسرتكم الكريمة. فقد شكل رحيل فنان الجنوب الكبير وموسيقاره العظيم/ محمد مرشد ناجي خسارة فادحة على الجنوب شعبا وارضا وفنا. هذا الرجل الذي اعطاء لوطنه الكثير والكثير , وتغنى بألحانه وكلماته كل مواطني شعب الجنوب رجالا ونساء شيوخا وشبابا. بل تغنت بها شعوب الجزيرة العربية والخليج . وشكل مدرسة فنية راقية قلما شهد الجنوب لها مثيل. الاخوة الاعزاء / إن مكانة والدكم في قلوب شعب الجنوب لا يمكن التعبير عنها بالكلمات ولكن سوف ترونها بأم اعينكم في موكب تشيعه الى مثواه الاخير. فشعب يوم غدا سوف يخرج عن بكرة ابيه في موكبه الجنائزي. نسأله الله العلي القدير بعدد ما خلق في سماواته وارضه وما بينهما ان يسكن فقيد الجنوب الكبير ( المرشدي ) فسيح جناته .. انه سميع مجيب . ونسأله لكم الصبر والسلوان إنا لله وإنا اليه راجعون. قوى الثورة السلمية لتحرير الجنوب واستعادة دولته المستقلة