عواصم (وكالات)- أكد مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي زار مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق شمال الأردن أمس، أن بريطانيا ستباشر محادثات مع مجموعات من المعارضة المسلحة السورية سعيا لوضع حد للعنف في هذا البلد. وأعلن كاميرون أن بلاده تبرعت بمبلغ 14 مليون جنيه إسترليني إضافي كمساهمة في جهود وخدمات الإغاثة للاجئين السوريين، بعد لقائه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في العاصمة الأردنيةعمان. وقالت رئاسة الوزراء إن الحكومة البريطانية سمحت لمسؤولين بإجراء اتصالات مع ممثلين عسكريين عن مجموعات من المعارضة المسلحة، رغم أن مصادر في الحكومة شددت على أن المبادرة لا تنص على تسليح هذه المجموعات بل على فتح حوار سياسي بهدف توحيد المعارضة ووقف إراقة الدماء. وذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن وزير الخارجية وليام هيج أعطى الضوء الأخضر لمبعوثه الخاص لدى المعارضة السورية جون ويلكس لتنظيم هذه اللقاءات مع المعارضة السورية المسلحة في بلد ثالث. وأكد مسؤولون بريطانيون أيضا أن هذه المجموعات ستدعى إلى احترام حقوق الإنسان. وقام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس بزيارة إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق شمال الأردن على مقربة من الحدود مع سوريا. وفور وصوله إلى المخيم في ساعة مبكرة من صباح أمس توجه إلى مكتب تابع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة داخل المخيم قبل أن يقوم بجولة مشيا على الأقدام على الطريق الترابي بين الخيام. وأعلن كاميرون أثناء زيارته للمخيم عن تبرع بلاده بمبلغ 14 مليون جنيه إسترليني إضافي كمساهمة في جهود وخدمات الإغاثة للاجئين السوريين، وبذلك ترتفع مساهمة المملكة المتحدة الكلية إلى 53,5 مليون جنيه إسترليني. وتستهدف هذه المساعدات اللاجئين السوريين في دول الجوار بما فيها الأردن، وذلك من خلال المساعدة على توفير الملجأ والغداء والدواء والتعليم لهم. وأجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مباحثات في عمان أمس مع كاميرون ركزت على علاقات التعاون الثنائي والتطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والتحديات التي تواجهها. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن الجانبين بحثا تطورات الوضع في سورية، حيث أكدا ضرورة وقف العنف وسفك الدماء هناك. وشدد العاهل الأردني على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وشعبها، محذرا من "التداعيات الكارثية للأزمة في سورية على المنطقة بأسرها". وعبر كاميرون عن تفهمه للوضع على حدود الأردن الشمالية وأكد التزام بريطانيا بأمن واستقرار المملكة، مجددا تأكيده على موافقة الحكومة البريطانية على تأمين خروج آمن للرئيس السوري بشار الأسد من أجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سورية.
