قال علماء أمريكيون إن محبي السيارات يتعرفون إلى المركبات بالطريقة نفسها التي يتعرفها بها إلى وجوه البشر والكائنات الأخرى . وأوضح فريق العلماء بقيادة رانكين ماكجوجين الأستاذ في جامعة فاندربيلت بمدينة ناشفيل، عاصمة ولاية تينيسي الأمريكية، في دراستهم التي نشرت بمجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم "إن منطقة ما بالدماغ تنشط لدى المولعين بالسيارات حينما ينظرون إلى سيارة، وإن هذه المنطقة هي المنطقة نفسها المسؤولة عن التعرف إلى الوجوه" . كما تبين لفريق الباحثين أن هذه المنطقة التي تسمى "فوزي فورم فيس إيريا" (إف إف إيه)، مسؤولة بشكل عام عن التعرف المرئي المتكرر إلى الأشياء، وأنها تقع في نطاق الفص الصدغي بالدماغ . وقال الباحثون إنهم كانوا مختلفين فيما بينهم بشأن ما إذا كان هذا النطاق مسؤولاً فقط عن التعرف إلى الوجوه، أم أنه يقوم بالدور نفسه مع أشياء أخرى مثل السيارات على سبيل المثال . وعرض الباحثون صوراً لوجوه وأشياء أخرى مثل السيارات والطائرات والحيوانات على متطوعين من 25 رجلاً وامرأة، وكان على المتطوعين أن يذكروا قبل التجارب مدى معرفتهم بالسيارات، وبعدها أجروا تقييمهم الشخصي لدرجة هذه المعرفة من خلال تنفيذ هؤلاء للمهمة التي كلفوا بها . وتبين للعلماء على إثرها وجود علاقة بين إلمام المتطوعين المتخصصين بالسيارات، ورد فعل المخ لديهم عندما يرون صور مركبات . واستطاع الباحثون من خلال صور فائقة الدقة التقطت بجهاز تصوير بالرنين المغناطيسي، معرفة أن المنطقة المسؤولة بالمخ لدى المتطوعين الخبراء في السيارات تنشط عند رؤية صور الوجوه، وعند رؤية السيارات، وأن المغرمين بالسيارات ليس لديهم منطقة إضافية للتعرف إلى السيارات، وأن منطقة "إف إف إيه" تحتوي على بقع صغيرة تنشط بالقدر نفسه عند رؤية وجوه وسيارات . وقال ماك جوجين في بيان عن الجامعة: "لقد صورنا هذه المنطقة من المخ بدقة تجعلنا قادرين على استبعاد أنها تخدم فقط وظيفة التعرف إلى الوجوه" . ويأمل العلماء في أن تساعد دراستهم على تطوير علاج للأشخاص الذين يجدون صعوبة في التعرف إلى الوجوه، حيث توصلوا إلى أن الإنسان يركز عادة على أجزاء مفردة للتعرف إلى الأشياء مرة أخرى، في حين أن خبراء مجال معين يتعرفون إلى الأشياء بطريقة أخرى، حيث إنهم يعتمدون على الكليات، مما يجعلهم أسرع وأفضل في تعرفهم إلى الأشياء . وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين تعرفوا جيداً إلى موضوعاتهم المفضلة، تعرفوا أيضاً إلى الوجوه بشكل جيد .