أظهرت دراسة جديدة أنه إذا تمكّن الطفل من الكلام في سن مبكر، فإن ذلك قد يساعده على التحكم بحدة غضبه في وقت لاحق من حياته . ووفقاً لنتائج دراسة نشرها موقع "لايف ساينس" وشملت 120 طفلاً أعمارهم تتراوح بين 18 شهراً و4 سنوات، فإن الذين تميزوا بقدرات كلامية ولغوية في الثانية من عمرهم، كانوا أقل غضباً في أوضاع مثيرة للإزعاج في سن الرابعة، من الذين كانت قدراتهم على التعبير الكلامي ضعيفة . وتبين أن الأولاد الذين تتطور قدراتهم الكلامية بسرعة كانوا أقل غضباً عند بلوغ الرابعة من العمر . قالت الباحثة المشاركة في الدراسة، باميلا كول، من جامعة بنسلفانيا، إن "القدرات الكلامية قد تساعد الأولاد على التعبير عما يريدونه بالكلمات بدلاً من استخدام العواطف عند التواجد في وضع مثير للإزعاج أو التوتر" . يذكر أن باحثين بريطانيين وجدوا أن الأطفال الذين هم في الثانية من العمر، قادرون على فهم قواعد لغوية معقدة حتى قبل أن يتعلموا النطق بعبارات كاملة . وقال علماء النفس في جامعة ليفربول، إن دراستهم التي نشرت في دورية "كوغنيتيف ساينس"، تشير إلى أن الأطفال يفهمون عن بنية اللغة أكثر مما يمكنهم النطق بها، وتبدأ هذه المعرفة في عمر أبكر مما كان يُعتقد سابقاً . وقالت الباحثة كارولين رونالد: "فحصنا هذه النظرية من خلال إظهار صور أرنب كرتوني وبطة لأطفال في الثانية من العمر"، وأضافت "في الصورة الأولى يظهر الأرنب وهو يعمل على البطة فيرفع ساق البطة على سبيل المثال، والأخرى صورة للأرنب يعمل وحده مثل أن يحرّك ساقه" . وتابعت رونالد "ثم قلنا عبارات فيها أفعال مخترعة مثل الأرنب "يغبث" البطة، وطلبنا من الأولاد عبر مكبر للصوت، الإشارة إلى الصورة الصحيحة"، وأشارت إلى أن الأطفال اختاروا الصورة الصحيحة مرات أكثر من المتوقع . وقالت إن الدراسة تثبت أنه حتى في عمر ال21 شهراً، يشعر الأطفال بالمعاني الناتجة عن البنيات القواعدية المختلفة، حتى لو لم يكونوا قادرين على النطق بشكل صحيح . كما أظهرت دراسة أمريكية أن الأطفال الرضع في عمر سنة، يفهمون كثيراً من الكلمات ويستخدمون المناطق الدماغية نفسها التي يستخدمها البالغون لمعالجتها، بالرغم من أنهم لا يستطيعون الكلام . وأفاد موقع "هلث دي نيوز" الأمريكي أن نتائج الدراسة التي أعدّها باحثون في جامعة كاليفورنيا، تتحدى الاعتقاد السائد أن الأطفال قد يكونون يستخدمون آلية مختلفة كلياً عن البالغين لتعلم الكلمات، وأن هذه القدرة تبدأ بشكل بدائي وتتطور إلى العملية المستخدمة عند البالغين . وأجرى الباحثون مسحاً دماغياً خاصاً لتقييم نشاط أدمغة الأطفال في عمر يتراوح بين 12 و18 شهراً وهم يستمعون للكلمات . وقالت المسؤولة عن الدراسة، كاثرين ترافس، في بيان، إن "الأطفال الرضع يستخدمون آليات الدماغ نفسها التي يستخدمها البالغون لمعرفة معنى الكلمات من ما يعتقد أنه "قاعدة بيانات" عقلية للمعاني، وهي قاعدة بيانات يتم تحديثها بشكل مستمر حتى سن البلوغ" . وقال البروفيسور المشارك في الدراسة إيريك هالغرين، إنه تبيّن أن الآليات العصبية التي يستخدمها البالغون لفهم الكلمات تعمل منذ تعلم الكلمات أول مرة . وفي السياق نفسه توصلت دراسة جديدة إلى أن التحدث مع الأطفال الرضع في الأشهر الأولى من العمر يعزز قدراتهم الإدراكية وإحاطتهم بالأشياء التي حولهم وحتى تصنيفها، ووضعها في خانات محددة بها . وقال باحثون في نورث وسترن يونيفرستي إن الكلمات تلعب دوراً مهماً في حياة الرضيع وزيادة قوته الإدراكية حتى قبل محاولته النطق،وبشكل يتجاوز تأثير أصوات أخرى بما في ذلك النغمات الموسيقية . وشارك في الدراسة التي ستنشر في العدد المقبل من دورية "تطور الأطفال" : أليسا فاري، وسوزان هسبوس، وساندرا واكسمان من قسم علم النفس في كلية واينبرغ للفنون والعلوم،وأورد موقع "جيناتيك إنجينيرينغ نيوز" ملخصاً لها . وعرض الباحثون عدة صور لأسماك على أطفال في الشهر الثالث من العمر وأرفقوا ذلك بإطلاق صفارات خفيفة أو كلمات من نوع "أنظر إلى توما . .!" وهي الكلمة التي اختاروها للإشارة إلى السمكة عند عرض الصور عليهم . ثم عرضوا عليهم صور أسماك وديناصورات من أجل معرفة المدة التي سوف تتركز فيها أنظارهم على هذه الصور . وتوصل الباحثون إلى أنه باستطاعة الطفل في هذا العمر "تصنيف" الأشياء أو الحيوانات من خلال النظر لفترة أطول إليها، واصفين النتيجة التي توصلوا إليها بأنها "مثيرة جداً للاهتمام" . وقالت هسبوس، وهي أستاذة مساعدة في علم النفس شاركت في الدراسة "إن الكلمات تترك أثراً خاصاً في الأطفال وتزيد قدرتهم على تصنيف الأشياء التي تعرض أمامهم حتى لو كانوا في الشهر الثالث من العمر" . وتم اختيار الأطفال وعددهم 46 بشكل عشوائي، وكانوا بصحة جيدة ولم يكونوا خدجاً وتراوحت أعمارهم ما بين الشهرين وأربعة أشهر ويعيشون في كنف عائلات تتحدث الإنجليزية كلغة أولى . وقد وجد باحثون أمريكيون وتشيليون أن شرب الأطفال الحليب من الزجاجات ووضع المصاصات في فمهم ،إضافة إلى غيرها من عادات المص في ما عدا الرضاعة الطبيعية من ثدي الأم قد تزيد من مخاطر تطور مشكلات في النطق عند الصغار . وقيم فريق أبحاث من مؤسسة إعادة التأهيل بنادي ليونز كروز ديل سور في تشيلي وبرنامج الأبحاث الدولية بجامعة واشنطن برئاسة كلاريتا باربوسا الارتباط بين عادات المص واضطرابات النطق عند 128 ولداً في مدينة باتاغونيا في تشيلي لم يدخلوا المدرسة وتتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات . وجمع الفريق بيانات من الأهل حول طريقة أكل الأطفال وعادات المص وقيموا نطق الأطفال جميعاً فتبين في الدراسة التي نشرت في مجلة "علم الأطفال"، أن تأخير موعد شرب الأطفال للحليب من الزجاجات إلى ما بعد الشهر التاسع من العمر على الأقل قلص من تطويره مشكلات وصعوبة في النطق . أما الأطفال الذين كانوا يمصون أصابعهم أو يستخدم أهلهم المصاصات لتهدئتهم لأكثر من 3 سنوات فكانوا 3 مرات أكثر عرضة لتطويل مشكلات في النطق . وقالت باربوسا "تشير هذه النتائج إلى أن اللجوء إلى المص، في ما عدا عند الرضاعة الطبيعية من الثدي، يترك آثاراً سلبية في تطور نطق الأطفال" . وأضافت "رغم أن هذه الدراسة تعطي دليلاً إضافياً على فائدة إطالة فترة الرضاعة من الثدي، فإنه لا بد من تفسير النتائج بحذر، ذاك أنها تعتمد على الملاحظة فقط" .