# انها جحاف كل شيء فيها جبل الكهول..الرجال ..النساء ..الشباب ..الأطفال..الاحزان والمسرات ..الأعراس والمآتم ..كل شيء فيها جبل ..شموخ ..وتعال على الوضاعة ..كسر لشوكة القهر..وتصفية لسلطاته وهيمنته على المصائر ..والافئدة .. انها جحاف .. زرتها للمرة الأولى .. ولا أخال من يشرب من مائها الشحيح مرة ..الا أن يهزه الحنين الغامر والجارف مرة أخرى لنبع صاف ..وقلوب من ضوء والق .. الى اناس اسويا فيعود زائراً .. متأملاً .. الى قرى هي قيمياً أكبر من المدن .. هي وطن مرسوم في كراس يحتفظ كل قمة من القمم .. رجل من الرجال بنسخة منه .. يورثه للقادمين كوصية ملفوفة باليقين : ان هذا هو رسم الوطن الآتي .. الحر المستقر الأمن .. هذه لوحة ..وطننا الفاضل ..مدينتنا الفاضلة .. دولتنا الجديدة ..الجنوبية المدنية الفاضلة. لعل هذه الفرادة والتفرد ..وهذه الديناميكية .. هذه العزيمة القوية ..هذه الحيوية .. هذا الانتساب للوطن ..وللقضية الجنوبية .. للمستقبل .. لعل هذا العناد والاصرار المتأصلين في جينات الرجال ..الشباب ..النساء ..الاطفال .. هذه الارادة والمكابرة في التصدي لموجات الهزيمة والاستسلام .. لعل هذا الجبل السامق ..العصي على الركوع دفع ويدفع ثمن قناعاته .. بالعزل والعقاب الجماعي ..والحرمان ومضاعفة ذلك بقتل رجاله ونسائه وشبابه واطفاله وكهوله وحتى حيوانته وقصف منازله ومساجده وكل شيء ينبض بالحياة. ولان جحاف صانعة ابجدية ولغة .. ومفاهيم نضالية ورجولية مغايرة .. لانها لم تمض زحفاً على بطنها الى بوابات قصر الحاكم المحتل في صنعاء .. لا نها لم تتنازل عن الكبرياء والكرامة .. عن الرجولة والآدمية .. لانها كل ذلك وأكثر من ذلك لم تحظ (بالكعكة) ولا حتى بجزء صغير منها .. ولا حتى بالفتات .. في جحاف لا طريق كما ينبغي .. عقاباً على انحيازها لطريق مخالف لشارات سير مراكب الحاكم الصنعاني .. المطهمة .. في جحاف لا ماء .. بعد أن اصر الناس على عدم البصق في نبعهم الذي شربوا منه ذات يوم حتى الارتواء .. نبع الاصالة والشجاعة والصدق وكشف الزيف.. وقول الحق في وجه كل ظالم ,, مستبد ..غاز آثيم. # في جحاف لا تعليم يأخذ صفة التوسع الرأسي والأفقي .. بعد ان رفض الناس تعاليم الحاكم السنحا ني ..تمردوا على ثقافة الهزيمة والخنوع ومازالوا في مقدمة رتل الرافضين الانضمام الى موكب الصامتين المؤلهين للقبح والجرم والدمامة..في جحاف كان الرد موجعاً على انصار ودعاة التجهيل (الرسمي) .. كان الرد شعبياً خالص الابعاد .. عميق الدلا لات .. كان الرد مزيداً من التعلم .. مزيداً من تجويد التعليم ..مزيداًمن النوابغ وحملة الشهادات الجامعية العليا .. مزيداًمن الأوائل على مستوى (الجمهورية) بما فيها ضياع المسؤلين وامراء وشيوخ الفيد وسلاطين المال والنفوذ حيث يولد اطفالهم وفي فمهم ملاعق الذهب. # في جحاف مقدسات بعد الوطن والدين.. يأتي العلم والأنتماء .. وواحدانية القناعة أية كانت .. في جحاف مذمومات عدة : الخنوع والعبودية.. وتغيير القناعات وفق المصلحة الشخصية والحاجة الانانية الذاتية.. في جحاف الخيانة والانتهازية كُفر وبالتالي لا عجب ان نفت وطردت من وسطها النظيف الاجسام المتسخة بالخيانة والانتهازية والمال الرخيص .. وفي جحاف ليست هناك وجاهات وقيادات وزعامات معصومة من النقد بل وحتى الالغاء ان هي حادت عن الطريق.. عن الاجماع الشعبي واحالت قيمها وثقافتها وحضورها النضالي والتاريخي والانساني الى ادوات بيع وشراء وارتزاق ونشر وعي وتمجيد الذات وتبرير الخديعة والخيانة والارتماء في احضان اعداء الشعب والوطن والقضية الجنوبية. # في جحاف شبابها ومثقفوها .. يعرفون جيداً أن مايعيشونه وما يرزحون تحت نيره هو احتلال ارعن متخلف همجي ..وان ما يمارس ضدهم وضد كل افراد الشعب الجنوبي من قتل وتشريد واعتقال وتعذيب واذلال ووووالخ هي من افعال المحتل لتركيعهم واخضاعهم .. فتزيدهم هذه الممارسات عزة واباء .. وعزماً واصراراً على المضي في ذات الدرب .. ذات الخط المستقيم ..ذات الثورة ..حتى الاستقلال والتحرير واستعادة الدولة المغتصبة ..المسلوبة. جحاف منطقة أبت الا ان تسكن وتسكنها القمم .. تصوغ في الاعالي بعيداً عن الوحل .. انها جحاف .. كل داخل اليها مولود مرة اخرى بالضرورة .. مولود بالمفاجأة .. مولود باعادة التشكل بنفسية واداء وعطاء ثوري جديد.. برؤى محاطة باشراقة الغد.. مستخفة ومستهزئة بقسوة وغطرسة وشراسة وهمجية ودموية وبلادة العداء ..المحتل.. الجحافي كتب في خانة شهادة الميلاد ..الاسم : نصر..ناصر منتصر منصور.. الميلاد: زمن مفتوح على غد مشرق قادم .. اللون: قمحي .. الارادة : صخرية .. العلامات المميزة: نافذة في الروح .. ضوء بهي في الجبين .. الهوايات : زراعة السنابل والاغاني الثورية..وكتابة تاريخ صباحات الجنوب القادمة.. هوايات اخرى .. الركض صوب قوس قزح السماء .. هذه هي جحاف .. الداخل اليها بمشاعر مضطربة ..مهزوزة ..قلقة .. لم تحدد خطاها أو تختار نقطة الاصطفاف بين معسكر وخندق الأمس واليوم .. الداخل اليها بتشوش ووسواس قهري ضد حتمية انتصار ثورة الشعب الجنوبي الهادرة وقضيته العادلة .. وارادته الفولاذية .. لابد وان يغتسل من كل مواجعة واسقامه وادرانه .. ووسوساته المحبطة .. لابد وان يستعيد ولادته مرة أخرى من تمخضات الجبل ووشوشات عصافير رفضت ان تقايض اعشاشها المدلاة كقناديل على اشجار شامخة يابسة .. باعشاش من حرير في بساتين الغزاة والمحتل حيث الخضرة المسروقة ,, والرفاه المكتوب بانين واوجاع ودماء الجنوبيين .. في جحاف تؤرخ الاقلام والاحبار مأثر الرجال وبطولات الشجعان الفوارس ..حيث كل شيء الى تحول.. كل خطى ماضية في خط تصاعدي الى الخلاص والتحرير والاستقلال واستعادة الدولة والهوية والثروة والارض والانسان.