ولم يحدث أن تذكرت قريبا أو صديقا أو جارا وقبل أن تنتهي من التفكير فيه جاءك صوته عبر خط التليفون علي الطرف الآخر. كيف ينقبض قلب الأم علي ابنها في لحظات ضيقة رغم بعده عنها آلاف الأميال. كيف يشعر التوأم بتوأمه.. بفرحه.. وحزنه.. وألمه, وقد يمرض لمرضه. وكيف وصل صوت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يخطب الجمعة الي سارية بن زنيم قائد جيش المسلمين في بلاد فارس وكان علي وشك الهلاك هو وجيشه لولانداء عمر السارية باللجوء الي الجبل ورغم بعده عن سارية آلاف الفراسخ سمع من بالمسجد وكذلك جنود جيش المسلمين صوت عمر. انه التخاطر أو الTelepatly.. وظهر هذا المصطلح لأول مرة عام1882 علي يد فريدرك مايرز, وهو عبارة عن المقدرة علي التواصل ونقل المعلومات واستقبالها من عقل انسان الي آخر. وفي الحالة الأولي عندما نشعر بالضيق من المكان ثق وتأكد أن كارهيك في هذا المكان أكثرممن يحبونك والعكس في الحالة الثانية. وفي الحالة الثالثة أرسل عقلك نبضات كهرومغناطيسية إلي من تفكر فيه واستقبلها بنجاح فقام بالاتصال بك والأم وأبناؤها كيان واحد فالتخاطر بينهم في لحظات الخطر نوع من أنواع الاتصال الذاتي. والاتصال بين التوائم اتصال ذاتي أيضا. أما في حالة الخليفة عمر فتم التخاطر بينه وبين سارية علي أساس أنه ولي الأمر ومسئول عن جيش المسلمين في كل بقاع الدنيا. أما الآن فولي الأمر وعشيرته عاجزون عن الوصول الي أغلب القوي الوطنية بأي نوع من الاتصال وكذلك معظم القوي الوطنية عاجزة هي الأخري.