قال مسؤولون أميركيون إن إيران وحليفها حزب الله اللبناني يعكفان على بناء شبكة ميليشيات داخل سورية لحماية مصالحهما في حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد الذي تخوض قواته حربا داخلية ضد معارضيه منذ أكثر من عامين. وأشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية نقلا عن مسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما وآخرين من الشرق الأوسط إلى أن هدف إيران على ما يبدو، هو أن يكون لها عناصر موالية تتحرك لحماية مصالحها، إذا ما أجبرت قوات الأسد على الانسحاب من دمشق أو تعرضت البلاد إلى عمليات تقسيم أثنية وطائفية. ووصف مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لم تكشف الصحيفة عن هويته، المساعي الإيرانية في سورية بأنها ضخمة، مشيرا إلى أن حكومة طهران أرسلت نحو 50 ألف رجل مسلح إلى سورية. وأضاف أن "النية المباشرة يبدو أنها دعم النظام السوري. لكن من الضروري بالنسبة لإيران أن تبقي على قوة في سورية يمكنها الاعتماد عليها وتكون موضع ثقة". ومن جانبه أوضح مسؤول عربي كبير أن إستراتيجية إيران في سورية لها مساران "أحدهما دعم الأسد حتى النهاية والآخر الاستعداد لخسارة كبرى في حال انهيار نظامه". وأشارت الصحيفة إلى أن طهران تعمل على دعم عدد من المجموعات المسلحة في سورية، مثل مجموعة الجيش الشعبي التي تدعم الميليشيات التابعة للشيعة، مضيفة أن هذه المجموعة تلقى دعما واسعا من إيران وحزب الله يتمثل في التدريب والتمويل. ويقول مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والتمويل الاستخباراتي ديفيد كوهين إن الجيش الشعبي هو عبارة عن مشروع مشترك بين إيران وحزب الله، فيما تشير واشنطن بوست إلى أن ميليشيا الجيش الشعبي شكلت لتكون رديفا لميليشيا "اسايج" الموالية لحكومة طهران في الداخل الإيراني. وقالت واشنطن بوست إنه حسب السيناريوهات الأكثر ترجيحا التي يضعها المحللون، فإن من سيتبقى من حكومة الأسد - معه أو من دونه - سيحاولون إقامة منطقة تخضع لنفوذهم في المحافظات المحاذية للبنان وخصوصا في اللاذقية، حيث تتركز الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وتابعت الصحيفة أن هذه المنطقة ستكون معتمدة بشكل كبير على الإيرانيين في ديمومتها، لكنها ستعطي طهران أيضا فرصة إبقاء روابطها مع حزب الله، وبالتالي استخدام ذلك كوسيلة ضغط على إسرائيل.